ألسنة اللهب تشتعل فى سماء مدينة خاركيف
ألسنة اللهب تشتعل فى سماء مدينة خاركيف


هل تشتعل حرب عالمية ثالثة؟

الأخبار

الأحد، 27 فبراير 2022 - 09:26 م

كتب: مرام عماد المصرى

يتساءل الكثيرون بعد الأزمة الروسية الأوكرانية عن مدى احتمالية تصعيدها إلى حرب أوسع أو هل ستكون مقدمة لحرب عالمية ثالثة.. خاصة بعد الأحداث الأخيرة التى أدت إلى موجة من الإدانات والعقوبات الغربية ضد روسيا.. وبحسب تقرير لـ»بى بى سي» كانت الإجابة «لا» فعلى الرغم من سوء الأوضاع الروسية الأوكرانية فى الوقت الحالي، إلا أن الأمر لن ينطوى حاليا على مواجهة عسكرية مباشرة بين الناتو وروسيا.


بل وفى الواقع، عندما شاهدت الولايات المتحدة وبريطانيا بفزع روسيا وهى تبنى قوة قادرة على غزو أوكرانيا، قاموا بسرعة بسحب عددهم الصغير من المدربين والمستشارين العسكريين.


وفى وقت سابق، قال الرئيس الأمريكى جو بايدن، إن المواجهة المباشرة بين بلاده وروسيا ستؤدى إلى حرب عالمية، وتعهد بعدم نشر قوات أمريكية فى أوكرانيا تحت أى ظرف من الظروف.


إلا أن القادة الغربيين ما زالوا يخشون أن تكون روسيا مستعدة لغزو شامل لأوكرانيا.
ويعد الخط الأحمر المطلق بالنسبة للناتو والغرب هو ما إذا كانت روسيا تهدد دولة عضوا فى الناتو. فبموجب المادة 5 من الناتو، فإن التحالف العسكرى الغربى بأكمله ملزم بالدفاع عن أى دولة عضو تتعرض للهجوم.

أما أوكرانيا فهى ليست عضوا فى الناتو، وعلى الرغم من رغبة أوكرانيا الانضمام للناتو- وهو أمر عازم الرئيس بوتين على منعه.. وتشعر دول أوروبا الشرقية مثل إستونيا ولاتفيا وليتوانيا وبولندا - التى كانت ذات يوم جزءًا من مدار موسكو فى العهد السوفيتى - وأصبحت جميعها الآن أعضاء فى الناتو بقلق واضح من أن القوات الروسية قد لا تتوقف عند أوكرانيا وبدلاً من ذلك تستخدم بعض الذرائع «لمساعدة» الأقليات العرقية الروسية فى دول البلطيق وغزوها.


ومن ثم، أرسل الناتو مؤخرًا تعزيزات لدعم أعضائه فى أوروبا الشرقية كرادع. إلا أن طالما لا يوجد صراع مباشر بين روسيا والناتو ، فلا يوجد سبب لهذه الأزمة ، على الرغم من أنها سيئة ، للانزلاق إلى حرب عالمية واسعة النطاق.


ينبغى عدم نسيان أن روسيا وأمريكا لديهما أكثر من 8000 رأس نووى قابل للنشر ، لذا فإن المخاطر عالية للغاية.. وفى وقت سابق، قال مصدر عسكرى بريطانى كبير إن «بوتين ليس على وشك مهاجمة الناتو. إنه يريد فقط تحويل أوكرانيا إلى دولة تابعة مثل بيلاروسيا».


لكن الورقة الأساسية هنا هى ما يدور فى عقل بوتين، الذى غالبًا ما يوصف بأنه يفكر بهدوء كلاعب الشطرنج ومقاتل الجودو، إلا أن خطابه الأسبوع الماضى كان اشبه بخطاب ديكتاتور غاضب أكثر من كونه استراتيجيًا ذكيًا. ووصف بوتين الناتو بـ «الشرير» ، وقال إن أوكرانيا ليس لها الحق فى الوجود كدولة ذات سيادة مستقلة عن روسيا. وهو أمر مثير للقلق.. وقام الغرب بالضغط على روسيا من خلال فرض عقوبات.


وبالتأكيد سوف تنتقم روسيا بشكل ما، حيث من المرجح أن تعانى الشركات الغربية فى روسيا، وقد يصل الأمر إلى أبعد من ذلك بكثير إذا قرر بوتين.. وتكمن المشكلة الآن فى أنه بعد سنوات من تدهور العلاقات مع موسكو، لم تعد هناك ثقة متبادلة تقريبًا بين روسيا والغرب.. وهذه خلفية خطيرة يمكن على أساسها أن يكون هناك خلاف عام محتدم حول من يتحمل المسؤولية عن الأزمة المستمرة فى أوكرانيا..

وفى مقابلة مع المراسل اليونانى جون سيتليدس، المتخصص فى الشؤون الحكومية والمخاطر الجيوسياسية ، قال إن الحرب العالمية الثالثة أمر مستبعد للغاية، ولكنه ليس مستحيلا.. وشرح سيتليدس سبب عدم ترجيح الرد العسكرى المباشر للناتو على العمليات الروسية فى أوكرانيا، أن «فلاديمير بوتين ليس لديه مصلحة فى إثارة رد موحد ومباشر عبر الأطلسى دون داعٍ يمكن أن يتصاعد إلى حرب شاملة عندما تظل أهدافه مركزة على تحييد أوكرانيا كقوة معادية محتملة. 

اقرأ ايضا | باحث: روسيا ليست دولة عدوانية وبوتين تحرك عندما هدووا الأمن القومي

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة