صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


رفعت الجلسة | الجلـسة عـلـنيـة

جودت عيد

الخميس، 24 فبراير 2022 - 07:13 م

كانت خيانتها له خطأ ..هكذا اعترفت أمام الجميع ، لكنه لم يصدقها ، فمن خانته معه ليس غريبا عنه ، بل أقرب الأصدقاء له ،وسره الذى طالما قص له ما كان يؤرقه ويعانيه فى حياته الأسرية.. أبلغهم بعد دقائق من كشف المستور ، إنه اتخذ قراره ولا رجعة فيه ، قال « لا عودة للوراء ولو دقيقة واحدة».. لقد جئت هنا لأنهى إجراءات الطلاق ، ولولا أبنائى لانتقمت من الجميع.

جدال بسيط بين زوجين فى أحد الأحياء الراقية بالمقطم ، تطور إلى تشابك بالأيدى ثم تبادل الألفاظ الخارجة ، ومعايرة بالأنساب ، بعدها تركت الزوجة البيت ، وتوجهت الى منزل ابيها بصحبة طفليها ، فى حين ظل الزوج هائما حزينا فى منزله يعانى الوحدة ويندب حظه على رفيقة عمره التى لم تتحمله وقت غضبه.

حاول الزوج كثيرا الصلح مع زوجته ، تحدث مع ابيها واشقائها واعمامها واخوالها ، لكن الجميع رفضوا التدخل بل انحازوا لابنتهم وتمسكوا بمطالبها.

وضعوه أمام قائمة من الشروط للنيل برضاها، وكأنهم كانوا يخططون لذلك الموقف من بعيد.. طلبوا منه أن يسمح لزوجته بالعودة لعملها، أخبرهم أن وضعه المالى مستقر ولاحاجة لذلك ، اشترطوا توفير خادمة تساعدها على أعمال المنزل وافق دون تردد ، لم يكتفوا بذلك ارادوا ان يوقع على إقرار بعدم التعرض لها وأن يكون ذلك فى قسم الشرطة ، الى جانب عشرات الطلبات الأخرى التى ألقتها الزوجة فى وجهه عندما جلسا معا لتقريب وجهات النظر بينهما.

إقرأ أيضاً | رفعت الجلسة| مال.. الغربة

شعر الزوج بعد اللقاء بالإهانة ، أدرك أن الجميع اتفق ضده ، حتى ابناه اللذان لم يتجاوز عمرهما ما بين الثامنة والعاشرة حرموه من رؤيتهما ، وتركوه يختار بين الخضوع لهم ، او البحث عن كرامته و التمسك بمواقفه بأن تعتذر له زوجته وتعود إلى بيتها دون شروط بعد ان أهانته وعايرته بوالده العامل البسيط ، بل وبصقت فى وجهه ، وأخبرته انها لم تكن راضية عن الزواج به ، لولا ضغط والديها .
الايام تمر و الفجوة تتسع بين الزوجين ، غاب خلالها الزوج عن العمل ، جلس فى البيت يفكر ماذا يفعل؟ ، لقد أصبح وحيدا ، تركته زوجته وتجاهلت حتى الاطمئنان عليه .

وكعادته أغلق هاتفه ، حتى لا يزعجه أحد من عائلته فى الريف ويسأله عن أسرته ، فقد أخفى عن الجميع ماحدث ، لكنه بعد تفكير طويل ، لم يجد سوى صديق العمر ليتحدث معه عن مشكلته ويجد معه حلا لها كعادته كلما تعرض لأزمة.
أسرع الزوج إلى حجرة نومه ، أحضر « خط اتصال « كان قد اشتراه لزوجته فى إحدى المناسبات ، حيث استعملته أياما ،وتركته قبل أن تغادر المنزل، وذلك بعد أن أهداها شقيقها المهندس بإحدى شركات الاتصالات رقما مميزا .

وضع «الخط « فى هاتفه ، وقام بتحميل برنامج «الواتساب « عليه ، ثم ارسل رسالة لصديقه وزميله فى العمل وكان. مضمونها
صباح الخير يامحمد « ..بعدها اكتشف الفاجعة رد صديقه بسرعة البرق وكأنه كان ينتظر الرسالة
« صباح الخير يا روحى ..وحشتينى يا .. انت رجعتى التليفون ده تانى ؟
ارتسمت على وجه الزوج صدمة كبيرة ، تساءل فى حيرة من أمره والقلق يعتصره كيف علم صديقى باسم زوجتى ، ولماذا كان رده هكذا ؟
قرر أن يعرف اللغز ..أدار الحوار مع صديقه على إنه زوجته «...» ليكتشف الزوج جذور الخيانة بين زوجته وصديق عمره وزميله فى العمل .
أرسل له الصديق مع كل محادثة رسائل قديمة لوعود بين الاثنين بعضها نصى والآخر «صوتى « ، اكتشف ان صديقه كان على علم بكل صغيرة وكبيرة بينه وبين زوجته ، وأنه من كان ينفخ فى جسر الشقاق بينهما ويحرض زوجته على تركه .
عاد بذاكرته إلى الوراء قليلا ، عاتب نفسه كثيرا ، فقد كان يقص لصديقه ما كان يعانيه مع زوجته ، حتى إنه كان يحكى له أدق التفاصيل ، وأدخله أكثر من مرة للصلح بينهما .

لكن ما اكتشفه الزوج من المحادثة أخطر بكثير مما كان يقصه لصديق عمره وزميل العمل ، علم الزوج أنهما تقابلا اكثر من مرة وقت إجازة زميله .
اكتشف ان العلاقة بينهما تعدت الكلام والغزل وإنها وصلت إلى مرحلة متقدمة فقد اتفق الاثنان على أن يلتقيا خلال أيام بإحدى الشقق التى يملكها زميله بمدينة 6 أكتوبر ليمارسا علاقة محرمة .
أدرك الزوج أن ماحدث من خلاف وترك زوجته البيت كان باتفاق بين الاثنين حتى يتاح لهما ان يلتقيا فى الوقت والمكان اللذين يحددانه دون رقابة من الزوج.
ثلاث ساعات من المحادثة الكاملة عبر الواتساب ، تأكد الزوج خلالها من خيانة قاربت العامين بين زوجته وصديق عمره ، كانت الرسائل الصوتية كافية للتأكد انه زميله وهذه زوجته .

لم ينتظر الزوج كثيرا ، هداه تفكيره بعد أن أغلق المحادثة مع صديق عمره إلى حيلة للانتقام من الاثنين ، اتصل بوالد زوجته واخبره انه مستعد لتنفيذ طلباتهم والاعتذار لزوجته مقابل العودة معه الى البيت وطى صفحة الخلاف ، وحدد اليوم التالى فى تمام الساعة الثامنة مساء للقاء ، طالبا حضور العائلة جميعها لتقديم الاعتذار لزوجته أمامهم والتوقيع على شروطهم .
وعلى الجانب الآخر اتصل بصديقه من هاتفه الخاص ،واخبره عن خلافه مع زوجته وأنها تركت المنزل وطلب منه الحضور إلى منزل والدها بصحبة زوجته فى الثامنة مساء للصلح بينهما ، قائلا «هات زوجتك معك ..هي

تستطيع ان تقنع زوجتى بالعودة الى البيت ..الستات عارفين طبع بعض
ولهم مفاتيح محدش يعرفها «
بعدها أرسل الزوج رسالة من هاتف زوجته إلى صديقه، اخبره أن هناك خلافا حدث بينها وبين زوجها، وانها ذهبت الى منزل ابيها، ولن تستطيع التواصل معه خلال هذه الفترة.

حضر الجميع وتأخر الزوج ..وبعد دقائق طرق الباب ، ليتفاجأوا انه مصطحب معه مأذونا ، بعدها طلب منهم الجلوس فلديه مايريد أن يقوله .
قال الزوج « اعلم ان الجميع شارد الذهن ويتساءل فى حيرة من أمره ، هل حضرت للصلح أم للانفصال ، لكن الحقيقة أننى حضرت لقطع علاقتى بهذه الزوجة ، التى لا يشرفنى الارتباط بها دقيقة واحدة «
ثار الأب وشقيق الزوجة بعد كلام الزوج ، حاولا التعدى عليه لكن تدخل الحضور وفصلوا بين الجميع .
هدأت الأمور وعاد الزوج لإكمال حديثه قال « تتساءلون لماذا حضر صديقى ورفيق عمرى وزميلى لعشرات السنوات فى الدراسة والعمل إلى هنا ..لقد طلبت منه الحضور للصلح ، لكنه لا يعلم إنه حضر لتأكيد خيانة هذه الزوجة لى « .
أضاف « نعم ، لقد خانتنى بنت الأصول مع صديق عمرى ، اكتشفت هذا الأمر منذ أمس ، كاد الجنون يصيبنى ، لكننى تمالكت نفسى ، وحمدت الله على أنه كشف لى السر قبل أن تقع الكارثة «

قدم الزوج دليل الخيانة إلى عائلة زوجته ، حاول صديقه إنكار ذلك ، لكن الأدلة كانت أقوى من تبريراته ،صرخت فى وجهه زوجته ، طلبت منه الدفاع عن نفسه لكنه قرر الانصراف بسرعة تاركا الصدمة على وجوه الجميع .

ظل الزوج ينظر الى الوجوه التى كانت شامخة منذ دقائق والآن منبطحة أمامه ، جلس على الكرسى بكبرياء ، أخذ نفسا عميقا ،وطلب من «حماه « ان يستدعى ابنته لترد على اتهامه لها بالخيانة ، لكنها اكتفت بالقول ان ماحدث كان خطأ ولم تستطع الدفاع عن نفسها ، خاصة بعد أن استمع الجميع إلى الرسائل الصوتية بين العشيقين وتأكدوا من صوت ابنتهم.

فى هذا التوقيت ، طلب الزوج من المأذون أن يبدأ إجراءات الطلاق ،وبعد إن انتهى خير والد زوجته بين منحه حضانة ابنيه ؟،أو أخذ الادلة إلى النيابة العامة واتهام الزوجة «بالزنا « وجلب العار لأسرتها.

منحه الزوج مهلة أسبوعا للتفكير ، إلا أن المدة انتهت دون رد ، ليتوجه الزوج إلى النيابة العامة مقدما مايثبت خيانة زوجته ، مقيما دعويين إحداهما لاثبات الزنا لزوحته والاخرى لحضانة ابنيه ..ومازالت الدعويان متداولتين أمام محكمة الأسرة بالمقطم.


الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة