جمال حسين
جمال حسين


من الأعماق

كل حلفائك خانوك يا زيلينسكى

جمال حسين

السبت، 26 فبراير 2022 - 07:01 م

إذا نجا الرئيس الأوكرانى زيلينسكى من تلك الحرب المدمرة التى حولت «كييف» عاصمة بلاده الى مدينة اشباح يجب على الشعب الأوكرانى ان يحاكمه بتهمة الغباء السياسى.. ارتمى فى أحضان أمريكا وحلف الناتو الذى يضم ثلاثين دولة اوربية وامريكية فصنعوا منه «بطلا من ورق» وأوهموه أنهم معه إذا واجه روسيا.. ابتلع الطعم وعندما التهمه الدب الروسى تخلوا عنه واكتفوا بالشجب والادانة وفرض عقوبات اقتصادية.. حتى مجلس الامن اصطدم بحق الفيتو الروسى واكتفى بإصدار بيان  خال من الدسم استخدموا فيه كلمة «ناسف» للغزو الروسى على أوكرانيا ولم يستخدموا حتى لفظ «ندين» ليصبح المشروع الذى تم اعداده «حبرا على ورق».
إن ما فعله حلف الناتو مع الرئيس الأوكرانى يذكرنا بما فعله الشيطان مع الانسان وجاء ذكره فى القرآن الكريم «كَمَثَلِ الشَّيْطَانِ إِذْ قَالَ لِلْإِنسَانِ اكْفُرْ فَلَمَّا كَفَرَ قَالَ إِنِّى بَرِىءٌ مِّنكَ إِنِّى أَخَافُ اللَّهَ رَبَّ الْعَالَمِينَ».
فعلها بوتين متحديا العالم وأعطى درسا عمليا لكل الدول التى تعيش فى جلباب أمريكا وحلفائها بأن «المتغطى بأمريكا عريان» وربما اكتشف الرئيس الأوكرانى بعد فوات الأوان ان بلاده كانت الفخ الذى نصبته أمريكا لعزل روسيا دوليا لإعادتها الى الخارطة الجيوسياسية التى رسمتها لها بينما تحداهم بوتين وسار فى طريق تحقيق حلم إعادة  «الإمبراطورية الروسية» بإعادة أوكرانيا الى حظيرة النفوذ الروسى.
الاجتياح الروسى لأوكرانيا اكد بما لا يدع مجالا للشك ان البقاء للأقوى وأن العالم لا يفهم إلا لغة القوة ولا يحترم إلا من يحافظ على حدود بلاده ويحمى أمنها القومى وهذا ما يؤكد عليه دائما الرئيس عبدالفتاح السيسى عندما قال: «العفى محدش يقدر ياكل لقمته».. ونقولها بأعلى الصوت «الحمد لله على نعمة الجيش المصرى».
الحرب الروسية الأوكرانية اكدت بما لا يدع مجالا للشك سلامة الرؤية المصرية، فالقيادة السياسية استطاعت أن تقرأ مبكرًا جميع الخطوط المتشابكة فى المعادلة الصعبة التى تشير الى  أننا مقبلون على نظام دولى جديد.


لذلك كان حرص الرئيس على تقوية الجيش المصرى وتنويع مصادر تسليحه ليصبح من اقوى جيوش المنطقة.


وأيضا احدث طفرة هائلة فى مجالات الطاقة واكتشافات غاز المتوسط والتوسع فى مصانع الغاز المسال وزراعة 4 ملايين فدان قمح.
المنطق الروسى للحرب حماية عمقه التاريخى وأمنه القومى الممثل فى الحفاظ على سيادة أوكرانيا وصد المحاولات التى تنطلق من الناتو بزعامة الولايات المتحدة والتى تهدف الى تقزيم روسيا وتفريغها من حلفائها، وعلى الجانب الآخر فإن نجاح روسيا يحبط محاولة أوكرانيا الاختباء بمعسكر الغرب الذى خذل نفسه قبل ان يخذل أوكرانيا بتعطيله الموافقة على انضمامها للناتو وكأنه كان ينتظر ردة فعل الكرملين.


أدرك بوتين ان بايدن لن يرسل جنديا للحرب خارج أمريكا وأيقن ان أوروبا منزوعة عنها بريطانيا والتى تغيب عنها المرأة الحديدية ميركل ويتزعمها ماكرون الذى أوشكت ولايته على الانتهاء لن تفعل شيئا.


وأدرك أيضا مدى احتياج أوروبا للغاز الروسى.. لذلك فعلها بوتين موقنا انه إن لم يفعلها الآن فلن يفعلها بعد ذلك.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة