عصــام السـباعى على أبواب عبـــــور جديد
عصــام السـباعى على أبواب عبـــــور جديد


على أبواب عبـــــور جديد

عصام السباعي

الإثنين، 07 مارس 2022 - 12:29 م

الشعب المصرى العظيم، نجح بجدارة وبدرجة تصل إلى الإعجاز فى عبور محن ومخاطر كبيرة خلال العشر سنوات الماضية، ويمكن تلخيص ما فات فى ثلاث كلمات «إنقاذ الدولة المصرية»، وبدلا من أن يتواصل دفعها إلى الهاوية، نجح المصريون فى الوقوف بثبات فى مواجهة قوى الشر وأذنابها، كما نجحوا فى تنفيذ أكبر وأضخم خطة للتنمية الشاملة.

وحققوا نجاحات كبيرة مكنتنا من تجاوز الأزمة العالمية لوباء كورونا، وجاءت الحرب الروسية فى أوكرانيا لتفرض تحديات من نوع جديد، تعمق من جراح النظام الاقتصادى العالمى، وحركة النقل الدولى، وتزيد من حالة الاستقطاب السياسى والمالى.

وتشعل النار فى الأسواق وخاصة أسواق الطاقة والسلع الأساسية، المؤكد أن القاهرة أرسلت الإشارات التى تؤكد استمرارها فى خطط التنمية الشاملة باعتبارها أفضل طريق لمواجهة التحديات التقليدية والمستجدة، والمؤكد أن هناك قرارات مهمة يجب أن يتخذها الجميع قيادة وشعبا ومؤسسات، وأن يتعاون الجميع ويكون الكل يدا واحدة من أجل عبور تلك المرحلة التى لا يعلم أحد متى ستنتهى زمنيا ولا تأثيرا، والرهان كبير على ذلك الشعب الذى لم يصادف تحديا إلا تجاوزه، ولا عائقا مهما كان إلا وعبره،  بكثير من العرق والعمل والابتكار وبمزيد من الصبر والأمل والإيمان بالغد الأفضل القادم بإذن الله.


 ومن أكبر الملفات أهمية فى رأيى هو ملف الخبز المدعم، ولا أعتقد أن هناك مشكلة فى الاحتياطى الاستراتيجى من القمح خاصة أن الموسم الجديد سيبدأ خلال أسابيع،  ولكن المشكلة ستكون فى زيادة تكلفة رغيف العيش، فقد كانت قبل الحرب الأوكرانية حوالى 65 قرشا، وارتفعت بعدها إلى 80 قرشا، والمواطن يدفع 5 قروش فقط وهو السعر المستمر منذ عام 1988، فى وقت كانت تكلفة الرغيف 17 قرشا، المؤكد هنا أن الدولة لن تمس أبداً الفئات الأكثر احتياجًا.

وما أراه هو ضرورة تنقية المندسين وسط أصحاب الاحتياج بل ومعاقبتهم، والعمل على ضمان وصول الدعم لمستحقيه فلا يعقل أن هناك 72 مليون مواطن يحصلون على الرغيف المدعم بنسبة 70٪ من الشعب.  

وأعتقد أننا وصلنا لدرجة يمكن معها التحول إلى الدعم النقدى وفق قوائم تكافل وكرامة،  والأهم إعادة النظر فيما يسمى بـ«فارق نقاط الخبز»، فلم يدخل عقلى أبدا أن من لا يحصل على نصيبه من الخبز، يحصل على 10 قروش مقابل كل رغيف بحجة أنه قام بترشيد الاستهلاك.

ويتم تجميعها نهاية الشهر ليحصل المواطن على سلع حرة خارج قائمة سلع المنظومة التموينية فى الشهر التالى، التى تتضمن نسكافيه وكاتشب ولحوما ودواجن وغيرها، ويجب أن يتم وضع منظومة جديدة تماما تتعامل مع الرغيف المدعم باعتباره «مال عام»، ويتوقف فورا ذلك «الفارق»، وتحويل الدعم العينى إلى نقدى، ولا أريد أن أقول بضرورة أن يتوقف استحقاق الدعم عند ثلاثة أبناء، فليس ذنب الشعب كله أن فلانا ينجب أكثر ليغرق بالآخرين الذين معه فى نفس مركب الوطن، الذين هم أنا وأنت فى كل المحافظات، ربما أكون مخطئا فى تلك المقترحات، وربما يختلف معى البعض فى معقوليتها.

ولكن يجب مناقشة أى اقتراح يحفظ للاقتصاد المصرى استقراره والحفاظ على مكتسباته، ومحاولة تحقيق هدفه فى زيادة معدل التنمية، وخفض العجز الكلى إلى 6.7٪ فى الموازنة العامة للعام المالى الحالى، وإلى 6٪ فى الموازنة الجديدة، والشعب الذى حقق المعجزة الاقتصادية التى أشاد بها كل العالم، قادر على الاستمرار فى نجاحاته، ولكن بشرط العمل والعرق والصبر .

 

نهايته ليست حلوة!

زمان وقبل حوالى 40 عاما، أصابتنى الدهشة أنا وصديقى وزميل دفعتى الأستاذ علاء عبدالهادى، الكاتب المميز رئيس تحرير كتاب اليوم وأخبار الأدب، لأن تلك الأستاذة الأديبة الكبيرة لم تكن قد سمعت بقصة «أهل الكهف»، ولم تعرف أنها مذكورة فى القرآن.

ومرت السنون واكتشفت أن هناك كثيرا مثلها من «الكبار» الذين يقعون فى أخطاء ساذجة، عند تناولهم لأى قضية دينية، أو عند ترديدهم  كلاما غير صحيح،  أو هؤلاء الذين يفتحون الباب أمام نشر الإلحاد فى المجتمع، ويشككون الناس فى دينهم ومعتقداتهم.

وهناك من ردد قول أحدهم: «العرب لم يكونوا بحاجة إلى الإسلام  ليعرفوا التوحيد»، وربما يرون أيضا أن المصريين ليسوا بحاجة إلى الإسلام من أجل أن ينهضوا ويتقدموا.

ولا أدرى من أين وصلتهم تلك القناعة وتلك البجاحة، بحيث ينتقدون أى شيء فى خطاب إلحادى أحادى، ولا يفضلون أبدا أى حوار حول ما يطرحونه من دجل، وهى غالبا ما تكون مصطنعة ليس لها أساس من الحقيقة، وتنهار بمجرد مناقشتها علميا، ما أريد أن أقوله لهؤلاء ومن يفتحون الباب لهم: إن الإلحاد  نهايته دائما انتحار وهباب وحساب وعذاب! 

رسالة إلى الأستاذ هانى!

زميلى  وابن دفعتى فى كلية الإعلام المبدع الأستاذ محمد هانى الذى لطالما تجمعنا أنا وهو على نغمات عود زميلنا الناقد الفنى أشرف غريب، عرفت بالصدفة أنه المشرف العام على برنامج حديث القاهرة،  قد قال: «إبراهيم عيسى مقدم البرنامج، كاتب وباحث ومفكر قال ما لديه، ومن حق أى إنسان أن يرد عليه بالطريقة نفسها، هو استخدم حقه بأن يقول ما لديه ككاتب وباحث ومفكر». ولا أعتقد أن واحداً ينطبق عليه ذلك الكلام.

ويكتب مثلا فى مقدمة روايته «رحلة الدم» أن جميع شخوص روايته حقيقية، وكل أحداثها تستند لوقائع وردت فى المراجع التاريخية التى عددها ومن بينها كتاب «المصاحف» للسجستانى، وهو رجل قال عنه والده.

وقد كان هو الآخر عالما كبيرا  «ابنى كذاب»،  أو كتاب تاريخ الرسل والملوك» للطبرى الذى قال مؤلفه نفسه فى نهاية المقدمة: «فما يكن فى كتابى هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين مما يستنكره قارئه، أو يستشنعه سامعه، من أجل أنه لم يعرف له وجهًا فى الصحة.

ولا معنى فى الحقيقة، فليعلم أنه لم يؤت فى ذلك من قِبلنا، وإنما أتى من قِبل بعض ناقليه إلينا، وإنا إنما أدينا ذلك على نحو ما أدى إلينا»، أى أنه قد نقل لنا ما يحتمل صدقه أو كذبه، عموما هناك معيار وحيد لكشف الحقيقة، وهو الموضوعية، بحيث يتم طرح القضية مع جميع أطرافها، وكنت أتمنى أن يفعل البرنامج ذلك ويستضيف شيخا فى حجم الدكتور أسامة الأزهرى لتأكيد  تلك الموضوعية، وهنا سنعرف قيمة وحجم  ذلك الكاتب والباحث والمفكر! 

بوكس

رأس مال أى كاتب هو موضوعيته ومصداقيته،  ويكفينى ذلك البوست الذى كتبه الدكتور يوسف زيدان  ذات يوم على صفحته  فى «فيسبوك» يقول فيه: «شكراً أ.عصام السباعى، مرتين.. مرةً لأنك مُنصف، ولم يمنعك عن الإنصاف أننا مختلفان حول بعض النقاط، ومرةً لأنك دليل على أن صحافتنا لايزال فيها من يحترم القيم الخلقية، ويبحث ويوثق قبل أن يكتب».. يا سادة بينى وبينكم «الموضوعية  والصدق»!

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة