الجمعة، 25 فبراير 2022 - 07:06 م

لا يتوقف فهم ما يحدث فى أوكرانيا على مجريات التطورات العسكرية المتلاحقة والتغير الحاصل فى موازين القوى العالمية بعدما أصبح فى حكم المؤكد توديع العالم لنظام احادى القطب لنستقبل مرة أخرى نظاما ثنائى القطب بعد مرور اكثر من ٣٠ عاما على سقوط حائط برلين.

لقد فرضت الوقائع متابعة تحركات أبطال المشهد والمقارنة بين شخصية الرئيس الروسى فلاديمير بوتين وشخصية الرئيس الاوكرانى فولوديمير زيلينسكى ، الأول يمثل قوة الشخصيات القادمة من مؤسسات الدولة الروسية فهو رجل استخبارات وصاحب تجربة حكم طويلة ومستقرة نجح خلالها فى استعادة بلاده لعنفوانها كقوة عظمى لها سيادتها وهيبتها، ويطلق عليه الاعلام لقب القيصر بينما الرئيس الاوكرانى ممثل كوميدى ليس له علاقة بالسياسة وقادم من خارج مؤسسات الحكم.

الهوة الشاسعة بين الرجلين فرضت نظرة أخرى على نتائج العملية الديمقراطية ونجاح شخصيات عديمة الخبرة تضع بلدانها فى حرج، فالأداء المتخبط والخيارات الخاطئة للممثل الكوميدى بالتبعية الكاملة للغرب وتجاهل شروط السلام مع الجار الروسى عرض بلاده للتقسيم واعطى  الذريعة لبوتين من أجل إشعال الحرب وتعريض حياة الاوكرانيين للخطر .
ضعف أداء الممثل الكوميدى الذى اختارته صناديق الاقتراع وضعته ووضعت بلاده فى مأزق وفرضت عليه التبعية الكاملة للتحركات الغربية فى مواجهة الدب الروسى العائد .

الحكام الضعاف عديمو الخبرة مأساة تصنعها صناديق الاقتراع المتأثرة بالسوشيال ميديا وفيديوهات التيك توك الكوميدية، وهى خطر قادم على الاختيارات السياسية الصحيحة فى عالم لا يحترم الا الاقوياء، الحكام الضعاف خطر شديد فهم باب مفتوح للتدخل الأجنبى وسبب مباشر لضياع الدولة الوطنية.