صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


حكايات| سفاحة الجنس الناعم.. استخدمت بقايا ضحاياها لصنع الصابون

هناء حمدي

الخميس، 24 فبراير 2022 - 10:18 ص

الحرمان هو تعبير مختصر عن شيء ما طالما أراد الشخص امتلاكه ولكن منعت ظروف ما حصوله عليها ليصبح محروم من امتلاكها قد يكون بشكل مؤقت مثل معاقبة الأم لأبنائها بحرمانهم من اللعب عند ارتكاب خطأ ولكن دائما ما يكون قلب الأم لين وضعيف تجاه أبنائها فبمجرد اعتذار صغير من الأبن تتناسى الأم الخطأ لتعود المياه إلى مجاريها فهل يمكن أن يستمر غضب الأم ليتحول إلى لعنة في حياة أبنائها تلازمهم مدى الحياة.

لا تحتاج إلى البحث عن إجابة أو التفكير فكل ما يمكن أن تفعله هو تذكر بسيط لحياتك لتجد أن في كل خطأ مهما كان كبير داعم واحد فقط وهو الأم حتى وإن كان الدعم بعد العقاب ولكن ليس الجميع هكذا وليست كل العلاقات بهذه السهولة فحرمان الطفولة قد يكون دافعا للبعض لتجنب الخطأ مستقبلا وقوة لتحقيق النجاح وقد يكون أيضا مجرد مبرر للانتقام والقضاء على أحلام الآخرين مثل «ليوناردا سيانشيولي» تلك الإيطالية التي أرادت كسر لعنة العائلة فتحولت إلى قاتلة تذبح النساء وتحول بقاياهن إلى قطع من الصابون وتستخدم دمائهم في صنع الكيك المفضل لابنها.

ففي تفقد سريع لصفحات التاريخ يجب أن تقف أمام تاريخ هام تمت كتابته بالدماء ونقشت حروف قصته بعظام النساء المقتولات غدرا 14 أبريل من عام 1894 حيث أعلنت دقات الساعة عن ميلاد واحدة من النساء اللائي ارتبطت أسماؤهن بالجرائم الوحشية فإذا كان القتل بشع فهي من زادته بشاعة الإيطالية  «ليوناردا سيانشيولي» صانعة الصابون في كوريجيو.

ولدت «ليوناردا» عام 1894 بمدينة «مونتيلا» في إيطاليا لأسرة متوسطة تهتم بأبنائها وتحرص على تعليمهم وتوفير احتياجاتهم قدر المستطاع ولكن ميول «ليوناردا» دائما ما كانت مختلفة تهتم بالتعرف على العرافين والوسطاء الروحيين وقارئي الكف حتى أنها وصلت إلى درجة الإيمان بهم وباعتقاداتهم لتسيطر عليها بعد ذلك رغبة شديدة في الانتحار غير مبررة حتى أنها أقدمت بالفعل على التنفيذ مرتين ولخوف والديها عليها قررا أن يتم ترتيب زواجها من شخص اختاره والدها وبمجرد أن علمت «ليوناردا» بخطة والديها قررت الزواج أولا من شخص تختاره بحسب موقع «thelineup».

وبالفعل في عام 1917 أتمت «ليوناردا» زواجها من كاتب مكتب التسجيل «رافاييل بانسوردي» على عكس إرادة والديها وأمام غضبهم ولعناتهم لها ولما فعلته ورفضهم للزواج أخفت خوفها وأصرت على قرارها ليبدأ معها فصل جديد من حياتها مليء بالخوف دعمه ما تعرضت له من أحداث أكدها تحذير مسبق لعراف واستباق لغجرية أعلنت نهايتها حيث حذرها ذلك العراف من زواجها وأوضح لها أنها ستتزوج وتنجب أطفال لكن جميع الأطفال سيموتون أما الغجرية والمتخصصة في قراءة الكف كشفت لها عن نهايتها وقالت لها «في يدك اليمنى أرى السجن وعلى يسارك اللجوء الجنائي» لتعيش «ليوناردا» حياتها تنفيذا لقراءات العراف والغجرية.

بدأت بحمل «ليوناردا» 17 مرة تعرضت للإجهاض في ثلاثة وتوفى 10 من أبنائها وهم في فترة الطفولة ليتبقى لها 4 أطفال سعت جاهدة لحمايتهم والحفاظ عليهم من لعنة والديها الغاضبان ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن فبعد انتقالها مع زوجها للعيش في لاريانو في ألتا إيربينيا للابتعاد عن لعنات الأسرة تعرض منزلهم إلى الدمار عام 1930 بسبب زلزال ليضطروا على الانتقال إلى «كوريجيو».

وفي «كورجيو» افتتحت «ليوناردا» محلا صغير لبيع ما تعده من صابون منزلي طبيعي ومع مرور الأيام أصبح المحل صاحب شهرة كبيرة ومقر شبه دائم لنساء الحي لشراء الصابون وتناول حلوى «ليوناردا» المميزة كيك الشكولاته وأخيرا لقراءة الطالع على يد من أمنت بهم دائما لدرجة أنها أصبحت مؤهل لأن تكون واحدة منهم العرافة «ليوناردا» المرأة اللطيفة صاحبة السمعة الجيدة والجارة الوقورة والأم المحبة لأطفالها.

وعلى عكس أحوال الدنيا المتضادة ما بين منتصر ومهزوم، فائز وخاسر، ابيض واسود وأخيرا طيب وشرير جمعت صانعة الصابون بين المتناقضين لتخفي وجه الجارة الطيبة والمرحبة وتكشف عن جانبها الشرير وتبدأ في تنفيذ ما أعلنته الغجرية يوما ما ففي عام 1939 علمت «ليوناردا» أن ابنها الأكبر والمفضل والأقرب إلى قلبها «جوزيبي» قرر أن ينضم إلى الجش الإيطالي في الحرب العالمية الثانية وكونها أم مكلومة شهدت وفاة 13 من أبنائها قررت حمايته بطريقتها الخاصة وبأي ثمن وبغض النظر عن التكاليف بحسب موقع «murder».

ورأت أنه لحماية ابنها يجب أن تقدم للطبيعة تضحية بشرية قيمة بدلا من ابنها المفضل لتختار الأم العرافة أولى ضحاياها صديقاتها الأكبر سنا «فوستينا سيتي» 73 عامًا التي طالما أرادت الزواج حتى جاء الفرج على يد قابضة روحها «ليوناردا» التي أقنعتها بضرورة ترك المدينة والذهاب إلى «بولا» لمقابلة زوجها المنتظر فهي كعرافة وترى المستقبل تنصحها بالذهاب ولكن حتى تتمكن «فوستينا» من العثور على زوجها الذي طالما انتظرته عليها الصمت وألا تخبر أي شخص عن موعد ذهابها فقط ما عليها فعله هو كتابة رسائل وبطاقات بريدية للأقارب والأصدقاء سيتم إرسالها بالبريد عند وصولها إلى بولا لطمأنتهم أنها بخير.

وفي يوم مغادرتها ذهبت «فوستينا» لوداع «ليوناردا» ولقائها للمرة الأخيرة لتقدم لها صانعة الصابون كأس من النبيذ المخدر وبعد تملك المخدر من الضحية الأولى قتلها «ليوناردا» بفأس وسحبت جسدها إلى خزانة لبدأ عملية الاستخدام الأمثل لأجساد ضحاياها حيث قامت بتقطيع جسد الضحية الأولى إلى 9 أجزاء مع جمع الدم في حوض ثم وضعت بقايا الجسد من عظام ولحم وجلد في إناء وأضافت عليه 7 كيلوجرام من الصودا الكاوية التي تستخدمها لصنع الصابون ومع استمرار التقليب امتزج الخليط بالكامل حتى ذاب الجسد مكونا هريسة سميكة داكنة متماسكة لتقوم بعد ذلك بصبها في الوعاء الخاص بصناعة الصابون تمهيدا لبيعه.

أما دماء ضحاياها والتي قامت بتجميعهم انتظرت حتى يتخثر وبعدها قامت بتجفيفه بالفرن وطحنه وخلطه بالدقيق والسكر والشوكولاتة والحليب والبيض وقليل من السمن وبعد عجن كل المكونات معا ونضجهم في الفرن كانت تقدم كيك الشاي المقرمشة المخلوطة بالدم لسيدات المحل الذين انبهروا بطعمها حتى أنها خصصت جزء من «كيك الدم بالشكولاتة» لها ولأبنها الأكبر «جوزيبي» الذي تناولها بشغف شديد.

وبعد نجاح خطتها مع ضحيتها الأولى اختارت «ليوناردا» ضحاياها التاليين «فرانشيسكا سوافي» 53 عامًا الضحية الثانية والتي طبقت معها نفس النهج الذي اتبعته مع ضحيتها الأولى حيث أقنعتها بمغادرة المدينة والتوجه إلى «بياتشينزا» للعمل كمدرسة في مدرسة للبنات ليكون شرط الحصول على الوظيفة أيضا عدم إخبار أحد عن المخطط مع إرسال رسائل بريدية للعائلة والأصدقاء لطمأنتهم أنها بخير.

لتلقى «فرانشيسكا» نفس مصير «فوستينا» يتحول الجسد إلى صابون والدماء إلى كيك لذيذ لنساء الحي وبعدها وقع الاختيار على الضحية الثالثة والتي كانت سبب في كشفها «فيرجينيا كاسيوبو» 53 عامًا مغنية السوبرانو السابقة والتي كانت تبحث عن عمل بعد اعتزالها الغناء لتجد لها صانعة الصابون وظيفة كسكرتيرة لمدير غامض في «فلورنسا» وبنفس الطريقة الصمت وإرسال الرسائل هما شرط النجاح وإتمام الأمر.

لينتهي الأمر بـ«فيرجينيا» في نفس القدر ولكن كون لحمها كان سمين وأبيض كان الصابون كريمي وأكثر جودة ومع إضافة الكولونيا تحول إلى صابون مثالي ساهم في زيادة شهرتها أما دمائها فأضافت نكهة على الكيك الذي تم توزيعه على الجيران ولكن اختفاء «فيرجينيا» المفاجئ أثار فضول أخت زوجها التي توجهت إلى الشرطة للإبلاغ عن اختفائها مع التأكيد على أن آخر مرة تم مشاهدتها كانت برفقة «ليوناردا» ليتم القبض على بائعة الصابون.

وعلى عكس كافة التوقعات والفطرة الطبيعية في أي مجرم أو مرتكب خطأ هو الإنكار اعترفت «ليوناردا» بكافة تفاصيل القتل وما قامت به من جرائم ووصل بها الأمر خلال محاكمتها في عام 1946 أن تعترض روايات محاميها وتعترف بتفصيل جرائمها وتقوم بتصحيحها للجميع حتى ادعت فخرا وهي تضع يديها بهدوء على حواف منصة الاعتراف وترفع رأسها عاليا في عزة وحماس وبعيون لامعة أنها تبرعت بالمغرفة النحاسية التي كانت تستخدم في الأصل لإزالة الدهون البشرية إلى المجهود الحربي.

لتتحقق في النهاية نبوءة الغجرية حيث تتم إدانتها والحكم عليها بالسجن 30 سنة بالإضافة إلى 3 سنوات أخرى في اللجوء الجنائي داخل مصحة عقلية لتستغل هذه الفترة في كتابة مذكراتها التي وصفت فيها جرائمها وشرحت فيها تفاصيل جرائم القتل وتقدم النصائح والحيل والمكونات اللازمة لكيفية تحويل الناس بنجاح إلى صابون.

وفي النهاية توفيت «ليوناردا» صانعة الصابون من أجساد ضحاياها ومنتجة الكيك من دمائهن في عام 1970 بسبب الإصابة بسكتة دماغية وهي على يقين أن كل ما حدث ناتج عن لعنة غضب والديها وايمانا بتوقعات العرافين لتظل حقيقتها يحملها التاريخ بين طياته ويتذكرها الناس بأدلتها بما في ذلك الإناء الذي تم فيه غلي الضحايا والذي لا يزال معروض في متحف علم الجريمة في روما.

سفاحة الجنس الناعم.. استخدمت بقايا ضحاياها لصنع الصابون والدماء للحلوى

سفاحة الجنس الناعم.. استخدمت بقايا ضحاياها لصنع الصابون والدماء للحلوى

سفاحة الجنس الناعم.. استخدمت بقايا ضحاياها لصنع الصابون والدماء للحلوى

سفاحة الجنس الناعم.. استخدمت بقايا ضحاياها لصنع الصابون والدماء للحلوى

سفاحة الجنس الناعم.. استخدمت بقايا ضحاياها لصنع الصابون والدماء للحلوى

سفاحة الجنس الناعم.. استخدمت بقايا ضحاياها لصنع الصابون والدماء للحلوى

سفاحة الجنس الناعم.. استخدمت بقايا ضحاياها لصنع الصابون والدماء للحلوى

سفاحة الجنس الناعم.. استخدمت بقايا ضحاياها لصنع الصابون والدماء للحلوى

سفاحة الجنس الناعم.. استخدمت بقايا ضحاياها لصنع الصابون والدماء للحلوى

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة