الإعلامية الشهيدة سلوى حجازى
الإعلامية الشهيدة سلوى حجازى


كنوز| 49 عامًا على استشهاد جميلة مذيعات التليفزيون

عاطف النمر

الأربعاء، 02 مارس 2022 - 06:09 م

فى 21 فبراير 1973 أقلعت الطائرة الليبية من مطار بنى غازى التى كانت متجهة إلى مطار القاهرة الدولى وعلى متنها الإعلامية الشهيرة سلوى حجازى، ووزير الخارجية الليبى الأسبق صالح بوصير، و108 ركاب من بينهم بعثة التليفزيون العربى.

وركاب مصريون وليبيون وراكب أمريكى، وقد تعرضت الطائرة التى كان يقودها طيار فرنسى لعاصفة رملية دخلت بها المجال الجوى لسيناء عن طريق الخطأ، فطاردتها طائرتان حربيتان إسرائيليتان من طراز «فانتوم» أطلقت إحداهما صاروخا على الطائرة فأسقطتها فى صحراء سيناء.

واستشهد كل من عليها باستثناء 4 ركاب بجانب مساعد الطيار، وقد اهتز ضمير العالم الإنسانى لهذه الجريمة الإرهابية التى ارتكبها العدو الصهيونى ضد طائرة مدنية تحمل ركابا مسالمين أبرياء، وادعت إسرائيل وقتها أن قائد الطائرة رفض الهبوط فى أحد مطارات إسرائيل مما دعا الطائرة الحربية الإسرائيلية لإسقاطها بصاروخ بعد تلقيها الأوامر بذلك.

وفى جانب آخر نشرت كتابات كثيرة فى الصحف والمجلات العربية تلوح دون دليل موثق بأن إسرائيل استهدفت اغتيال الإعلامية سلوى حجازى بزعم أنها تعمل لحساب أجهزة المخابرات المصرية، وادعت بعض الكتابات ان إسرائيل علمت أن سلوى حجازى كانت بحوزتها معلومات وخطط سوف تسلمها للقاهرة فكان لابد من عدم وصول هذه المعلومات التى تضر أمن إسرائيل حتى ولو كان الثمن إسقاط الطائرة وقتل كل ركابها.

واعتبر عدد من المحللين والكتاب أن أغلب ما كتب ادعاءات مرسلة لا يوجد عليها دليل على اعتبار أن طبيعة عمل سلوى حجازى كمذيعة لا تؤهلها لمثل تلك الأعمال المخابراتية، كما أن زيارتها الإعلامية لليبيا عام 1973 لم يكن مخططا لها، إذ كانت زميلتها نجوى إبراهيم كانت هى المقرر سفرها فى هذه الرحلة بحسب ترتيب جدول سفر المذيعات للخارج، وقالت نجوى فى حوار لها على فضائية «DMC» إن سلوى حجازى طلبت منها تبديل الجدول معها.

كما ادعى البعض أن العدو الإسرائيلى أسقط الطائرة الليبية لاعتقاده أن عميلته «هبة سليم» كانت على متنها بعد نجاح المخابرات المصرية فى استدراجها لليبيا للبدء فى نقلها للقاهرة، والمعلومات الموثقة تؤكد أن قرار القبض على هبة سليم اتخذ فى يونيو 1973 وتم إلقاء القبض عليها قبل أسابيع من حرب أكتوبر، وتبين من المعلومات التى نشرتها الصحف المصرية والليبية والدولية وقت وقوع هذه الجريمة الإرهابية أن الطائرة تعرضت لظروف جوية صعبة، تعطلت معها البوصلة، ولم يكن الطيار الفرنسى يعرف أنه ضل الطريق فى المجال الجوى لشبه جزيرة سيناء.

وظن أن الطائرات التى تطارده هى طائرات حربية مصرية ولم يكن يدرك أنها طائرات حربية إسرائيلية وفق ما أوضحته التسجيلات الصوتية التى أذاعتها مصر فى مؤتمر صحفى عقده وزير الإرشاد القومى عبد القادر حاتم، وهذا لا ينفى أو يبرر الجريمة الإرهابية التى ارتكبها العدو الصهيونى وقتها ضد طائرة مدنية خاصة وأن طائراته الحربية لم تقم بتوجيه إنذار أو تحذير قبل إطلاق الصواريخ عليها وإسقاطها، وخاضت رضوى الشريف.

ابنة الإعلامية سلوى حجازى فى عام 2003 معركة قانونية بالتنسيق مع أسرة الطيار الفرنسى لمحاكمة الإسرائيليين الذين تورطوا فى تلك المجزرة أمام القضاء الفرنسى، واتهمت وزير الدفاع الإسرائيلى موشى ديان بأنه المسئول الذى أعطى الأوامر بتفجير الطائرة، وطالبت بتعويض بعد نجاح أسر ضحايا طائرة « بانام أمريكان» التى تحطمت فوق لوكيربى عام 1988 الذين حصلوا على إقرار رسمى من ليبيا بتحملها مسئولية إسقاطها، ودفع مبلغ عشرة ملايين دولار تعويضاً عن كل ضحية.

ولكن المعركة القانونية التى خاضتها أسرة سلوى حجازى لم تسفر عن أى شىء!!.. ولدت الإعلامية الشهيدة سلوى حجازى فى 1 يناير 1933 ببورسعيد، درست بمدرسة الليسيه الفرنسية، وكانت من أوائل الخريجين بالمعهد العالى للنقد الفنى، ووالدها تقلد مناصب رفيعة بالسلك القضائى، تزوجت من القاضى محمود شريف.

رئيس المحكمة بمكتب المدعى العام الاشتراكى، وأنجبت منه «رضوى ومحمد وآسر وهانى»، وأبدعت فى برنامج الأطفال الشهير «عصافير الجنة» مثلما أبدعت فى برامج المنوعات التى قدمتها «العالم يغنى - شريط تسجيل - الفن والحياة - ريبورتاج - سهرة الأصدقاء»، بدأت عملها الإعلامى فى إذاعة الرياض.

ثم انتقلت للعمل كمذيعة باللغة الفرنسية فى بداية إرسال التليفزيون المصرى عام 1960، ومثلت التليفزيون العربى فى عدد من المؤتمرات الدولية، وتميزت بكتابة الشعر، وصدر لها ديوان بالفرنسية ترجم إلى العربية بعنوان «أضوء وظلال»، وكرمتها أكاديمية الشعر الفرنسية بالميدالية الذهبية عام 1964.

وحصلت فى عام 1965على الميدالية الذهبية فى مسابقة الشعر الفرنسى الدولية، وكرم الرئيس السادات اسمها بوسام العمل من الدرجة الثانية باعتبارها من شهداء الوطن، رحمها الله فى ذكرى استشهادها التاسعة والأربعين. 


«كنوز»

إقرأ أيضاً|مطار القاهرة يستعد لاستقبال الطلاب العائدين من أوكرانيا

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة