أسامة عجاج
أسامة عجاج


فواصل

أزمة أوكرانيا.. رؤية عربية

أسامة عجاج

الثلاثاء، 01 مارس 2022 - 07:11 م

اهتمامى بالأزمة الأوكرانية التى تحولت إلى مواجهة عسكرية مع روسيا، نابع من بعد (إنسانى)، فالشعوب هى من تدفع ثمن الحروب، من أمنها واستقرارها وتدهور أوضاعها المعيشية، والآخر (سياسى)، عنوانه تداعيات تلك المواجهة على المنطقة العربية، حيث وجدت نفسها فى مأزق حقيقى، وهى تبحث عن بوصلة تحدد بها مواقفها، بما يضمن لها مصالحها، خاصة إذا وسعنا زوايا الرؤية، وتعاملنا معها على أنه صراع بين الغرب، أمريكا وأوروبا من ناحية، والشرق روسيا ومعها الصين، وقد ظهرت ثلاثة مواقف عربية واضحة، تأييد سورى لروسيا.

وتنديد ليبى بالهجوم على أوكرانيا، وامتناع الإمارات وهى عضوة غير دائمة فى مجلس الأمن عن التصويت، ولعل البيان الصادر عن الاجتماع الطارئ للجامعة العربية، والذى تم تخصيصه لصياغة موقف موحد، يكشف عن حجم المأزق الذى تعيشه العواصم العربية، فقد تفادى الانحياز إلى طرفى الأزمة، داعيا لحلها من خلال الحوار والدبلوماسية، ودعم الجهود المبذولة لتخفيف التوتر والتهدئة، وضبط النفس، وهو بيان دبلوماسى بامتياز ولكنه قد لا يلقى قبولا من أى منهما، وحقيقة الأمر أن الأزمة تفرض على المنطقة العربية ثلاثة تحديات وهى:


 الأول: صعوبة صياغة موقف من إمكانيات التعاطى، مع تشكيل نظام عالمى جديد قد يعيد تجربة الخمسينات، فى ثنائية الأقطاب بعد عقود من نظام القطب الواحد، نتيجة تفكك الاتحاد السوفيتى القديم، وفقا لشروط وأحكام جديدة، دون أن يكون متاحا فرصة عدم الانحياز أو الحياد الإيجابى، ورغم أن كثيراً من الدول العربية لها مصالح قوية، وترسخت عبر السنوات الطويلة الماضية مع الغرب، ولكن هذا لا يمنع من أن الحقب الماضية شهدت عودة من جديد لروسيا من أبواب متعددة، منها التدخل لضمان مصالحها فى ساحات النزاع، وسوريا وليبيا أكبر شاهد على ذلك، كما عادت موسكو لتتحول مع الزمن إلى مورد مهم للسلاح، لعدد لا بأس به من الدول العربية وفى مقدمتها الجزائر. 


 الثانى: تراجع الاهتمام بالأزمات العربية، أو تأزيمها أكثر، فى ظل تحول ساحات مثل ليبيا وسوريا واليمن وغيرها، إلى ساحة نزاع وصراع على النفوذ بين روسيا وأمريكا. 


 الثالث: تأثيرات الحرب على الاقتصاديات العربية، فى ظل الحديث عن عقوبات شديدة على روسيا، ستعيق عملية تصديرها، والمنطقة العربية أكبر مستورد للقمح من البلدين، كما ستجمد استثمارات موسكو فى الخارج. 


 وبعد نحن فى انتظار القادم من الأيام، ونتمنى ألا يكون الأسوأ.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة