الأحد، 27 فبراير 2022 - 07:45 م

لم استغرب الحرب الضروس التى تقودها روسيا حاليا ضد اوكرانيا كما هو حال البعض الذى تصور ان الرئيس فلاديمير بوتن كان فقط يلوح بحرب وهمية ليردع خصومه دون الخوض فيها واشعال النيران .. فقد كنت على يقين ان القيصر الروسى لن يترك فريسته وهو الشخصية الحازمة الحاسمة التى لاتوضع تحت ضغط اوتهديد يطل برأسه على حدود بلاده الغربية كما انه ليس الشخصية التى ترتعش او تهتز امام قوى اخرى ثبت بالتجربة تخاذلها وتخليها عن حليفتها اوكرانيا .. فماذا فعل حلف الناتو ؟.. وماذا فعلت اوروبا نفسها ودولها الكبرى اللهم الا فرض بعض العقوبات الاقتصادية ؟!.... وماذا فعلت المانيا التى اعتذرت عن خوضها اى معارك عسكرية لعدم جاهزية جيشها !؟.. وقبل كل هؤلاء ماذا فعلت امريكا التى تقف سلبية مكتوفة الايدى امام مشهد حرب ( تصورنا ) انها قد تكون نواة لحرب عالمية ثالثة تدور رحاها بين القوى العظمى فى العالم !؟.. غير ان ما نشهده على ارض الواقع وهذا الموقف المتخاذل جدا ممن يمثلون «قوى كبرى « يجعلنا نعيد النظر والتقييم حتما من جديد .. ويهز ويغير مكانتها عالميا .. فمن المؤكد ان الولايات المتحدة الامريكية لم تعد القطب الواحد الذى يحكم العالم وان روسيا تقول انتباه انا هنا .. ومن خلفها الصين التى انضمت اليها برفضها عدم التوسع لحلف الناتو كما انها تلوح هى الاخرى بحرب لضم تايوان لها !.. لا شك ان موازين القوى العالمية تتغير واننا بصدد صورة جديدة تتحدد ملامحها خلال قادم الايام .. وفى ظل مسرح الاحداث وما تشهده من توترات عالمية يطرح السؤال نفسه من بعيد .. هل نحن بصدد عودة الإتحاد السوفيتى !؟.. هل كان تفتت دول هذا الاتحاد الشيعى واستقلالها مجرد مرحلة انتقالية مكتوب لها عدم الاستمرار اكثر من ثلاثة عقود لتعود واحدة تلو الاخرى الى احضان روسيا العظمى !؟.. فاذا كانت هذه الحرب على اوكرانيا وهى لم تنضم بعد لحلف الناتو فما هو السيناريو المنتظر لدولة مثل جورجيا ؟ وما الذى يمكن ان يكون فى انتظار فنلندا ؟..اذا ما شاورتا عقلهما وقررتا الانضمام لحلف شمال الأطلسى ؟!.. من حقنا ان نشطح بالخيال فى ظل ما نتابعه ويجرى الان على الساحة العالمية .. لأن ما نشهده يؤكد ان القيصر الروسى قادم بشدة ليحتل الصدارة .. دعونا لانستبق الاحداث وننتظر ونرى !..