يوسف القعيد
يوسف القعيد


يحدث فى مصر الآن

المركز القومى للبحوث الاجتماعية

يوسف القعيد

الخميس، 03 مارس 2022 - 09:30 م

دعتنى الدكتورة إحسان سعيد المشرفة على بحث: معالجة الدراما التليفزيونية لقضايا الريف، لحضور ندوة ربما كانت الأولى فى مصر لمناقشة خطة البحث الذى لم يتم إجراؤه بعد.

ولأهمية البحث ولاحتياجنا له كُنتُ بالمركز قبل الموعد. وحضرت الجلسة التى استغرقت ثلاث ساعات. حَضَرَتْ جزءا منها مديرة المركز الدءوبة الدكتورة هالة رمضان.

وكانت معنا الدكتورة نجوى خليل وزيرة التضامن ومديرة المركز السابقة. وأيضاً عدد من الباحثين والدارسين الذين لهم اهتمام بهذا الموضوع. القضية مهمة وتعنينى باعتبارى ريفياً.

لذلك كنتُ أستمع لما يُقال بكل جوارحى.


وعلى الرغم من وجود أبحاث ودراسات سابقة عن الموضوع. إلا أن ورقة الإعداد للندوة العلمية التى ستُعقد لاحقاً لمناقشة هذا الموضوع كانت أكثر من مُهمة وفيها الجديد من الأمور.

وهذا ما يُحسب للمشرفة الدكتورة إحسان سعيد التى اختارت الموضوع بعناية.

ووضعت ورقة العمل له باهتمام من نوع خاص. رغم أنها تعيش فى القاهرة.


ولكنها مثل جميع المصريين الأُصلاء.

تنتمى لواقع اجتماعى يُعد جزءاً من الريف المصرى. ألا وهو مدينة كفر الزيات من محافظة الغربية والقرى المحيطة بها.

حيث تربطها بذلك الواقع صلات تحرص على استمرارها والتواصل من خلالها مع ما يجرى بين الناس هناك. والبحث مهم، وتعود أهميته الشديدة إلى الدور الذى تلعبه الدراما التليفزيونية الجيدة من دورٍ أساسى فى تشكيل وجدان الناس. خاصة أهل الريف منهم. فلا توجد دور سينما ولا مسارح.


وإذا تذكرنا قصة يوسف إدريس الخالدة: أرخص ليالٍ. سنُدرك كم يُشكل الليل فى الريف من كابوس يجعل الإنسان الذى يسكن هناك يعتبر أن قضاء هذا الليل مشكلة المشاكل. الجديد بعد أرخص ليال، هو التليفزيون. الذى دخل بيوتنا فى الريف المصرى. وأصبح هو الوسيلة الوحيدة لقضاء الليل الطويل. خصوصاً قبل وصول الكهرباء إلى الريف. وأعتقد أن هذا حدث فى منتصف ستينيات القرن الماضى.


خطة العمل التى قُدِّمت لنا قالت إن الموضوع الأساسى هو اتجاهات الجمهور نحو ما تعكسه الدراما التليفزيونية من واقع المجتمع. خاصة فى صعيد مصر ووجهها البحرى ومدى تمثيله لها. إن الدراما ربما تقضى الوقت لكنها يمكن أن تترك أثراً سلبياً فى تنميط المجتمع سواء كان الصعيد أو الوجه البحرى وتزييف واقعه. وذلك فى إطار رسم وترسيخ الصورة التى يصنعها مؤلفو الدراما ومخرجوها.


وباعتبارها الوسيلة الوحيدة لقضاء الليل الطويل الذى بلا نهاية. فيجب الاهتمام بها. وربما كانت هذه الدراسة عندما تتم وتكتمل ونجلس لكى نناقشها نضع بذلك أيدينا على مكمن الخطر فى تكوين وجدان سُكَّان الريف المصرى.


أتذكر رمزاً من رموز علم الاجتماع فى مصر: الدكتور سيد عويس الذى خصص المركز قاعة تحمل اسمه. وأتمنى لو تصدرها تمثال له. فهو من مؤسسى علم الاجتماع فى مصر.
 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة