صالح الصالحي
صالح الصالحي


وحي القلم

أفريقيا في قلب مصر

صالح الصالحي

الأربعاء، 23 فبراير 2022 - 05:42 م

لم تكن مشاركة مصر فى قمة أفريقيا ـ أوروبا المنعقدة فى بروكسل إلا نتاجاً لجهود القيادة السياسية الناجحة لدعم وتنمية القارة السمراء، التى عانت على مدار سنوات من التهميش والصراعات.. حتى أنها أصبحت بحاجة ماسة للتنمية ودمجها فى الاقتصاد العالمى ونقل التكنولوجيا.. ومن ثم كانت مشاركة مصر الواعية الناجحة فى العديد من الفاعليات باعتبارها صوت أفريقيا.. فكان بالأمس القريب اختيار روسيا لمصر لتمثيل القارة فى القمة الروسية الأفريقية، وكذلك فى باريس فى قمة المناخ.. مما أهل مصر أن تستضيف قمة المناخ على أرضها أواخر العام الحالى.

ولا ينكر إلا جاحد الجهود المصرية التى بذلتها القيادة السياسية منذ توليها لاستعادة دور مصر الريادى والمحورى فى أفريقيا.. هذا الدور الذى غاب لسنوات عديدة نتج عنها أزمة السد الإثيوبى على سبيل المثال.. لكن الرئيس عبد الفتاح السيسى منذ مجيئه فى عام 2014 عمل على اتباع استراتيجية مصرية واعية جعلتها حاضرة بقوة على كافة الأصعدة الرسمية والجماهيرية.. وذلك بتفعيل مجالات التعاون المشترك.. بل أكثر من ذلك حرصت الاستراتيجية على ادماج الجانب العربى لتكون استراتيجية عربية إفريقية.. وبدا هذا الأمر واضحا فى الأزمة الليبية.. وكذلك فى مشروعات الربط الكهربائى الكبرى وتفعيل مناطق التجارة الحرة.. وبفضل سياسة الرئيس عبد الفتاح السيسى أصبحت مصر تملك توازناً دولياً فى العلاقات والسياسة الخارجية وأصبحت قناة الاتصال وبين اوروبا وامريكا والقارة الأفريقية.. وبدا ذلك واضحاً فى مشاركة الرئيس فى أعمال قمة بروكسل الأفريقية الأوروبية والذى أكد على تعزيز الجهود الدولية لتقديم المساندة الفاعلة للدول الأفريقية لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030 ونقل التكنولوجيا للدول النامية ودفع حركة الاستثمار الأجنبى وتمكينها من زيادة الاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة..  وقدمت مصر رؤية مشتركة لدعم وتمويل القارة الأفريقية خلال جائحة كورونا ودعت الشرفاء الدوليين لتوفير التمويل المستدام لسد الاحتياجات الصحية للدول الأفريقية وتعزيز الآليات الدولية ذات الصلة بتوزيع اللقاحات لتصبح أكثر عدالة استجابة للظروف الاجتماعية والاقتصادية لكل الدول.. مع تسهيل النفاذ والتوزيع العادل لمختلف التقنيات المرتبطة بالجائحة..

ولم يغب عن العالم تجربة مصر فى مواجهة أزمة كورونا والجهود التى بذلتها على جميع الأصعدة فكان هناك اعتراف دولى وشهادة بنجاح هذه الجهود.. مما جعل منظمة الصحة العالمية تبادر بمساندة مصر فى جهودها لتصنيع اللقاحات.
 

كل هذه الجهود تفسح المجال أمام عقد جديد  للعلاقات المصرية الأفريقية يؤهلها لقيادة القارة السمراء.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة