عصام السباعي
عصام السباعي


يوميات الأخبار

جماعة «اخوان ابراهيم عيسى» ؟

عصام السباعي

الإثنين، 21 فبراير 2022 - 05:41 م

 

وسألنى كثيرون  : وماذا نفعل مع هؤلاء .. كيف نواجه «جماعة اخوان ابراهيم عيسى» ، ونتعامل مع اسلام بحيرى وماشابههما مثل أحمد عبده ماهر الذى مازال يواصل «هلاوسه» ؟

الأربعاء :
لا يوجد مخلوق فى العالم لديه الحق فى السخرية من معتقدات الآخرين ، مهما استغربتها أو تعجبت من طقوسها أو كانت بالنسبة لك وثنية ، وشاهدت فى حياتى طقوسا ومعتقدات وعبادات ، وصاحبت أهلها وعشت معهم فى أفريقيا وفى تايلاند وفى فيتنام ، كان أغرب موقف عندما اصطحبنى البروفيسور وأستاذ التسويق الفايتنامى إلى بركة مياه يحيط بها سور يصل إلى صدرى ،موجودة مباشرة أمام معبد احدى الديانات الصينية ، وأشار إلى إحدى السمكات فى مياهها وقال لى بجدية إن روحه فى تلك السمكة ، وتابعته بكل اهتمام مثلما تابعت الحكايات الأخرى وأنا أسير بجوار تمثال بودا النائم فى تايلاند ، أو فى العراق وأنت تسمع حكايات الشيعة والميديين ، أو فى أى مكان عندما يحدثك شخص ما عن رحلته فى الالحاد ، ولا يمكن لصاحب خلق ودين أن يسخر من أحد فى دينه ومعتقده إلا فى حالة واحدة ، لو تطرف فى تدينه لدرجة ايذاء الآخرين بالقول أوالفعل ، وأعتبر ذلك التسامح جزءا من الأمن الاجتماعى المرتبط جدا بالأمن القومى لأى مجتمع ، وعلى تلك الخلفية كانت مخاوفى من المتطرفين ضد الدين ، بقدر خوفى من المتطرفين فى الدين ، فالمجتمع السوى تنخفض فيه قدرة المتطرف على ممارسة تطرفه ، والأسوياء بصفة عامة لا يسخرون من معتقد غيرهم كما يفعل البعض فى قنوات مصرية مثل «القاهرة والناس» التى يديرها الأخ ميلاد ، ويحاول أن يفرض رؤيته فى الحياة ، ويقنع الناس بأن خلع قطعة الأندر السفلية أشرف وأبقى وأكثر تحضرا من وضع قطعة القماش على الجزء الأعلى من الرأس ، ويتدخل فى ملابس الناس ، ويسبهم فى دينهم ويحقر منه ، كما يفعل ابراهيم عيسى واسلام بحيرى ،وكما فعل من قبل سيد القمنى على شاشة نفس القناة ، إنهم يسبوننا فى دين أبونا وبالطبع فليس الحل أن نسب دين أبيهم ، وسألنى كثيرون : وماذا نفعل مع هؤلاء .. كيف نواجه «جماعة اخوان ابراهيم عيسي» ، ونتعامل مع اسلام بحيرى وماشابههما ، مثل أحمد عبده ماهر الذى مازال يواصل « هلاوسه « ؟ وما أراه أن «الزيطة» مطلوبة لهم وليست مهمة للوطن ، ويجب التعامل بهدوء وبخطوات بسيطة ، فما كان من كلامه فيه قذف فمكانه القضاء ، وماكان فيه فكر ، فيكون اللجوء إلى المجلس الأعلى للاعلام للرد ، ووضع قواعد تضمن أن يرد العلماء المعتمدون من الأزهر على أى برنامج يشذ أو يشط ، فلا يوجد رأى أو هجوم على شخص أو قضية بدون حق الرد وخاصة فى القضايا الدينية ،والعمل على اعلان ميزانيات الفضائيات والكشف عن مصادر تمويل تلك البرامج كما أن هناك من يحتاج لتدخل الأجهزة السيادية فى حال تلقى الفضائية او الاعلامى من جهة أجنبية تمولها أجهزة مخابرات أجنبية مباشرة أو عبر شركات وسيطة أى مقابل مادى مقابل ذلك الهبد والتشويه للإسلام والمسلمين !
أرجوكم لا تردوا على ذلك المفكر !

الجمعة :
أكثر من عشرة أيام مرت ، ولم يرد أحد على مقالة خالد منتصر « التى عنوانها مطلوب إجابة « ، لم يهتم أحد بالاجابة على الأسئلة التى طرحها على المجتمع كله، علماء الأزهر والاجتماع والتاريخ والنفس، رغم تحذيره من أنه لا ينفع معها الطناش،طرح الطبيب المفكر المثقف المحترم 7 أسئلة عويصة ،وطلب إجابات حاسمة عليها، لانقاذ الوطن من نار الفتنة والتطرف ، ولأننى من الذين يقرأون وتشتغل ذاكرتهم مع الحروف والكلمات بصورة آلية ، تخيلت أننى سبق وقرأت المقال من قبل ، ولم أستبعد ذلك ، فقد سبق وفعلها فى مقالات مكررة عن يوم اللغة العربية ، وبمجرد البحث فى دواليب العم جوجل ، اكتشفت أن كل تلك الأسئلة لها إجابة بالفعل ، وفهمت من المقال أنه ينفخ فى الفتنة التى يحذر منها ، وحتى لا يكون الكلام مجرد كلام ، تعالوا نستعرض بعض تلك الأسئلة بحسب ترتيبها وليس كلها لظروف المساحة ، السؤال الأول كان عن موضوع الجزية التى يدفعها المسيحيون، وتوضيح أسباب الاصرار على تصدير الدونية والمهانة للمسيحى فى تفسير موضوع الجزية؟!، والغريب أن شيخ الأزهر الامام أحمد الطيب قد أجاب عنه فى تقرير مطول بثته وكالة أنباء الشرق الأوسط فى 13 يناير 2017 ومنشور فى العديد من المواقع ، وقال الامام الطيب بالنص :» لا محل ولا مجال أن يطلق على المسيحيين أنهم أهل ذمة بل هم مواطنون، ولا مجال لأن يكون هناك كلام فيما يسمى بالجزية أو فيما يسمى بهذه المصطلحات التى كان لها سياق تاريخى معين انتهى الآن، وتبدل نظام الدولة وتبدلت فلسفات الحكم، منوهًا بأن الإسلام الآن يتبنى مفهوم المواطنة ، مشددًا على أن مصطلح أهل الذمة لم يعد مستعملًا، وأن الأزهر لا يقوله ولا يصف به شركاء الوطن بحال من الأحوال « ، وطلب فى السؤال الثانى تفسيراً أو تكذيباً أو تصحيحاً للحديث المنتشر، الذى جاء فى صحيح مسلم، والذى استند إليه الشيخ عمر عبدالكافى فى تبرير عدم السلام على الأقباط، « لا تبدأوا اليهود ولا النصارى بالسلام، وإذا لقيتم أحدهم فى الطريق فاضطروه إلى أضيقه» ، وبحثت فأحالنى «العم جوجل» إلى تقرير فى اليوم السابع بتاريخ 16 يونيو 2011 ينفى فيه د.عمر عبد الكافى فى تصريحات لبرنامج «القاهرة اليوم أن يكون ذلك قد صدر عنه» ، أما الاجابة الأهم التى لم يبحث عنها خالد منتصر لدى «العم جوجل» سيجد عشرات التقارير ومنها تقرير لزميلنا الأستاذ رجب عبد العزيز نشرته جريدة الأهرام فى أكتوبر 2018 ، تحت عنوان « حديث النهى عن إلقاء السلام على أهل الكتاب» ، ويكشف فيه الدكتور محمد إبراهيم الحفناوى، أستاذ أصول الفقه بجامعة الأزهر، تلك الأكاذيب التى نشرها المختلون المتطرفون ، ويؤكد أن ذلك فهم عقيم للحديث لأنه جاء وهناك حالة حرب ، أما فى حالة السلم فيعاملون بكل مودة ورحمة كما أمر القرآن الكريم، ويعدد عشرات الأحاديث التى تحض على افشاء السلام ، ويتساءل الدكتور الحفناوى :»كيف لا يلقى الرجل السلام على زوجته المسيحية أو اليهودية؟! ، أتبيح الشريعة لى الزواج بها، وتنهانى عن إلقاء السلام عليها؟!وبالطبع فتلك أسئلة لأصحاب العقول وليس لمثيرى الفتنة ، والسؤال الثالث الذى طرحه منتصر يقول : نريد تفسيراً لشروط الخليفة عمر بن الخطاب فى اتفاقيته مع نصارى الشام حين فرض عليهم ألا يلبسوا لباس المسلمين، إلى آخره ، ولأنه لا يبحث ولو كان هدفه البحث لكان قد عرف أن هناك دراسة للباحث صبحى الصالح انتهت إلى عدم صحة تلك الشروط ، وأن هناك كثيرين من غير المسلمين قد انتهوا إلى نفس النتيجة مثل المستشرق البريطانى توماس ارنولد و أ.س. ترتون الباحث انجليزى فى جامعة أكسفورد ، وباقى الأسئلة لا تستحق حتى ترديدها ، لأنها تحمل نفس كلمات المتطرفين ، ومجرد ترديدها تطرف ، فلا يمكن أن نسأل عن جواز التحاق أهل الذمة بالبرلمان أو أرجاء الخدمة العسكرية ، فى وقت لم يعد لمصطلح أهل الذمة وجود ، أو يسأل عن حديث «لا يجتمع دينان فى جزيرة العرب»، والذى يستند إليه أهل الجزيرة العربية فى منع بناء الكنائس ، فى حين أنه فى زمن الرسول نفسه والخلفاء الراشدين كان هناك يهود اليمن ولا زالوا ، ومجوس الاحساء ونصارى نجران ، فضلا عن وجود الملايين من الأديان الأخرى وكنائسهم فى كل دول الخليج، أما السؤالان السادس والسابع فهى لا تصدر سوى عن واحد فى قلبه مرض وغرض و»جرب فكرى وعقيدي» !
التندر من الأخطاء .. وليس السخرية من الفقهاء!

الأحد :
أتعجب كثيرا من تلك المراهقة الفكرية التى يمر بها بعض الملحدين ، أو أصحاب المهام المخابراتية الجديدة ، إنهم يسألون عن أشياء لا تحتاج سوى إلى صفاء العقل ، وإلى منطقية الأشياء ، ويرددون أسئلة لها اجابات منذ عشرات السنين ، الغريبة أنهم يشعرون أنهم مفكرون وتنويريون ، وهم ينقلونها نقل مسطرة ، ويعتبرون كتب الفقه وفتاوى الزمن الغابر هى نفسها التى تحكم حياتنا حاليا ، أو يلتقطون سقطات بعض الفقهاء وكأنها كارثة رغم أن الخطأ وارد جدا ، أتذكر فى أيام شبابى أننى قرأت بالصدفة البحتة ما لم يدخل عقلى فى كتاب فقهى قديم اسمه» الدر المختار ..شرح تنوير الأبصار وجامع البحار» للفقيه الحصكفى الحنبلى ، وقال نصا فيما يتعلق بشروط الأحق الامامة بأنه « الأعلم بأحكام الصلاة ، ثم الأحسن تلاوة للقراءة ، ثم الأورع ، ثم الأسن ، ثم الأحسن خلقا ، ثم الأحسن وجها ، ثم الأشرف نسبا ، ثم الأحسن زوجة ،ثم الأكثر مالا ، ثم الأكثر جاها ، ثم الأنظف ثوبا ، ثم الأكبر رأسا ،ثم الأصغر عضوا» ،وبالطبع لم يدخل عقلى ذلك الجزء الأخير ، وبحثت عن نفس المسألة فى الشروح والحواشى مثل حاشية عابدين فوجدتها ،ثم تتبعتها حتى قرأت نفس الكلمات فى مخطوطة محفوظة فى جامعة بن سعود ، ولو تتبعت اجابات بعض المواقع الكبيرة على شروط الامامة ، ستجده يذكرها مع الحرص على توضيح أن النص بتصرف ، ولم يكن مضطرا لذلك ، لأن عملية اختيار الامام لا تحتاج لكل ذلك التكلف وتتم لوقتها وبسلاسة ، أما من يريد الفتنة سيظل يسخر ويضحك ، رغم أنها قد تكون زلة عالم أو خطأ ناسخ ، أو تدليس مدلس ، لأن الاسلام دين العقل ، وقد حكيت ذلك لبعض الأصدقاء والزملاء على سبيل التندر من الأخطاء ، وليس السخرية من الاسلام ولا الفقهاء .
جلال .. الأستاذ «جلال» !

الثلاثاء :
لا يجيد قلمى رثاء الأحباب ، لطالما علمت أن القلوب أفضل فى العزاء ، ولطالما آمنت أن الأرواح تتلاقى وتتحدث عما فى القلوب من شجن وحزن على فراق من نحب من والدينا وأهلنا وأصدقائنا وجيراننا وأساتذتنا ، ولا أستطيع وصف حزنى على رحيل أستاذنا الأستاذ جلال دويدار ، وكان صاحب جلال وهيبة ،كنا جميعا مثل أولاده فى أسرة كبيرة يرعاها الأستاذ جلال وصحبه الكرام أساتذتنا الذين سبقوه إلى جنة المأوى باذن الله، الأساتذة أحمد الجندى ووجيه أبو ذكرى وجلال عيسى ،علمنا رحمه الله المهنة على أصولها وفى أولها احترام النفس ، واحترام الناس واحترام المصادر والصدق والنزاهة ، وكلها رأسمال أى صحفى ، رحم الله الأستاذ جلال ، وجزاه عن ما قدمه للمهنة والوطن ولنا خير الجزاء .. وداعا ياريس وحتى نلتقى .
كلام توك توك:
كلامكم رخيص.. وأنا وقتى غالي!
إليها :
حفظ الله تلك الضحكة وهذه البراءة وذاك الرضا .

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة