الأربعاء، 23 فبراير 2022 - 05:41 م

مازالت إعلانات «الكركمين» تملأ شاشات التليفزيون حتى الآن.. ربما لتذكرنا بالخلل الذى سمح باستمرار «النصب بالكركمين».. لسنوات قبل أن تمتد يد القانون للتعامل مع القضية!!

ومازالت هناك منتجات عديدة مثل «الكركمين» تتجول إعلاناتها فى قنوات النصب باسم «الطب» تنتظر أن يتم بشأنها ما تم مع «الكركمين». ومازال من يمارسون هذا النوع القاتل من النصب والاحتيال يأملون فى أن يجدوا الثغرات القانونية التى تجعل جرائم الكثيرين منهم تتحول إلى مجرد «مخالفات تموينية» أو «غش تجارى»!!

العقاب الرادع سيكون وسيلة أساسية لمقاومة هذا «النصب القاتل»، لكن المطلوب أكثر من ذلك. المطلوب أن نتعامل مع الظاهرة بأكملها وأن نسد الثغرات التنظيمية والقانونية التى تسمح بتحويل المنصات الإعلامية إلى مساحة لهذا النوع من الاحتيال، والتى تسمح - بعد ذلك - للمحتالين بأن يتهربوا من المسئولية عن جرائم تصل إلى القتل أو الشروع فيه، عندما يخدعون الضحايا ويقنعونهم بترك العلاج الطبى الحقيقى لأمراضهم والاكتفاء بـ «الكركمين» أو غيره من منتجات النصب التى يدعون أنها تشفى كل الأمراض!

لابد من سد كل الثغرات، ولابد من العقاب الرادع الذى يشمل كل من شارك فى هذه الجرائم: النصاب، ومن ساعده فى جرائمه، ومن منحه فرصة استغلال المنصات الإعلامية، ومن تستر عليه أو أخفى أمواله الحرام التى ينبغى أن تذهب لمشروعات الصحة أو لبرامج التوعية الطبية التى تبدأ مع الأطفال فى المدارس وتستمر حتى نهاية العمر، والتى تستحق اهتماما أكبر بعد سنوات من ترك الساحة خالية لمن يطردون العفاريت، ويحتقرون العلم، ويروجون للخرافات، ويعالجون كل الأمراض ببعض «الكركم» مخلوطا بأطنان من النصب والاحتيال!