خالد رزق
خالد رزق


مشوار

«أوكرانيا» رسالة الناتو العكسية

خالد رزق

الأحد، 27 فبراير 2022 - 07:20 م

40 ألف مقاتل ، 100 طائرة هجومية و أكثر من 120 قطعة بحرية حربية هى حجم الحشد العسكرى الذى استنفره حلف شمال الأطلنطى (الناتو) تفعيلاً لخططه الدفاعية فى أوروبا ، هذا ما أعلنه جنس ستولتنبرج سكرتير عام الحلف إثر بدء الغزو الروسى لأوكرانيا التى تعد شريكاً (أقل من حليف) للناتو ، مؤكداً أن هذا الحشد والتفعيل غير المسبوق تاريخياً للخطط الدفاعية لا يعنى أن الحلف سيتدخل فى مسار الحرب على أوكرانيا و إنما هو لإرسال رسالة واضحة لروسيا لعدم إساءة التقدير والحساب وتوسعة حربها إلى بلدان عضو بحلف الناتو. رسالة الحلف إلى روسيا لا يبدو أن من شأنها إحداث أى تأثير على مسار الحرب الدائرة رحاها الآن ، هذا إن لم تكن تعطى فى جوهرها ضوءاً أخضر للروس لفعل كل ما يعن لهم بأوكرانيا التى ثبت من مجريات الأحداث و تسلسلها أن الغرب اقتاد رئيسها إسرائيلى الجنسية فولوديمر زيلينسكى ، للمضى فى مسار مناوئ بل ومهدد للجارة الروسية ، التى واقعاً لا يحول شيء بينها و بين الدفاع عن أمنها و مصالحها. والرسالة بحد ذاتها حتى لا تضمن للحلف إذا ما نازع روسيا أمنها السلامة من احتمالية إقدام الروس فعلياً على توسعة دائرة الحرب إلى دول أعضاء بالناتو خاصة فى نطاق البلطيق .


روسيا صاحبة ثانى أقوى الجيوش عالمياً ، فبالتأكيد حشد كهذا لن يثنيها عن خطوة الحرب إن هى أرادتها. عموماً يدخل الغزو الروسى لأوكرانيا أسبوعه الثانى ، و يبدو واضحاً من سير العمليات أن القيادة الروسية تتعمد الابتعاد عن استخدام القوة العسكرية الفتاكة الشاملة، و هى قدر الإمكان تبتعد عن استهداف القطاعات المدنية ، التى لم تسجل حتى كتابة هذه السطور خسائر بها سوى فى حالتين إحداهما تضرر فيه مبنى جراء سقوط حطام طائرة لا استهداف مقصودا و الثانية بسقوط خاطئ لصاروخ على مبنى و لم يسفر عن وقوع ضحايا. ولا يخفى الروس رغبتهم فى إنهاء سريع للعمليات العسكرية بأوكرانيا ، و هو ما كشف عنه الرئيس فلاديمير بوتين الذى دعا الجيش الأوكرانى لأخذ زمام السلطة بيديه و التخلى عن حكومته التى وصفها بالنازية التى ترتكب المجازر بحق الأوكرانيين من متحدثى الروسية.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة