رفعت فياض
رفعت فياض


سطور جريئة

السيسى وقضية التعليم فى مصر

رفعت فياض

الجمعة، 04 مارس 2022 - 08:16 م

لا أعرف كم ساعة ينام فيها الرئيس عبد الفتاح السيسى فى اليوم الواحد عندما أتابع حجم المسئوليات الضخمة التى على كاهله كرئيس دولة سواء فى الشأن الخارجى أو الداخلى، وعندما أجده يقوم بنفسه بزيارة عشرات المشروعات القومية التى يتم إنشاؤها بشكل غير مسبوق فى تاريخ مصر، بل ويزور المشروع الواحد عدة مرات للمتابعة التفصيلية له لكى يتم إنجازه فى أقل وقت.. وبأقل تكلفة.. وبالمواصفات العالمية.


أتابعه ومعى كل المصريين وهو يناقش بعض القائمين على هذه المشروعات فى أدق التفاصيل التى تؤكد أنه ملم بها بشكل لم نعهده من قبل من جانب أى رئيس سابق مما يعطى رسائل للجميع بأن هناك متابعة دقيقة شبه يومية من جانبه بعلم وإحاطة بكل التفاصيل مما قضى على شبهة وجود أى فساد فى أى مشروع يتم تنفيذه  على عكس ما كان يتم قبل ذلك.


تابعنا جميعا الرئيس السيسى وهو يطلق يوم الاثنين الماضى «المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية» نظرا لوجود ثقافات مجتمعية سلبية للأسف لدى الكثيرين تؤثر على جهود الدولة فى مجال التنمية بدءا من الزيادة السكانية غير المرشدة التى تجعلنا فى حاجة إلى إنشاء 40 ألف فصل على سبيل المثال  فى مراحل التعليم المختلفة كل عام لمواجهة هذه الزيادة وبتكلفة تصل إلى 20 مليار جنيه سنويا والتى تضيف أيضا لعدد السكان كل عام ما يزيد عن 2 مليون نسمة وللأسف تكون هذه الزيادة فى الأسر الفقيرة وغير المتعلمة نظرا لفهمها الخاطئ للإنجاب دينيا ومجتمعيا، وهذه الثقافة المجتمعية الخاطئة هى التى دفعتنا كمصريين أيضا أن نبنى على الأرض الزراعية التى نأكل منها، ونهدر ما يقرب من مليون فدان حتى الآن دون أن ندرك أن هذه الأرض التى تكونت على مدار آلاف السنين لن يمكننا تعويضها، ولهذا كان قرار الدولة بتجريم هذا الفعل الذى كان يتم بسبب الثقافة المجتمعية الخاطئة، وبدأت الدولة فى نفس الوقت فى بناء عشرات المدن وتوفير المسكن الملائم لكل من يحتاج سكنا. 


تابعنا الرئيس عند إطلاقه المشروع القومى لتنمية الأسرة المصرية وهو يتحدث عن واقع تعليمنا والذى يقذف لنا كل عام بــ 700 ألف خريج لايحتاج سوق العمل معظمهم لأنهم فى تخصصات إما نظرية مثل الآداب والحقوق والخدمة الاجتماعية أو فى تخصصات عملية لكن ليسوا مؤهلين لمتطلبات الوظائف المطلوبة، والسبب فى ذلك أننا نحن كأولياء أمور لا نهتم سوى بالحصول على الشهادة أى شهادة وبأى وسيلة حتى ولو كان بالغش فى الامتحانات.


وقد ضرب الرئيس مثلا آخر يعبر عن العشوائية التى رصدها من جانبه فى نوعية التعليم الجامعى عندما تم الإعلان عن إعداد مشروع للمبرمجين الذى قد يحقق عائدا للخريج يصل إلى 30 ألف دولار شهريا فى سوق العمل المحلى أو العربى أو الأجنبى والذى يستوعب مايزيد على 100 ألف خريج من هذا البرنامج وكانت الدولة ستتحمل تكلفة إعداد الخريج به، لكن عندما تقدم 100 ألف من كليات الحاسبات والهندسة لاختيار من يصلح منهم لدراسة هذا البرنامج لم ينجح منهم سوى 111 خريج فقط .
نعم الرئيس السيسى يريد لهذه الدولة أن تكون بها جامعات على أعلى مستوى، ومدارس بها تعليم جيد لكننا نحن على أرض الواقع سواء كنا مواطنين أو مسئولين بهذه القطاعات لا نساعده فى تحقيق حلمه لهذا البلد، وإن كان هذا لن يثنيه عن تحقيق حلمه مهما كلفه هذا من جهد وتكلفة . 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة