قصف روسى لمواقع مدنية فى كييف
قصف روسى لمواقع مدنية فى كييف


روسيا - أوكرانيا.. تاريخ من التوترات

الأخبار

الأحد، 27 فبراير 2022 - 09:35 م

التوترات بين روسيا وأوكرانيا حاليًا لها تاريخ يعود للعصور الوسطى، فكلا البلدين لديهما جذور فى الدولة السلافية الشرقية المسماة «كييف روس».
طبقًا للتاريخ، كان مسار هاتين الأمتين عبر التاريخ مختلفاً، ونشأت عنه لغتان وثقافتان مختلفتان رغم قرابتهما، فبينما تطورت روسيا سياسياً إلى إمبراطورية، ولم تنجح أوكرانيا فى بناء دولتها.


فى القرن 17، أصبحت مساحة شاسعة من أوكرانيا الحالية جزءاً من الإمبراطورية الروسية، لكن وبعد سقوط الإمبراطورية الروسية عام 1917، استقلت أوكرانيا لفترة وجيزة، قبل أن تقوم روسيا السوفيتية باحتلالها عسكرياً مجدداً.

وفى ديسمبر عام 1991، كانت أوكرانيا، وبيلاروسيا، من بين الجمهوريات التى دقت المسمار الأخير فى نعش الاتحاد السوفييتى، غير أن موسكو أرادت الاحتفاظ بنفوذها، عن طريق تأسيس رابطة الدول المستقلة «جى يو إس».


أزعجت أوكرانيا الكرملين بميلها للغرب، ولكن الصراع لم يصل إلى ذروته طوال فترة التسعينيات، لأن حينها كانت موسكو هادئة، وكانت موسكو مشغولة بالحرب فى الشيشان، فى عام 1997 اعترفت موسكو رسمياً من خلال ما يسمى بـ «العقد الكبير» بحدود أوكرانيا، بما فيها شبه جزيرة القرم، التى تقطنها غالبية ناطقة بالروسية. وعندما انهار الاتحاد السوفييتى مطلع التسعينيات، كانت أوكرانيا، الجمهورية السوفيتية السابقة، تمتلك ثالث أكبر ترسانة أسلحة نووية فى العالم.

وعملت الولايات المتحدة وروسيا على نزع الأسلحة النووية الأوكرانية، وتخلّت كييف عن مئات الرؤوس النووية لروسيا، مقابل ضمانات أمنية لحمايتها من هجوم روسى محتمل.


شهدت موسكو وكييف أول أزمة دبلوماسية كبيرة حديثة بينهما فى عهد بوتين، عام 2003، عندما بدأت روسيا بشكل مفاجئ فى بناء سد فى مضيق كريتش باتجاه جزيرة «كوسا توسلا» الأوكرانية. اعتبرت كييف ذلك محاولة لإعادة ترسيم حدود جديدة بين البلدين، وازدادت حدة الصراع ولم يتم وضع حد له عقب ذلك أوقف بناء السد.


أثناء الانتخابات الرئاسية فى أوكرانيا عام 2004، دعمت روسيا بشكل كبير المرشح المقرب منها، فيكتور يانوكوفيتش، إلا أن «الثورة البرتقالية» حالت دون فوزه، وفاز بدلاً منه السياسى القريب من الغرب، فيكتور يوشتشينكو.


وفى عام 2008، عندما حاول الرئيس الأمريكى جورج دبليو بوش، إدماج أوكرانيا وجورجيا فى حلف شمال الأطلسى وقبول عضويتهما قوبل ذلك باحتجاج بوتين، وأعلنت موسكو بشكل واضح أنها لن تقبل الاستقلال التام لأوكرانيا، حاولت أوكرانيا الارتباط بالغرب من خلال اتفاقية تعاون مع الاتحاد الأوروبى. فى صيف 2013، وبعد أشهر قليلة من توقيع الاتفاقية، مارست موسكو ضغوطاً اقتصادية هائلة على كييف وضيّقت على الواردات إلى أوكرانيا، وجمّدت حكومة الرئيس الأسبق يانوكوفيتش الاتفاقية وانطلقت احتجاجات معارضة للقرار، أدت لفراره إلى روسيا فى فبراير عام 2014.


استغلت موسكو فراغ السلطة فى كييف لضم القرم فى مارس عام 2014، وكانت هذه بداية لحرب غير معلنة، وفى الوقت نفسه، بدأت قوات روسية شبه عسكرية فى حشد منطقة الدونباس الغنية بالفحم شرقى أوكرانيا من أجل انتفاضة، كما أعلنت جمهوريتان شعبيتان فى دونيتسك ولوهانسك، أما الحكومة فى كييف، فقد انتظرت حتى انتهاء الانتخابات الرئاسية فى مايو 2014، لتطلق عملية عسكرية كبرى أسمتها «حرب على الإرهاب»، لكن الحرب انتهت فى سبتمبر بتوقيع اتفاق وقف إطلاق النار فى مينسك.


بعد الاتفاق، تحول الصراع إلى حرب بالوكالة تدور رحاها حتى اليوم.

اقرأ ايضا | ماذا يريد بوتين من غزو أوكرانيا.. ولماذا الآن؟

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة