آمال المغربى
آمال المغربى


عين على الحدث

العنصرية تُلاحق اللاجئين !

آمال المغربي

الأحد، 06 مارس 2022 - 09:24 م

هل الحرب تظهر أسوأ ما فى البشر أم تعكس ما بداخلهم؟ تساؤلات طرحتها مجريات الغزو الروسى لأوكرانيا وما صاحبها من أحداث تمثلت فى خروج عدد من اللاجئين الأوكرانيين إلى حدود بولندا المجاورة؛ خوفًا من أهوال الحرب، وما صدر من تعليقات من الصحفيين والسياسيين الغربيين على الموقف من وجهة نظر عنصرية بحتة، تباكوا فيها على وضع أوكرانيا، البلد المتحضر الذى ما يجب أن يتعرض لحروب مثل التى تتعرض لها دول أخرى مثل سوريا والعراق؛ لأنهم أوربيون وذوو شعر أصفر وعيون زرقاء. فقد وصف تشارلى داغاتا، كبير مراسلى شبكة سى بى إس نيوز الأمريكية، الأسبوع الماضى، أوكرانيا بأنها ليست «مثل العراق وأفغانستان، فهى دولة متحضرة نسبيًا»، ما يعنى أن «الأوكرانيين على عكس كل الشعوب التى ابتليت بالحرب يستحقون تعاطفًا أكثر».


لم يكن داجاتا، الصحفى الوحيد، الذى رأى محنة الأوكرانيين من خلال مصطلحات عنصرية. فقد قال صحفى فى قناة ITV البولندية: «لقد حدث لهم الآن ما لا يمكن تصوره.. أوكرانيا ليست دولة نامية من العالم الثالث.. هى أوروبا!» كما لو كانت الحرب دائمًا وإلى الأبد روتينًا عاديًا يقتصر على دول العالم الثالث.. وقال نائب المدعى العام السابق لأوكرانيا: «إنه أمر مؤثر للغاية بالنسبة لى أن أرى أوروبيين بعيون زرقاء وشعر أشقر.. يُقتلون كل يوم». وأيضًا قول الصحفى فيليب كوربى: «نحن لا نتحدث هنا عن فرار سوريين من قصف النظام

السورى، نحن نتحدث عن الأوروبيين الذين يغادرون فى سيارات تشبه سياراتنا لإنقاذ حياتهم». وأيضاً ما كتبه دانييل حنان فى صحيفة التلجراف: «الأوكرانيون يبدون مثلنا كثيرًا.. هذا ما يجعل الأمر صادمًا للغاية.. أوكرانيا بلد أوروبى.. يشاهد مواطنوها مواقع نتفلكس ولديهم حسابات على إنستجرام، ويصوتون فى انتخابات حرة ويقرأون الصحف غير الخاضعة للرقابة.. لم تعد الحرب شيئًا يتعرض له الشعوب الفقيرة والبعيدة فقط».
التعليقات تحمل عنصرية خبيثة تتغلغل فى تغطية حرب اليوم وتتسرب إلى الشعوب مثل وصمة عار لا تزول.. وتحمل معنى ضمنيًا واضحًا يقول إن الحرب حالة طبيعية للأشخاص الملونين، بينما مفروض أن تكون بعيدة عن البيض.


العنصرية التى ظهرت بوجهها القبيح فى أحداث أوكرانيا لم تقتصر على الكلام فقط بل تعرض لاجئين - معظمهم من الأفارقة والعرب والآسيويين - للتمييز والانتهاكات العنصرية أثناء محاولتهم الفرار من أوكرانيا من جانب الأوكرانيين. وأيضًا من جانب حرس الحدود البولنديين لمن لم تتم معاملتهم باحترام ولم يسمح لهم بدخول البلاد مثل الأوكرانيين، وبالتالى منعهم من العبور إلى بر الأمان حتى إن دولًا مثل نيجيريا اشتكت من منع الطلاب الأفارقة داخل أوكرانيا من الوصول للمعابر».


لا يزال مئات الطلبة من أصول أفريقية وعربية عالقين بمناطق عبور على الحدود الأوكرانية البولندية، حيث يصعب عليهم مغادرة البلاد.

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة