آمال المغربى
آمال المغربى


عين على الحدث

ماذا لو فازت روسيا؟

آمال المغربي

الأحد، 27 فبراير 2022 - 07:59 م

عندما انضمت روسيا للحرب الأهلية المستمرة فى سوريا، فى صيف 2015، صُدمت الولايات المتحدة وشركاؤها. وقال الرئيس باراك أوباما إن سوريا ستصبح «مستنقعًا» لروسيا والرئيس الروسى فلاديمير بوتين.


لم ينته الأمر كما توقع أوباما، فقد غيرت روسيا مسار الحرب، وأنقذت الرئيس السورى بشار الأسد من هزيمة مؤكدة، ثم ترجمت القوة العسكرية إلى نفوذ دبلوماسى وسياسى لها فى سوريا وفى المنطقة امتد إلى ليبيا ودول أفريقيا.


وعندما نشرت موسكو قواتها على حدود أوكرانيا هذا الشتاء، توقع جيمس كليفرلى، وزير الدولة البريطانى لشئون أوروبا، أن حربًا أشمل فى أوكرانيا «ستكون مستنقعًا» لروسيا لسنوات، كما أن ثمن هذه الحرب فى أوكرانيا سيكون باهظًا للغاية بالنسبة للكرملين، وستؤدى لتقويض دعم بوتين بين النخبة الروسية، كما سيتعرض الاقتصاد الروسى للخطر مما يخلق نفورًا عامًا بين الناس.
إلا أن تحليل التكلفة والفوائد الخاص ببوتين يختلف كثيرًا عما يراه الغرب، فهو يعتقد أن من حق روسيا أن تنزعج لضم أوكرانيا إلى حلف الناتو وتطويق روسيا من جميع الجهات بالقوات العسكرية لأكثر من 30 دولة غالبيتها انضم إلى الحلف فى العشرين سنة الماضية. ويشعر أن روسيا أصبحت بالفعل مهددة من الغرب، ولذا فهو يؤدى مهمة تاريخية لترسيخ نفوذ موسكو فى أوكرانيا.


وإذا حققت روسيا أهدافها السياسية فى أوكرانيا باستخدام السبل العسكرية أو زعزعة استقرارها على نطاق واسع، لن تصبح أوروبا كما كانت عليه قبل الحرب، وسيواجه قادة أمريكا وأوروبا تحديًا مزدوجًا يتمثل فى إعادة التفكير فى أمن أوروبا وعدم الانجرار إلى حرب أكبر مع روسيا.. وستصبح الولايات المتحدة وأوروبا فى حرب اقتصادية دائمة مع روسيا، وسيسعى الغرب لفرض عقوبات شاملة، والتى من المرجح أن تتفاداها روسيا مع التدابير السيبرانية والابتزاز المتعلق بالطاقة، بالنظر إلى أوجه التفاوت الاقتصادى، فضلًا عن أن الصين قد تقف إلى جانب روسيا فى تلك الاستراتيجية الاقتصادية.


وبالنسبة للولايات المتحدة، سيكون لانتصار روسيا آثار عميقة على استراتيجيتها الكبرى فى أوروبا وآسيا والشرق الأوسط، وقد تحدث مواجهة بين روسيا والولايات المتحدة كدولتَين عدوتَين فى أوروبا، لكن سيعجز الطرفان عن تنفيذ أى أعمال عدائية عند نقطة معينة، حيث يجب أن تُبقى أكبر قوتين نوويتَين فى العالم غضبهما تحت السيطرة بغض النظر عن اختلافهما، وفى الوقت نفسه، قد تتوسع المواجهة الأمريكية الروسية فى أسوأ الأحوال وتتخذ شكل حروب بالوكالة فى الشرق الأوسط أو أفريقيا، إذا قررت الولايات المتحدة إعادة ترسيخ وجودها هناك بعد انسحابها الكارثى من أفغانستان.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة