سيدة الرعب نجمة إبراهيم   - جريدة «الأخبار»  - بريشة «مصطفى حسين»
سيدة الرعب نجمة إبراهيم - جريدة «الأخبار» - بريشة «مصطفى حسين»


كنوز | الشمعة 108 لـ«سيدة الرعب» التى كرمها ناصر والسادات

عاطف النمر

الأربعاء، 02 مارس 2022 - 06:14 م

 

ولدت الفنانة القديرة نجمة إبراهيم فى 25 فبراير عام 1914 بالقاهرة لأسرة يهودية مصرية، واسمها الحقيقى «بولينى أوديون» لكن الجمهور عرفها باسم الشهرة الفنى، لم تكمل تعليمها بمدرسة الليسيه فرنسيه عندما استهواها العمل بمجال الفن وهى فى سن صغيرة.

عملت فى بداية حياتها كمغنية وراقصة فى الفرق المسرحية، وكانت تتمتع بصوت قوى وإحساس عال، وظنت أنها سوف تكون مطربة تنافس أم كلثوم وفتحية أحمد ومنيرة المهدية، لكن التمثيل جذبها أكثر مع أداء المونولوجات فى المسارح لفترة طويلة، ومع بداية الأزمة الاقتصادية فى ثلاثينيات القرن الماضى اضطرت إلى ترك الفن مؤقتا وعملت كصحفية فى مجلة «اللطائف المصورة» التى كان يديرها «أسكندر مكاريوس».

وتعرفت أثناء عملها بالمجلة على زميل لها ونشأت بينهما قصة حب أراد أن يكللها بالزواج واشترط عليها أن تشهر إسلامها وتترك اليهودية، وبالفعل اعتنقت نجمة إبراهيم الإسلام عام 1932 وهى فى الثامنة عشرة من عمرها، وسرعان ما انفصلت عن خطيبها ولم يتم الزواج، لكنها ظلت على إسلامها وداومت على حفظ القرآن الكريم، وحرصت على إقامة ندوات أسبوعية للحديث عن أمور الدين وقواعده، للدرجة التى جعلت البعض يطلق عليها لقب «المتصوفة».


ومع انتهاء الأزمة الاقتصادية التى تسببت فى انهيار اقتصاد الكثير من الدول، ومع عودة الحياة للفرق المسرحية مرة أخرى لتستأنف نشاطها فى الأربعينيات من القرن الماضى عادت نجمة إبراهيم للعمل بالفن، واشتهرت بأداء أدوار «الشر» التى برعت فيها بشكل لم يسبقها إليها من الفنانين والفنانات، وإن كانت شخصيتها الحقيقية حقيقتها عكس ذلك تماما، فقد عرفت فى الوسط الفنى والوسط الاجتماعى بطيبة القلب والرقة التى جعلتها تحجم عن حضور العرض الأول لأفلامها التى جسدت فيها تنويعات شخصية الشريرة التى سجنها فيها الكثير من المخرجين بسبب تقاطيع وجهها ونبرات صوتها وقدرتها الصارمة فى التعبير والأداء التى رسخت لها صورة ذهنية لا تمحى فى فيلم «ريا وسكينة» على سبيل المثال. 


تزوجت لمدة 9 سنوات من الملقن عبد الحميد حمدى، ثم تزوجت من الممثل والملحن عباس يونس الذى كون معها فرقة مسرحية، وبعد حرب 1948 ونزوح اليهود إلى الكيان الإسرائيلى، رفضت نجمة إبراهيم الهجرة لإسرائيل، وأكدت دورها الوطنى وموقفها البطولى مع مصر، عندما خصصت إيراد مسرحياتها لصالح تسليح الجيش المصرى، فى الوقت الذى كانت تعمل فيه شقيقتها الفنانة راقية إبراهيم جاسوسة لصالح إسرائيل.

ولهذا كرمها الرئيس جمال عبد الناصر عام 1964 بوسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى، ومنحها الرئيس محمد أنور السادات وسام الاستحقاق وأمر لها بمعاش استثنائى تقديرًا لوطنيتها وعطائها الفنى، وعانت نجمة إبراهيم فى أواخر حياتها من ضعف البصر.

وكان زوجها يلقنها أدوارها وظل بجانبها فى أصعب لحظاتها، ومع استمرار ضعف بصرها، قرر الرئيس عبد الناصرعلاجها على نفقة الدولة عام 1965 بإسبانيا، وعادت لتواصل أدوارها الفنية بعد تحسن بصرها، لكن أمراضا أخرى تكالبت عليها، فاعتزلت عندما أصيبت بالشلل حتى رحلت فى 4 يونيو 1976. 

 

اقرأ أيضاً |«أصوات مرعبة» تصدر من غرفة رضيع ليلا كل يوم.. والسبب؟!

 

 

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة