أبو حصــان إلـى عربية آخر موديل
أبو حصــان إلـى عربية آخر موديل


دينا درويش - أميرة شعبان

ألف عيلة وعيلة | من الفارس أبو حصان إلى عربية آخر موديل

دينا درويش- أميرة شعبان

الأربعاء، 02 مارس 2022 - 08:47 م

عندما تذكر كلمة «فارس الأحلام» يأتى فى مخيلاتنا صورة الرجل الوسيم أو الجان الذى يأتى على حصانه الأبيض حاملًا الورد، ليطلب يد الأميرة ويتزوجا فى منزلهما الصغير ويعيشا فى تبات ونبات، فى حياة يملأها الرومانسية والحب، ولكن هذه المواصفات اختلفت فى أذهان الفتيات خلال عصرنا الحديث، فأصبحت الفتيات تبحث عن فارسها الذى يأتى فى عربية آخر موديل بدلًا من الحصان.


«عريس معندوش أخوات بنات.. وعربية وفرح يكسر الدنيا وشهر عسل فى المالديف»..

تركيبة ربما تراها الأجيال السابقة غريبة، لكنها المألوفة لدى الفتيات خلال الفترة الأخيرة، فالفتيات الآن أصبحن يعتمدن على العقل فقط بدلًا من القلب فى اختيار شريك الحياة، واضعين قائمة من الطلبات والشروط التى يجب أن تتوفر فيه، حتى أصبحن فى حاجة إلى جنى مصباح علاء الدين لتوفير جميع أحلامهن، فتعتقد الفتاة أن من حقها أن تطلب «لبن العصفور» من العريس حتى توافق عليه، تحت شعار «اللى معهوش مايلزموش».


فى هذا التحقيق استمع «ألف عيلة وعيلة» إلى شبان مروا بصدمة قائمة طلبات الفتيات اللاتى تقدموا إليهن، فحكوا عن قصص عجيبة تدعو للبكاء والسخرية فى آن واحد.

 

مش عايزه ورد يا إبراهيم!

«البنات بقى عندها طلبات كتير جدا وحقيقى أنا مستغرب من التفكير بتاعهم اليومين دول» هكذا بدأ محمد مصطفى، 25 عاما، والذى يعمل كمدرب سباحة، حديثه، موضحا أن طلبات الفتيات خلال السنوات الأخيرة تحتاج إلى رجل أعمال كبير وليس شابًا ليحقق لهن طموحاتهن وأحلامهن.

 

وأضاف: «أنا كشاب لازم طبعا أوفر لعروستى حياة جيدة ومستقرة لكن مش لازم تكون بشهر عسل نلف فيه الدنيا ولا بفرح أسطورى، الحاجات دى فعلا محتاجة شاب معتمد على أهله».

 

 

 

وقال: لكن الحمد لله، فى بنات تانية فعلا بتبقى مقتنعة بخطيبها لأنها تبحث عن رجل يتحمل المسئولية أكتر من مجرد راجل يوفر لها طلبات الرفاهية».


وقال: «الغريب بقى أن التعامل كمان اختلف يعنى مبقناش فاهمين البنات عاوزة إيه، هل نهتم بيهم فيزهقوا، ولا نكون جد ونشيل مسئولية وننشغل فيحسوا بالإهمال، يعنى أظن البنات محتاجة تسلمنا كتالوج بعد الخطوبة عشان نعرف هما عاوزين ايه بالضبط».


أما عبدالرحمن أديب، فأشار إلى أن التفكير السطحى هو سبب انتهاء الكثير من علاقات الخطوبة،  ويقول: «طلبات أهالى الفتيات أصبحت سطحية، يعنى الأم تشترط أن بنتها ماتعش إلا فى شقة منفصلة عن بيت العيلة، حتى وإن كانت العيلة محترمة جدا وهتشيل بنتهم على الراس، ويبدأ العريس يشيل هم مصاريف شقة جديدة»..

ويضيف: «حتى فى الأفراح الكل يبحث عن المظاهر وممكن يعملوا فرح بـ 100 ألف جنيه مع إن مرتب الشاب لا يتجاوز 3 آلاف جنيه، وده تفكير أغلب الأسر دلوقتى مش البنات بس».


إلا أن عبد الرحمن يرى أن هناك نقطة مضيئة فى الأمر وهى أن الحب معيار كبير، ويقول «الاثنين لو حبوا بعض فعلا البنت هتحاول تخفف عن خطيبها ومش هتطلب حاجات مكلفة وتسعى إنها تعيش معه سعيدة بظروفه المعقولة».


«أنا لولا إن عندى أخت بنت بعرف اتكلم معاها كان زمانى فعلا قولت على البنات أنهم اتجننوا»..

بهذه الكلمات بدأ سيد أحمد، حديثه، وأضاف: «أنا خطبت مرة وحقيقى كنت قربت أتجنن، مهما بعمل بطلع غلطان لحد ما وصلت لدرجة إنى سألتها أنتى عايزانى اتصرف ازاى عشان نبطل خناق كتير»، ويرى سيد أن أغلب البنات تريد عريسًا بالتفصيل كما تحلم فى خيالها، وتنتظر من شريك حياتها أن تكون طباعه ومواصفاته نفس الطباع التى رسمتها وتتغير الرسمة كل حين».


ويوافقه الرأى محمود الزعبلاوى الذى أكد أن أحلام الفتيات فى هذه الآونة أصبحت غريبة، لأن سببها الرئيسى - من وجهة نظره - ما يرونه من مئات «البلوجرز» على وسائل التوصل الاجتماعى، فيقول «دلوقتى بقت العربية والسفر كتير من أساسيات الحياة عند بلوجرز كتير والبنات بيتابعوهم وطبعا بيحلموا نفس الأحلام وده بقى محتاج لرجل أعمال عشان يحققلها اللى عايزاه»..

ويضيف الزعبلاوى أن الحياة أصبحت متغيرة عما تربو عليه، فالعروس الآن لا تقبل العيش بمنزل عائلة، ويتمنى أخيرا أن ترى الفتيات أن هذه الحياة زائلة وأن الحب والود والاحترام هو الباقى.


وحمّل خالد عاطف مهندس ميكانيكا أسر الفتيات المسئولية فى المغالاة فى متطلبات الزواج وجعل الشباب يعتمد على أهله بدلا من الاعتماد على ذاته، فأهل الفتاة ينتظرون فارس الأحلام المليونير ليوفر لابنتهم شروطها التعجيزية، تحت شعار «جو عش العصفورة خلص ولازم ابقى زى بنت خالتي».

وأضاف رغم ذلك إلا أن هناك الكثير من الأسر والفتيات، الذين يفكرون بعقلانية فى الأمور، ويطلبن أمورًا بسيطة يستطيع الشباب توفيرها، بحيث لا تثقل عليهم.


أما محمد حازم مهندس بإحدى شركات البترول فيرى أن الله خلق الرجل بطبيعة مختلفة فهو تحركه الرغبة فى الزواج أكثر من الفتاة كثيرا لذا فمن الطبيعى أن يتحمل هو الاعباء والمتطلبات المادية للزواج وتقلبات الفتيات المزاجية، ويكمل أن لهذه الأسباب أيضا القوامة فى يد الرجل.

 

استشارى الصحة النفسية: المغالاة فى الطلبات سببها التباهى

«الظروف الاقتصادية وجائحة كورونا تفرض على الأهل إعادة النظر فى المغالاة فى الطلبات»..

بهذه الكلمات بدأ الدكتور وليد هندى استشارى الصحة النفسية، حديثه، قائلا إن جهاز العروسة متعارف عليه فى جميع المجتمعات لكن أشكاله مختلفة من بيئة وثقافة وزمن لآخر والمغالاة فيه تعود للتفاخر والتباهى بين الناس.

 


وأضاف أنه مع الظروف الاقتصادية وانتشار جائحة كورونا، على الجميع إعادة النظر فى حساباتهم والاقتصار على الأساسيات فقط بعيدا عن المغالاة، واقترح اقامة مشروعات اقتصادية تعين العروسين على الحياة الصعبة، بديلًا عن الطلبات التى لا تفيد مثل الأجهزة والأدوات المنزلية ومحتويات النيش التى لا تستخدم مدى الحياة..

وأوضح أن ارتفاع نفقات الزواج غير الأساسية والشروط المغلظة مثل حفلات الزفاف الكبيرة أدت لعزوف الشباب عنه، وكذلك مرور أغلب الشباب فى الوقت الحالى بتجارب أسرية مؤلمة من صراع فى العائلة أو انفصال لوالديهم، والمبالغة فى الصورة المثالية لشريك الحياة، إضافة لارتفاع نسب الطلاق والخلع.

اقرأ أيضاً| رومانسية الزيجات الفنية.. تثير الإعجاب

 

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة