صورة أرشيفية
صورة أرشيفية


دراسة: الطعام الذي نتناوله سبب أساسي للأمراض

أمنية شاكر

الجمعة، 04 مارس 2022 - 10:19 م

أشارت التقارير الحديثة إلى أن الطعام الذي نتناوله سبب أساسي للإصابة بالأمراض المختلفة، حيث أن من أبرز الأمراض التي تنتشر بشكل كبير حول العالم سببها الأساسي هو سوء التغذية.

يعتمد غالبية سكان العالم على أنظمة الرعاية الصحية الحديثة التي يلعب فيها الطعام دوراً صغيراً نسبياً في علاج الأمراض أو الوقاية منها، وبدلاً من ذلك، جرى تشويه سمعة الطعام إلى حد كبير وتصويره على أنه سبب أساسي لأمراض القلب والأوعية الدموية من خلال الاستهلاك المفرط وسوء التغذية BBC Future.

لكن هناك الآن إجماع على أن النظام الغذائي الصحي قد لا يكون فقط وسيلة لدرء هذه المشاكل الصحية، لكنه قادر أيضاً على علاج الأمراض، تقول ميلاني جين هاوز، رائدة أبحاث في الكيمياء النباتية وعلم العقاقير (دراسة العقاقير من أصل طبيعي) في حدائق كيو للنباتات الملكية في المملكة المتحدة: "يمكن وصف النباتات في واقع الأمر بأنها تشبه الكيميائيين البارعين الذين قاموا بالفعل بالكثير من العمل من أجل البشر".

وتضيف ميلاني: "بدلاً من الاضطرار إلى البدء من الصفر لتصنيع دواء جديد، وهو الأمر الذي قد يتطلب الكثير من الوقت والجهد والكثير من الموارد الكيميائية، يمكن أن يكون من الأفضل استخدام مادة كيميائية نباتية كمادة أولية لتصميم وتطوير الدواء، وهو ما يؤدي إلى تقليل الخطوات المستخدمة في إنتاج هذا الدواء".

وقد تكون الاكتشافات الأولى لبعض المواد الكيميائية في النباتات الصالحة للأكل والتي كانت السبب وراء تطوير عقاقير جديدة قد حدثت بشكل عرضي أو عن طريق الصدفة في بعض الحالات، أو بناءً على كيفية استخدام هذه النباتات بشكل تقليدي، لكن حدوث ذلك في المحاصيل الصالحة للأكل على نطاق واسع يمكن أن يساعد العلماء في الحصول على هذه المواد الكيميائية بسهولة أكبر.

ويقول داريوش مظفريان، عميد كلية فريدمان لعلوم وسياسات التغذية بجامعة تافتس في ماساتشوستس بالولايات المتحدة: "أود أن أُعرّف 'الغذاء كدواء' على أنه دمج الغذاء والتغذية في نظام الرعاية الصحية، يقول العلم بوضوح شديد إنه يمكن القيام بذلك لكل من علاج الأمراض والوقاية منها.

ويعتبر الغذاء والتغذية السبب الرئيسي لسوء الصحة في كل بلد تقريبًا في العالم، ومع ذلك، فإن أنظمة الرعاية الصحية ومناقشات الرعاية الصحية وطرق تمويل الرعاية الصحية تتجاهل هذا إلى حد كبير".

ولكن العلماء يكتشفون أيضاً طرقاً لاستخدام الطعام لتغيير مسار المرض، من خلال تقديم وجبات مصممة طبياً للمرضى المصابين بأمراض مزمنة، أو وصف منتجات معينة لأولئك الذين يعانون من حالات حساسة لبعض النظم الغذائية، مثل مرضى السكري أو السمنة أو ارتفاع ضغط الدم.

ولقد ثبت أن تقديم وجبات تتوافق مع الاحتياجات الغذائية لمرضى السرطان وفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) والسكري، على سبيل المثال، أدى إلى خفض حالات الدخول اللاحقة إلى المستشفى إلى النصف تقريباً لأولئك الذين يتلقون نظاماً غذائياً مخصصاً لهم، كما أدى إلى تقليل تكاليف الرعاية الصحية الإجمالية بنسبة تصل إلى 16 في المئة.

ويُجري الباحثون في الولايات المتحدة تجارب توصف خلالها أطعمة طازجة مختارة بعناية لمرضى السكري من النوع الثاني والأمهات ذوات الدخل المنخفض، وهو نهج أصبح يُعرف باسم "المزرعة"، للمساعدة في تحسين صحتهم. وتضم العديد من المستشفيات أخصائي تغذية متخصصين من بين الموظفين للمساعدة في تحسين تعافي المرضى من خلال تغذية أفضل، لكن مفهوم استخدام الطعام كدواء يمكن أن يكون له تأثير أوسع بكثير على صحة الإنسان أيضاً.

اقرأ أيضا | ماحكم إخراج الكفارة في صورة طعام جاف أو مطبوخ؟ الإفتاء تُجيب 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة