أعضاء منظمة الأمن والتعاون الأوروبى يغادرون إلى روسيا
أعضاء منظمة الأمن والتعاون الأوروبى يغادرون إلى روسيا


تقرير: إطالة أمد الصراع في أوكرانيا لإستنزاف قدرات روسيا العسكرية

علياء أسامة أيوب

الثلاثاء، 01 مارس 2022 - 09:09 م

حتى أيام قليلة قبل انطلاق العملية العسكرية الروسية فى أوكرانيا كانت أغلبية التحليلات السياسية الموضوعية تستبعد تماماً اندلاع أية معارك، وتشير إلى أن أسوأ السيناريوهات وقوع اشتباكات محدودة، لا ترقى للحرب وذلك على الرغم من سيل التصريحات الغربية المستمر منذ أشهر والتى تجزم باستعداد روسيا لغزو أوكرانيا فيما وصفتها موسكو «بالهيستيريا».


لكن الأمور على الأرض خالفت تماما هذا التوقع مع إعلان الرئيس الروسى فلاديمير بوتين  عن انطلاق العملية العسكرية والتى بدت كعملية محدودة لتحقيق أهداف واضحة هى:  تحييد أوكرانيا عسكريا وتجريدها من السلاح. ووسط ما بدا تخبطا فى مواقف الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى وخذلانا غربيا (أمريكيا وأوروبيا) لكييف كان من المتوقع أن يحقق بوتين نصرا سريعا على الصعيد العسكرى وأن يصمد اقتصاد بلاده أمام أى عقوبات كان  


ومن المتوقع أن تقف عند حد معين. وأصبح السؤال الآن هل وقع بوتين فى فخ غربى معد مسبقا اعتمد على استفزازه والضغط عليه وخلق تهديدات أمنية لبلاده بشكل لا يمكن للرئيس الروسى أن يقبله؟   تدفق الأسلحة الغربية على أوكرانيا والحديث المتكرر عن انضمامها لحلف الناتو والاشتباكات فى جمهوريتى دونيتسك ولوجانسك وأخيرا حديث زيلينسكى عن انسحاب بلاده من اتفاقية بودابست والعودة للتسليح النووى..

هل كانت كلها استفزازات متعمدة بهدف جر بوتين للصراع؟ إذا كان هذا الافتراض صحيحا فإن الخطة الغربية قد تقوم الآن على إطالة أمد الصراع.  فالأكيد أن الغرب يدرك جيدا القوة العسكرية والاقتصادية لروسيا.

وأن السبيل لإضعافها لا يكمن فى مواجهة مباشرة وإنما استدراجها لمعركة طويلة الأمد تهدف لاستنزاف قدراتها العسكرية مع استمرار المعارك، التى تجاوزت جدولها الزمنى المحدد بوتيرة عالية حسبما أعلن رئيس جمهورية دونيتسك دينيس بوشيلين. كما تتجلى شراسة المقاومة الأوكرانية فى المعارك وهو الأمر الذى قد يعززه تدفق المتطوعين الأجانب تلبية لدعوة زيلينسكى وبالفعل توجه عدد من رجال القوات الخاصة البريطانية إلى أوكرانيا حسبما ذكرت صحيفة «ميرور» البريطانية.


ولا يقتصر استنزاف قدرات روسيا على الشق العسكرى لكنه يعتمد أيضا على الشق  الاقتصادى مع التوسع فى فرض العقوبات بهدف فرض عزلة على موسكو والتأثير على الشعب الروسى الذى سيدفع الثمن أيضا حسب تصريح وزير المالية الفرنسى بورنو لومير. كما أن استهداف النخبة الروسية ورجال الأعمال والتقييد على الرياضيين والأنشطة الرياضية وعمل وسائل الإعلام سيمثل مع مرور الوقت ضغطا كبيرا من هؤلاء المتضررين على بوتين.  وفى وضع مرتبك غير محسوم كهذا تبدو موسكو فى موقف صعب تقل فيه الخيارات المتاحة أمام صانع القرار لكن السيناريو الأخطر هو اندفاع روسيا لاتخاذ قرارات متهورة فى محاولة لحفظ مكانتها كقوة عظمى.

ومع ذلك فإن روسيا ليست وحدها من يتحمل الخسائر، فالضغوط تتزايد على الغرب وخاصة الأوروبيين الذين يدركون تماما أن للعقوبات الاقتصادية تأثيرا حتميا على الاقتصاد العالمى سترتد تبعاته على بلدانهم. أخيرا فإن الوقت الآن هو العامل الحاسم لتحديد صاحب النفس الأطول الذى يستطيع احتواء الضربات والصمود حتى نهاية المعركة التى ستدشن نتائجها مرحلة جديدة فى التاريخ الدولى.

 

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 

مشاركة