فردوس محمد - علوية جميل - آسيا
فردوس محمد - علوية جميل - آسيا


كنوز الأميرة: نجمات جميلات أصبحن أمهات

آخر ساعة

السبت، 26 فبراير 2022 - 01:21 م

قراءة: أحمد الجمَّال

قبل نحو نصف قرن نشرت المجلة تقريرًا عن الفنانات اللواتى كُن غاداتٍ حسناواتٍ وأصبحن يقدمن أدوار الأمهات فى المسرح والسينما، بعد أن تقدمت بهن السِن وترك العمر على وجوههن آثاره.. وفى السطور التالية نعيد نشر التقرير بتصرف محدود:

ويلٌ للجمال من الزمن.. كلما مر يوم محا فتنة من مفاتنه، وترك أثرًا ينمُ عنه ويذكرنا به، وقد تجدى الألوان والمساحيق حينًا ثم لا يملك العطّار إلا أن يلقى سلاحه معلنًا التسليم لحكم الدهر والقدر!

لو أن الأرض دارت بالعكس وعادت بنا عشرين عامًا إلى الوراء لنرى هذه الوجوه التى أُسنِدَت إليها اليوم أدوار الأمهات والتى تركت الأيام فوقها آثار مرورها.. لرأيناها منذ عشرين عامًا ناضرة كزهور الربيع ترسل عبيرها إلى القلوب قبل الأنوف.

كانت زينب صدقى فتنة الشعب المصرى فى تلك الأيام.. كانت كلما رُفع الستار عنها خُيل إليك أنها تمثالٌ حى من البلور يتحرك فوق خشبة المسرح تشرب العيون من ضوئه الدافق ولا ترتوى بل يشتد ظمؤها وأوارها.

تمر الأيام وتتهاوى أوراق الزهر الفاتنة الناضرة النادرة.. ورقة ورقة كما تتهاوى أوراق النتيجة.

وإذا بزينب صدقى غادة المسرح المدللة التى ظننا ذات يوم أن الجمال وحده سلاحها الذى تلهب به إعجاب المتفرجين.. إذا بها تلقى به أو يضيع منها وتمسك بسلاح الفن وحده فتراها فى أدوار الأم الوقور عزلاء من كل قوة إلا مواهبها.

وعلوية جميل تلك التى كانت تمثل غالبًا أدوار السيدة الصغيرة المحافظة المتمسكة بالتقاليد، تمضى بها السنون تباعًا وتحل بها الكهولة، فإذا بنا نراها اليوم فى نفس دورها القديم مع فارق بسيط.. كانت فى الماضى السيدة الصغيرة المحافظة فأصبحت اليوم السيدة الكبيرة المحافظة.

وآسيا ذات العيون الزرق الساحرة كانت فتنة الأفلام التى ظهرت فيها أول عهدنا بالسينما الصامتة، ويوم تكلمت السينما صمت جمالها وسكت سحر عينيها، وتكلمت مواهبها فى أدوار الأمومة لتثبت للناس أن الجمال وحده لم يكن سر نجاحها.

وأمينة رزق تلك التى شاهدها الجمهور طفلة تنمو فوق خشبة المسرح، وعُرفت بصوتٍ متهدج فى كل نبرة من نبراته مأساة موجعة.. لقد كانت دائمًا تمثل دور الفتاة التى غرّر بها أشرار المجتمع.. وكبرت الفتاة وأصبحت تليق بدور الأمومة، فلم تمانع ولم تجد حرجًا وهى ما تزال ترفل فى بقايا الشباب أن تقوم بدور الأم حينًا وبدور الفتاة حينًا آخر.

وهذه هى فردوس حسن تلك التى حبت إلى المسرح فى مثل سن أمينة رزق، وأحبت الفن وأحبها الفن فلم تتزوج سواه وإن كان قد تزوج سواها.. إن الآنسة فردوس حسن تمثل اليوم دور الأم وتجيده، وإن لم تكن أُمًا فى يوم من الأيام.

وتسأل هؤلاء الأمهات جميعًا فيقلن لك وكأنما اتفقن على هذه الجملة: إن الجمال مصيره إلى الذبول إن لم يكن اليوم فغدًا، وإن لم يكن غدًا فبعد غدٍ، أما الفن فإنه باقٍ إلى آخر زفرة فى الصدور.

 

(اآخرساعةب 16 مايو 1948)


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة