العالم المجنون.. كيف فتح باب زراعة الأعضاء بـ«كلب ذي رأسين»؟
العالم المجنون.. كيف فتح باب زراعة الأعضاء بـ«كلب ذي رأسين»؟


حكايات| العالم المجنون.. كيف فتح باب زراعة الأعضاء بـ«كلب ذي رأسين»؟

سارة شعبان

الإثنين، 28 فبراير 2022 - 12:14 م

مع عقله الذي لا يتوقف عن التفكير، وروح المغامرة بإجراء تجارب على أجساد الحيوانات، قدم طبيب سوفيتي اشتهر بـ«العالم المجنون» انتقلت البشرية إلى مرحلة جديدة من زراعة الأعضاء.


  
ففي عام 1954 قرر الجراح الروسي فلاديمير ديميكوف أن يجعل الأسطورة واقع فقام بتنفيذ فكرته الجنونية «الكلب ذو الرأسين» فقام ببتر الجزء العلوي من جرو وأبقاه حياً لفترة عن طريق وصله بجهاز يحاكي عمل القلب.

 

كان ‏ديميكوف قاسيًا في إجرائه لهذه التجربة إلا أنه مهد من خلالها الطريق لبقية الأطباء لتجارب مشابهة مكنتهم من النجاح في نقل أعضاء الإنسان المهمة كالقلب والرئتين وإنقاذ حياة بعض البشر بفضل «ديميكوف»؛ إذ بات ممكنا زراعة قلوب لآلاف الأشخاص حول العالم سنويًا.

 


 
وعلى الرغم من صعوبة تصديق أن العالم السوفيتي فلاديمير ديميكوف قدم للعالم كلبًا برأسين فإن الصور المرصودة قديمًا تقدم دليلا قاطعا، بحسب ما نشره موقع «allthatsinteresting».

 

قد تبدو مثل أسطورة أو دعاية أو حالة من التاريخ المصحوب بالفوتوشوب في خمسينيات القرن الماضي، خاصة أن دميكوف كان رائدًا في زراعة الأعضاء، حتى أنه صاغ هذا المصطلح، بعد زرع عدد من الأعضاء الحيوية بين الكلاب (مواضيعه التجريبية المفضلة)، استهدف وسط الكثير من الجدل لمعرفة ما إذا كان بإمكانه أن يأخذ الأمور إلى أبعد من ذلك.. «لقد أراد وضع رأس لكلب حي على جسم كلب آخر سليم تمامًا».

 

وابتداءً من عام 1954، شرع ديميكوف ورفاقه في إجراء هذه الجراحة 23 مرة، بدرجات متفاوتة وفي عام 1959 لم تكن المحاولة الأكثر نجاحًا لكنها كانت الأكثر انتشارًا هذا هو الكلب ذو الرأسين الذي يتذكره التاريخ أكثر من غيره.

 

 

مع بتر الجزء السفلي من جسم شافكا أسفل الأرجل الأمامية (مع إبقاء قلبها ورئتيها متصلين حتى اللحظة الأخيرة قبل الزرع) والشق المقابل في رقبة برودياجا حيث يلتصق الجزء العلوي من جسم شافكا، كان الباقي في الأساس عبارة عن إعادة بناء الأوعية الدموية، وبخلاف ربط الفقرات للكلاب ذات الأوتار البلاستيكية.

 

وبفضل ثروة الفريق من الخبرة استغرقت العملية ثلاث ساعات ونصف فقط بعد إنعاش الكلب ذي الرأسين، وكان بإمكان كلا الرأسين السمع والرؤية والشم والابتلاع، وعلى الرغم من أن رأس شافكا المزروع كان يشرب إلا أنها لم تكن مرتبطة بمعدة برودياجا، أي شيء تشربه يتدفق عبر أنبوب خارجي وعلى الأرض.

 

حتى لو وضعنا جانباً موت الكلاب ، فإن الآثار الأخلاقية لتجربة ديميكوف صعبة، على عكس بعض التطورات الأخرى في مجال زراعة الأعضاء ، لم يكن لزراعة الرأس تطبيقات واقعية، ومع ذلك ، كانت هناك بالتأكيد تداعيات حقيقية جدًا على الكلاب.

 

 

وفي وقت مبكر من عام 1908، حاول الجراح الفرنسي الدكتور أليكسيس كاريل وشريكه الفيزيولوجي الأمريكي الدكتور تشارلز جوثري، إجراء نفس التجربة، وأظهر كلبهما مزدوج الرأس في البداية واعدًا لكنه تدهور بسرعة وتم التخلص منه في غضون ساعات قليلة.

 

ويعتقد جراح الأعصاب الإيطالي سيرجيو كانافيرو أن عمليات زرع الرأس ستكون حقيقة واقعة في المستقبل القريب جدًا. ويشارك عن كثب في المحاولة البشرية الأولى ، والتي من المقرر أن تحدث في الصين.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة