صورة تعبيرية
صورة تعبيرية


رفعت الجلسة | لايسألون الناس إلحافا (٢)

جودت عيد

الخميس، 24 فبراير 2022 - 07:37 م

لِلْفُقَرَاءِ الَّذِينَ أُحْصِرُوا فِى سَبِيلِ اللَّهِ لَا يَسْتَطِيعُونَ ضَرْبًا فِى الْأَرْضِ يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُم بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا وَمَا تُنفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (273) الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ (274)

الرحمة بعد العجز
غريبة كانت قصتها ، حتى إنها أصبحت حديث أهل القرية والنجوع المجاورة ، فلاحة مصرية بسيطة ، أم لثلاثة ابناء ، تحولت فى ليلة وضحاها من وتد البيت وعائلها الوحيد إلى جسد عاجزمصاب بالشلل ملقى فى حجرة مظلمة ،وغير قادرة حتى على الكلام .. والسبب «وفاؤها لحيوان وخشية من قلة الحيلة وذلة النفس».
فى إحدى قرى محافظة البحيرة تسكن «بثينة» زوجة حملت على عاتقها من أول يوم زواج مسئولية بيتها، فزوجها مريض، وبنيته الجسدية ضعيفه، ولايقوى على العمل.

قررت أن تقود المسيرة وحدها، اتخذت من بيع الليمون مصدر رزق لها، كانت تستيقظ مع أذان الفجر، تذهب الى اسواق المدن والمراكز المجاورة تجلس مفترشة الأرض لساعات.ومع غروب الشمس تعود محملة بمايحتاجه بيتها.
٢٠ عاما وهذه المرأة على هذا المنوال، لم تنقطع يوما ،ولم تشك من مرض أو ضعف وقلة حيلة،حتى نجحت فى تحقيق الاكتفاء الذاتى لعائلتها البسيطة.
لكن منذ خمسة أعوام أصيبت عيناها بالضعف، أصبحت غير قادرة على تحديد الاشياء بوضوح، قررت البحث عن عمل آخر لايحتاج للخروج من البيت ، هداها تفكيرها إلى شراء» تتولى مكانها الانفاق من ألبانها ومايستخرج منه على البيت.
تحقق حلم «بثينة» كانت «الجاموسة» بالنسبة لها هى مشروعها فى الدنيا، فقد انفقت لشرائها كل ماتملكه، عملت على اطعامها ورعايتها، حتى إن هذا الحيوان كان يرفض الطعام من أى أحد غيرها وكان الجيران يتحدثون عن علاقة الارتباط بينهما.

إقرأ أيضاً | رفعت الجلسة| أمومة بعد السبعين

تعرض بيتها لهزات كبيرة ، تزوج ابنها الاكبر ، وتبعه الأوسط، ارتفعت وتيرة الديون ، زادت الضغوط عليها ، ابناها يعملان باليومية، ومايجلبانه من المال لايكفى لسداد احتياجات البيت.
لم تستطع بثينة التفكير ، وعندما طلبت منها الأسرة بيع «الجاموسة « لسداد جزء من الديون ، صرخت ، بكت ثم اعتزلت الجميع .
لم يكن أمامها سوى الموافقة ، شعرت إنها تموت للمرة الثانية بعد ان فقدت البصر مسبقا، لم تستطع ان تتحمل مغادرة «حيوانها « البيت ، نظرت إليها وهم يحملونها فى سيارة «نصف نقل» إلى سوق الماشية، بعدها فقدت النطق، ثم سقطت مغشية عليها ، ليخبرهم الطبيب انها اصيبت بشلل نصفى وعدم قدرة الكلام.
ثلاثة أشهر وتلك الزوجة الكادحة ملقاة فى حجرة مظلمة فى بيتها، لاتستطيع ان تتحرك، فقط تأكل بصعوبة، فنصف جسدها مات بالفعل ، بعد أن فقدت مصدر الرزق فى البيت،إلى جانب خشيتها من قلة الحيلة وذلة النفس.

ساعدوها
زرت هذه المرأة العاجزة الكادحة فى بيتها،بإحدى قرى البحيرة.
لايحتاج ابناؤها سوى إلى «كرسى متحرك «تستطيع من خلاله أن تتنقل من حجرة إلى أخرى فى البيت، هذا فقط مطلبهم.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة