الثلاثاء، 01 مارس 2022 - 05:52 م

تنطلق الجمعة المقبلة فعاليات الدورة الحادية عشرة لمهرجان الأقصر للسينما الأفريقية، الذى نجح فى وقت قصير فى احتلال مكانة مهمة على خريطة المهرجانات الأفريقية ليصبح له حضور مميز ومنتظر كل عام، فى ظل اهتمام عالمى بالسينما الأفريقية وتطورها كصناعة أصبح لها دور كبير فى اقتصاديات القارة السمراء وحضور عالمى لافت فى المهرجانات الدولية تفوق على جهود دبلوماسية فى إلقاء الضوء على هموم ومشاكل الدول الأفريقية ومواطنيها.

فى تقرير مهم لمنظمة اليونسكو صدر باللغتين الإنجليزية والفرنسية فى أكتوبر الماضى حول صناعة السينما وتاريخها فى قارة أفريقيا بعنوان «صناعة الفيلم الأفريقى.. الترويج والتحديات وفرص النماء»، كان هناك اهتمام خاص بمهرجان الأقصر وتاريخه وأهميته فى إلقاء الضوء على السينما الأفريقية، رصد التقرير الصعوبات والعوائق أمام تطور صناعة السينما فى أفريقيا، والتى تعانى من نقص التمويل.

وتدهور البنية التحتية الذى يؤثر بشدة على الإنتاج والتوزيع، والقرصنة، وإشكاليات عديدة، كان بينها حضور المرأة وقضاياها فى الأفلام الأفريقية، حيث يؤكد التقرير أنه لا يتجاوز ١٠بالمائة فى أفريقيا الوسطى أو الغربية، فى حين يتصاعد لـ ٣٠ بالمائة فى دول شمال القارة السمراء!..

ويبدو أن مهرجان الأقصر التقط الخيط من هذا التقرير بالغ الأهمية والذى يقوم بترجمته إلى اللغة العربية ليصدر خلال هذه الدورة، فقرر أن يضيف لبرامجه وفعالياته «مشروع فاكتورى» لدعم المخرجات الأفريقيات ليصبح له دور ريادى فى هذا المجال، ويقوم بتسليط الضوء على التحديات التى تواجهها المخرجات فى أفريقيا لإنجاز أفلامهن خاصة فى السينما التسجيلية.

ويدعم  « فاكتورى» عشرة مشروعات لأفلام طويلة من دول مختلفة منها نيجيريا (اليد السحرية)  وأوغندا (هل أنت نفسك؟) وجنوب أفريقيا (أنا يهودى) والجزائر (فى خاطر بوعالم).

إضافة لمشروعين من سوريا (٣٧/٢٧)  والأردن (قمر الحصادين)  يمثلان الشرق الأوسط  وأربعة مشروعات من مصر هى (٥٠ متر، والبحث عن سبايدر مان، وإيقاعات الحياة، وهش).

ويوفر تدريباً وتطويراً ودعماً معنوياً ومادياً للمخرجات، ويستعين بمخرجات من أمريكا وأوروبا يشاركن فى الورش المقامة للمشروع، ويستضيف المهرجان خمس مخرجات رائدات فى السينما التسجيلية، وسيتم عرض أفلام بتوقيع نسائى، تعد من علامات السينما التسجيلية فى أفريقيا.

تتولى إدارة مشروع فاكتورى المخرجة المصرية كوثر يونس وهى إحدى مؤسسات مبادرة «روايات» والتى تضم مخرجات ناشئات من شمال أفريقيا والشرق الأوسط ، وقام المهرجان بتوقيع بروتوكول تعاون مع مؤسسة « دوكس بوكس» ببرلين وهى إحدى أشهر المؤسسات لتطوير ودعم الأفلام التسجيلية ترأسها المخرجة چيهان الطاهرى..

سيقدم المشروع جوائز مالية وأخرى عينية كدعم للمونتاج والدعاية وغيرها.. وهكذا يصبح للمهرجان دور مميز فى دعم المرأة الأفريقية كصانعة أفلام، نتمنى أن ينطلق قويا.

ويطلق مهرجان الأقصر مسابقة جديدة هذا العام، تحت عنوان «إعادة اكتشاف مصر» تمنح جائزة لأفضل فيلم قصير لا يتجاوز دقيقة ونصف الدقيقة عن أحد الأماكن الأثرية فى مصر.. وفى مسابقاته الأربعة يتنافس ٤٥ فيلما، ١٠ أفلام فى مسابقة الأفلام الروائية الطويلة منها «٢ ميدان طلعت حرب» لمجدى أحمد على (مص) ، و«حبيبة» لحسن بن جالون (المغرب)، و«ابتعد» لستانلى أوكيهوارى (نيچيريا)، و«ماشية لجهنم» لأسمهان لحمر (تونس)  ، و«أرجو» (الجزائر) ، و«مسعود» (تشاد)، و١١ فيلما فى مسابقة الأفلام التسجيلية  ومنها «نجمة الصباح» ( مدغشقر)، و«شخوص عالمنا التحتى» (مصر)، و«كلاب العقيد الصالة» (ليبيا وجنوب أفريقيا)، و ١٥ فيلما فى مسابقة الأفلام الروائية القصيرة، و٩ أفلام فى مسابقة  الدياسبورا.

سيقام حفل الافتتاح على ضفاف نهر النيل بالأقصر، وتفتتحه وزيرة الثقافة الدكتورة الفنانة إيناس عبد الدايم، ومحافظ الأقصر المستشار مصطفى ألهم من داخل قاعة المؤتمرات.

ويبدأ المهرجان احتفاله بأجواء كرنفالية فى تمام الساعة الخامسة مساء، بعد تجمع كل الوفود والفرق وضيوف المهرجان لتنقلهم الذهبيات النيلية إلى قاعة المؤتمرات مكان إقامة الحفل، وتستقبل السجادة الحمراء فى البداية نجوم حفل الافتتاح وصناع السينما الأفريقية..  

تبدأ المراسم الثامنة مساء بالسلام الجمهورى، يليه «برومو» بعنوان «عشر سنوات من الخيال» يستعرض تاريخ المهرجان منذ بدايته وحتى آخر دوراته، وتقدم حفل الافتتاح باللغتين العربية والفرنسية الإعلامية والفنانة المغربية وفاء مراس، ويخرج حفل الافتتاح والختام المخرج عادل بركات والمخرج المنفذ محمد نبوى، ويقوم بتنفيذ الإخراج التليفزيونى كريم سمير ودعاء أحمد.

اقرأ أيضاً | مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية يدعم 10 مشاريع لأفلام تسجيلية بمبادرة «فاكتوري»