أحد الطلاب العائدين  على متن الطائرة المصرية
أحد الطلاب العائدين على متن الطائرة المصرية


الطلاب العائدون يروون لـ «الأخبار» حكايات الهروب من الجحيم

حسن سليم

الأربعاء، 02 مارس 2022 - 10:16 م

عطاالله: الليل تحول نهارًا بسبب القصف.. وهربت فى 5 ساعات

عقارب الساعة تشير إلى الخامسة فجرا، الليل لا يزال يسدل ستائره فى انتظار شروق بعد حوالى ساعة، وطلابنا فى أوكرانيا نيام لا يشغل بالهم شيء، لكن فجأة يخترق الصمت دوى انفجار ضخم يصم الآذان من قوته، ويحيل الليل نهارًا.

وهؤلاء الطلاب تحولت سكينتهم لهلع وفزع تملكهم لا يدركون شيئا، هكذا عاش الطلاب المصريون ليلة بدء القصف الروسى على أوكرانيا، لا مجال للانتظار ولابد من القرارات السريعة، الهروب إلى الدول المجاورة لا حل آخر الآن..

4500 طالب مصرى يدرسون فى أوكرانيا وجدوا أنفسهم وسط الحرب وطلقات المدافع التى تحاوطهم كالسياج، تحرك أغلب طلاب الغرب وبعض من الجنوب، فيما ظل الشرق فى أماكنه داخل المخابئ..

لم ندرك أى أمر وقتها، لم نفهم، فقط نحن فى خطر وعلينا التحرك فى اتجاه الحدود، أى حدود وأى دولة المهم هو الخروج من هنا» كلمات مصطفى عطاالله طالب الهندسة المعمارية فى أوديسا عن أول لحظات القصف.


يقول إن القدر كان رحيما بهم، بعدما علموا كثافة المعابر البولندية، لذا قررنا فى البداية العبور لمولدوفا ومنها برا إلى رومانيا نظرا لإغلاق المجال الجوى بمولدوفا، لكن سائق التاكسى الذى تولى عملية توصيلنا رفض التوجه لمولدوفا وقال سنذهب إلى رومانيا.


5 ساعات هى مسافة الطريق إلى الحدود الرومانية لم نكن نعلم ماذا ينتظرنا، نتواصل مع الأهل قدر الإمكان، نحاول توفير شحن الهواتف، حتى وصلنا إلى أقرب نقطة يمكن أن تصل إليها السيارة، كنا نعلم ما يحدث بالمدن الأوكرانية، ونخشى أن نصاب من شرر الجحيم المتطاير على أوكرانيا كلمات مصطفى عن رحلة الهروب..

ويضيف أن الوصول للأراضى الحدودية يعنى أنهم صاروا فى أمان ، ومهما طال الوقت سيعبرون إلى الضفة الأخرى، وأن حرس الحدود هناك انهى عملية خروجهم سريعا، واستقلوا العبارة مقابل دولار واحد حتى يعبروا إلى رومانيا..

ويشير إلى أن مع وصولهم الأراضى الرومانية فوجئ باستقبال الرومان إليهم وتوفير السلطات والأهالى على السواء الأغذية والملابس الثقيلة وأحيانا الأموال لمن يحتاج، مع توفير أماكن انتظار للسيدات والأطفال..

وعن دور السفارة المصرية، يقول إنها لم تتركهم مطلقا، وأنهم فى البداية حصلوا على تخفيضات كبيرة من الفنادق مقابل بقاء الطلاب بأجر رمزي، قبل أن تزداد الأعداد وينجحوا فى توفير سكن مجانى وملائم لهم، ومن ثم توجت تلك المجهودات بطائرة الإجلاء التى نجحت فى إجلاء 175 مصريا طالبا من هناك..

ووجه الطلاب العائدون رسالة شكر للرئيس السيسي، ووزيرة الهجرة السفيرة نبيلة مكرم، والسفارة المصرية برومانيا من مطار بوخارست لمساعدتهم خلال أيام الأزمة..

ومن العائدين إلى أرض الوطن، مصطفى إسماعيل طالب الفرقة الرابعة بكلية الطب البشري، بدنبرو شرق أوكرانيا، والذى كان مقررا أن يعود لمصر خشية ما يجرى من أحداث وحجز على طائرة كان موعدها فى الثانية مساءٍ إلا أن القصف الروسى سبقه بساعات.


حتى وجودى بالمدينة لم يكن هناك قصف عليها، لكن ما إن انطلقت الحرب فى المدن الأخرى، وجدت مالكة الشقة التى استأجر منها أنا وزملائى تطردنا من المنزل، وتخبرنا بأنها تريد المفتاح الآن لكى تهرب إلى بولندا، وكان السؤال ماذا نفعل لكنها لم تكترث» كلمات مصطفى إسماعيل عن أول اللحظات.


ويقول إنه انتظر لثلاثة أيام بشقة زملاء لهم من مصر وفلسطين، وعلمنا أن السلطات تقول من يتحرك للغرب يتحرك على مسئوليته الشخصية، لذا كان لابد من اتخاذ القرار، تحركنا إلى الحدود الرومانية واستغرقت الرحلة 18 ساعة تقريبا..

سيطر علينا الإجهاد البدنى والذهنى وتملكنا تماما وسط حرارة منخفضة وأجواء باردة، حتى وصلنا الحدود وهناك انتظرنا مرة أخرى، نظرا لوصول الكثيرين معنا، وكان حرس الحدود يأخذ مجموعة ثم ينتظر وهو ما أطال وقت انتظارنا» مصطفى يتحدث عن معاناة رحلته حتى النجاة.

إقرأ أيضاً|الطلاب المصريون العائدون من أوكرانيا يشكرون الرئيس السيسي

 

 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة