دينا توفيق
سحر الكلمة
الثلاثاء، 22 فبراير 2022 - 10:17 ص
نستيقظ من النوم على كلمة.. نسبح ونحمد الله على نعمه بكلمة.. كلمة تسعدنا وتمنحنا طاقة إيجابية وأخرى نتلقاها وتستقر داخلنا كالشظايا تظل تؤلمنا ونئن منها كلما تذكرناها.. الكلمة عهد ووعد، ما ينطقه اللسان يلتزم به صاحبه؛ تظهر أصالته وشخصيته، ثقافته ورؤيته.. الكلمة سلاح ذو حدين، تبنى أو تهدم.. تشفى وتحفز أو تُمرض وتقتل، وما أدراك ما واقع الكلمة علينا وعلى من حولنا.. أحيانًا نتحدث نكتب ونسهب ونغفل مدى خطورة وجمال الكلمات.. الكلمات لها وزن هائل يمكن أن تجعل الآخر يشعر بالرضا أو الإذلال.. يمكن للكلمة البسيطة أن تغير حياتنا تمامًا.. الكلمات جميلة ومبهجة، قوية ومدمرة.. كلمة تهدِّئ؛ تعفو وتصفح وأخرى تؤجِّج المشاكل وتعمقها.. كلمة تشعل حروبًا أو تقيم سلامًا.. تحيا الشعوب وتنهض.
يمكن أن تترك الكلمات التى تكتبها أو تتحدث بها مع الآخرين أثرًا كبيرًا وتبقى فى الذاكرة، بحكمة انتقِ كلماتك وتعامل معها بحذر، لأنها أقوى من القنابل الذرية. يمكن للكلمات أن تروى العلاقات وتحييها وبأخرى تنهيها، واختيار الكلمات والطريقة التى تعبر بها عن نفسك يمكن أن تسرع أو تقضى على حياتك المهنية. بالكلمات نتفاهم؛ فإذا اهتزت انقطع التواصل وانهارت العلاقات وخسرت من تعرفهم.. لا تخلط كلماتك مع حالتك المزاجية، يمكنك تغيير حالتك المزاجية ولكن لا يمكنك التراجع عن كلامك.. وكما قال مولانا جلال الدين الرومى "اعلُ بكلمتك لا صوتك، فإنّ ما يجعل الزهر ينبت ويتفتح هو المطر لا الرعد." كُن محبًا بكلماتك.. كُن لطيفًا وكريمًا.. كُن حقيقيًا وكُن قويًا. نحن البشر فى حاجة إلى كلمة تسكن تطمئن، تحفز وتصبر وتجبر؛ هناك دومًا من فى حاجة لسماع ما يداويه ويعينه على الحياة.
Email: [email protected]