جلال عارف
جلال عارف


في الصميم

درس الوحدة والانفصال المهم أن تبقى سوريا!

جلال عارف

الإثنين، 21 فبراير 2022 - 05:48 م

فى مثل هذا اليوم قبل أربعة وستين عاماً كانت المنطقة على موعد مع حدث عظيم. تم الاعلان عن دولة الوحدة بين مصر وسوريا لتجسد الحلم العربى بعد قرون من الاستعمار والاستبداد، والمحاولات التى لم تنقطع لطمس الهوية ولفرض التخلف والتبعية فى المنطقة العربية.

كانت حركات التحرر فى الوطن العربى تواصل نضالها، وكانت القاهرة وبعد ثورة يوليو قد تحولت إلى رمز لنضال الشعوب من أجل الحرية والتقدم. تخلصت من الاحتلال البريطانى واستعادت قناة السويس وهزمت العدوان الثلاثى وتصدت لمحاولات توريث المنطقة العربية لاحتلال جديد يرث الاستعمار القديم الذى كتبت شهادة وفاته فى حرب ١٩٥٦. وكانت الشعوب العربية كلها تقف مع مصر وهى ترفض الاحلاف الاجنبية وتؤكد أن أمن واستقرار المنطقة هو مسئولية عربية.

وفى ظل هذه الظروف جاءت الوحدة بين مصر وسوريا فى وقت كانت فيه المخاطر تهدد سوريا والضغوط تتزايد لتقبل ان تكون جزءاً من استراتيجية الاستعمار الجديد. كانت الحشود العسكرية التركية جاهزة على الحدود وكان نظام نورى السعيد فى العراق يخوض معركته الأخيرة ويأمل أن يكون اسقاط سوريا بوابة لنجاته.

كان إعلان الوحدة وقيام الجمهورية العربية المتحدة عيداً لكل الشعوب العربية وكان تأكيداً على أن كل سنوات القهر والاحتلال والتغريب والتتريك قد سقطت، وأن ما بين الشعوب فى الوطن العربى هو الاقوى.. وما بينها ليس التاريخ وحده وإنما الحاضر والمستقبل، والأمن المشترك، والتقدم الذى يملكون كل أدواته.
وبقدر الآمال العربية، كانت الحرب من الأعداء، وكان التآمر الذى لم يتوقف طوال فترة التجربة الوحدوية، وكان استغلال أخطاء التجربة للانقلاب عليها بمؤامرة الانفصال بعد ثلاث سنوات سقطت التجربة ولم يسقط الأمل.. فى عز الألم أوقف جمال عبد الناصر يومها الاستعدادات العسكرية للقضاء على الانفصال مؤكداًـ:ليس المهم أن تبقى سوريا جزءاً من الجمهورية العربية المتحدة.. المهم ان تبقى سوريا.

نسى الكثيرون هذا للاسف الشديد. لو أن الكل التزم بـ «أن تبقى سوريا» لم طالت محنة سوريا الحالية حتى اليوم، وما كان مقعد سوريا فى الجامعة العربية يظل خالياً.. لان البعض لا يعرف التاريخ، ولا يقرأ الحاضر والمستقبل!!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة