جلال عارف
جلال عارف


في الصميم

«العائدون من أوكرانيا»..!!

جلال عارف

الأربعاء، 09 مارس 2022 - 05:44 م

بعد كل حرب نقول إن العالم سوف يستوعب الدرس. تأتى الحرب التالية فتتكرر نفس الأخطاء ونشهد نفس الكوارث!
مازلنا نذكر "العائدين من أفغانستان" بعد الحرب تحت رعاية المخابرات الأمريكية، وكيف عاثوا فى الأرض فسادا وإرهابا لسنوات طوال! ومازلنا نعايش جرائم "العائدين من العراق وسوريا" بعد أن تحولوا لأدوات فى يد القوى الأجنبية ليحاربوا معاركها بالوكالة على الأرض العربية ولكى ينشروا الدمار والخراب فى العديد من الأقطار العربية. ويبدو أن هناك سؤالا بدأ يطرح نفسه مبكرا مع بداية الحرب فى أوكرانيا وهو: هل سنشهد تجربة مريرة جديدة تكون هذه المرة مع "العائدين من أوكرانيا"؟!

مع بداية الحرب كان هناك نداء بطلب المتطوعين الأجانب لمواجهة الغزو، ثم كان الإعلان الرسمى عن تكوين فيلق أجنبى تقدم له عشرون ألف متطوع منهم بضعة آلاف من الأمريكيين الذين سبق لهم القتال فى العراق وأفغانستان. فى المقابل كان هناك حديث عن مقاتلين شيشان يقاتلون إلى جانب الروس.
 الآن.. أصبح الحديث الأخطر هو عن وجود أعداد كبيرة من الميليشيات والمرتزقة القادمين من دول عديدة منها دول بالشرق الأوسط وآسيا. ويبدو أن المسار الذى أوصل ألوف المرتزقة قبل سنوات ليشاركوا فى تدمير سوريا، ثم نقلهم بعد ذلك للمشاركة فى تدمير ليبيا هو نفس المسار الذى ينقلهم الآن إلى أوكرانيا.. وبنفس الشروط ونفس التسعيرة، وكأن أحدا لا يريد أن يتعلم من أخطاء الماضى!

فى حوار على إحدى القنوات التليفزيونية العالمية كان أحد المعلقين يرد على المخاوف من وجود ميليشيات المرتزقة فى الحرب مؤكدا أن أوروبا قادرة على "تنظيف" ساحتها منهم بعد الحرب!! وهو رد يعكس الاعتراف بأننا أمام الجانب "القذر" فى الحرب، كما يعكس قدرا من الاستهانة بالخطر يتجاهل أن أوروبا مازالت ترفض عودة الآلاف من مواطنيها وزوجاتهم وأطفالهم وتتركهم فى معسكرات إيواء تحت حراسة الأكراد وغيرهم فى سوريا منذ سنوات!!

هذه المرة اللعبة أخطر، واللاعبون هم القوى الأكبر على الساحة العسكرية "روسيا وأمريكا والناتو" والساحة هى أوروبا، والرعب النووى يدفع الجميع لمحاصرة الحرب وعدم تحولها لحرب عالمية شاملة. القوى الرئيسية ـ حتى الآن ـ تحاول تجنب الصدام المباشر بينها.. لكن هذا لا ينبغى أن يكون مبررا لإدخال الميليشيات والمرتزقة فى هذه اللعبة الخطرة. من جاءوا بالميليشيات والمرتزقة لساحة الحرب فى العراق وأفغانستان وسوريا كانوا يتوهمون أيضا أنهم قادرون على "تنظيف" الساحة بعد انتهاء المهمة.. انظروا ماذا كانت النتيجة؟!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة