الثلاثاء، 08 مارس 2022 - 05:20 م

يختتم غدًا مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية دورته الحادية عشرة، التى ازدحمت بقضايا وبرامج وفعاليات عديدة ومختلفة، وحاول المهرجان أن تتسع أيامه المحدودة لطموحاته الواسعة، وكالعادة نجح فى تحقيق القدر الأكبر منها وبقدر ما تسمح به إمكاناته المادية المحدودة أيضا.

تفرض طبيعة المهرجان عليه تحديات كبيرة، ولذلك أضاف لدورته الحالية برامج ومسابقات وندوات وحلقات نقاشية مهمة، من بينها مسابقة «إعادة اكتشاف مصر» التى استحوذت على اهتمام مذهل من الجمهور، وخلقت حالة منشودة من التواصل بين المهرجان وأهل الأقصر الذين حرصوا على المشاركة ليس فى المسابقة فقط ولكن فى كل فعاليات المهرجان، وهو أهم ما تحقق فى الدورة الحادية عشرة.

تسابق عدد ضخم من الجمهور فى تصوير مقطع فيديو لأحد الأماكن السياحية غير المشهورة والتى تم نشرها على هاشتاج إعادة اكتشاف مصر، وقدم المهرجان للفائزين أسبوع إقامة فى الفندق الذى يحتضن الدورة الحالية لحضور كل الفعاليات.

وللمرة الأولى أيضا، أطلق المهرجان مشروع «فاكتورى» لدعم المخرجات الأفريقيات، وهو أهم الجديد فى الدورة الحالية، وتم اختيار عشرة مشروعات لأفلام تسجيلية طويلة تنتظر اكتمال الدعم المادى لإنجازها، وقدم المشروع الذى تشرف عليه المخرجة الشابة كوثر يونس ورشة تدريبية لمخرجات المشروعات المختارة شارك فيه كل من المخرجات الجزائرية الأمريكية إيمان بونايف والأمريكية تريسى كاميرون والمصرية الفرنسية جيهان الطاهرى والمصريتين هالة جلال ومى جمال.

عرض المهرجان عدداً كبيراً من الأفلام الأفريقية والمصرية تنوعت بين الروائى الطويل والقصير والتسجيلى، وكان اللافت للنظر، خاصة فى الأفلام الروائية الطويلة تطور السينما الأفريقية وتفوقها شكلا ومضمونا، لتترك لنا الماضى نفخر به ونتعالى فلا نغادره، وتنطلق هى لآفاق بعيدة تجاوزتنا كثيرا بكل أسف!.

أما الأفلام التسجيلية فكان أهم ما يميزها القضايا التى اختارها صناعها والتى تروى بوضوح تاريخ طويل وميراث ضخم من الاستغلال للقارة السمراء ونهب ثرواتها ومواردها حتى لم يبق غير الفقر والمرض والشقاء لأبناء القارة، مثل «الذهب أو المال» لإريك ريفو وهو مخرج فرنسى مالى، كما رصدت بعض الأفلام عقوداً من القهر والعبودية عاشتها القارة السمراء.

أبرزها  فيلم «كاسونجو» للمخرجة ناعومى آرازى من لبنان والمخرج جورج سينجا من مدغشقر و«نجمة الصباح» لنانتيناينا لوفا من مدغشقر، وتأتى مسابقة الأفلام القصيرة عكس المتوقع، فكثيرا ما تتفوق الأفلام القصيرة فى معظم المهرجانات، لكن كانت هى الأقل حظا هنا، أفلام مبتورة لم يكن بينها المتميز حقا ولا حتى ما يلفت الانتباه!.

على كل الأحوال فى انتظار إعلان الجوائز غدا، وتعلن فى حفل الختام الذى يقام السادسة مساء بقصر ثقافة مدينة الأقصر بحضور صناع السينما المصرية والأفريقية ومحافظ الأقصر ورئيس المهرجان سيد فؤاد ومديرته عزة الحسينى.

اقرأ أيضا | ميرفت كمون تٌقدم تجربة «شادي عبد السلام» من مهرجان الأقصر للسينما الأفريقية