رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين
 رئيسة المفوضية الأوروبية أورزولا فون دير لاين


المفوضية الأوربية: نعمل على استمرار توفير الطاقة ونسعي للاستغناء عن روسيا 

حامد عبدالحليم

الجمعة، 11 مارس 2022 - 04:54 م

قالت رئيسة المفوضية الأوروبية، أورزولا فون دير لاين، إننا سنعمل على استمرار توفير الطاقة للمواطن الأوروبي وسنسعى للاستغناء عن روسيا.

أدانت المفوضية الأوروبية، اليوم الجمعة 11 مارس، قصف مستشفى ولادة وأطفال في مدينة "ماريوبول" الأوكرانية، موضحة أن هذا القصف هو الأحدث في سلسلة الفظائع المرتكبة ضد الأطفال، وجددت دعوتها لحماية الأطفال في أوكرانيا

وذكرت المفوضية في بيان نشرته عبر موقعها الرسمي، حول هذا الشأن "أن لكل طفل الحق في أن يكبر في بيئة سلمية وآمنة، وأن يتعلم ويكون لديه آفاق لمستقبل أفضل، ويجب أن يكون الأطفال في أوكرانيا في المدارس والملاعب، ولكن بدلًا من ذلك، فإنهم محاصرون في ملاجئ هربًا من القنابل، ويتعرضون لخوف ورعب لا يمكن تصوره، والصواريخ الروسية تحلق فوق رؤوسهم، وقد عانى الآلاف من أولئك الذين يعيشون في شرق أوكرانيا بالفعل من هذه المعاناة منذ عام 2014".

اقرأ أيضًا:الكرملين: الناتو يحشد قواته بالقرب من حدودنا الغربية

وأضاف البيان "دعونا لا ننسى الأطفال الذين أجبروا على الهروب من الهجمات وترك كل شيء ورائهم، حيث فر أكثر من مليوني شخص من الهجمات الوحشية نصفهم من الأطفال الذين تم انتزاعهم من منازلهم أو مدارسهم أو مراكز رعاية الرضع منهم، وتقطعت بهم السبل في بلدان أجنبية، وتعرضوا لصدمات نفسية، ولن يتمكنوا من الوصول الفوري إلى التعلم".

وتابع بيان المفوضية الأوروبية "أن الأكثر عرضة للخطر هم الأطفال غير المصحوبين بذويهم الذين انفصلوا عن والديهم في خضم هذه الفوضى، أو اليتامى، وكذلك المعوقون والمودعون في مؤسسات الرعاية، والذين غالبًا ما يُمنعون من البحث عن مأوى أو يتم إجلاؤهم، ويجب حماية جميع الأطفال في أوكرانيا، وتزويدهم بملاذ آمن، بما في ذلك الوصول العشوائي إلى الخدمات الأساسية والمنقذة للحياة والتعليم".

ودعت المفوضية أخيرًا إلى ضرورة إنشاء ممرات إنسانية حقيقية لإخلاء الفئات الأكثر ضعفًا، بما في ذلك الأطفال المحاصرون في المدن والتي تدمر أغلبها ولا يستطيع سكانها الحصول على المياه والكهرباء والتدفئة، ومع توقع انخفاض درجات الحرارة إلى أقل من ذلك، يجب أن نسمح لأطفال أوكرانيا بالفرار إلى بر الأمان، ونوفر لهم الدفء والطعام والحماية، بحسب البيان.

وعلى الأرض، تتواصل العملية العسكرية الروسية في الأراضي الأوكرانية لليوم السادس عشر على التوالي، منذ بدايتها في 24 فبراير المنصرم.

واكتسب الصراع الروسي الأوكراني منعطفًا جديدًا فارقًا، في 21 فبراير، بعدما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاعتراف بجمهوريتي "دونيتسك" و"لوجانسك" جمهوريتين مستقلتين عن أوكرانيا، في خطوةٍ تصعيديةٍ لقت غضبًا كبيرًا من كييف وحلفائها الغربيين.

وفي أعقاب ذلك، بدأت القوات الروسية، فجر يوم الخميس 24 فبراير، في شن عملية عسكرية على شرق أوكرانيا، ما فتح الباب أمام احتمالية اندلاع حرب عالمية "ثالثة"، ستكون الأولى في القرن الحادي والعشرين.

وقال الاتحاد الأوروبي إن العالم يعيش "أجواءً أكثر سوادًا" منذ الحرب العالمية الثانية، فيما فرض الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة حزمة عقوبات ضد روسيا، وصفتها رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين بأنها "الأقسى على الإطلاق".

ومع ذلك، فإن الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي "الناتو" يصران حتى الآن على عدم الانخراط في أي عملية عسكرية في أوكرانيا، كما ترفض دول الاتحاد فرض منطقة حظر طيران جوي في أوكرانيا، عكس رغبة كييف، التي طالبت دول أوروبية بالإقدام على تلك الخطوة، التي قالت عنها الإدارة الأمريكية إنها ستتسبب في اندلاع "حرب عالمية ثالثة".

وفي غضون ذلك، قال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف، في وقتٍ سابقٍ، إن اندلاع حرب عالمية ثالثة ستكون "نووية ومدمرة"، حسب وصفه.

وعلى مسرح الأحداث، قالت وزارة الدفاع الروسية، في بداية العملية العسكرية، إنه تم تدمير منظومة الدفاع الجوي الأوكرانية وقواعدها وباتت البنية التحتية لسلاح الطيران خارج الخدمة.

ولاحقًا، أعلنت الدفاع الروسية، يوم السبت 26 فبراير، أنها أصدرت أوامر إلى القوات الروسية بشن عمليات عسكرية على جميع المحاور في أوكرانيا، في أعقاب رفض كييف الدخول في مفاوضات مع موسكو، فيما عزت أوكرانيا ذلك الرفض إلى وضع روسيا شروطًا على الطاولة قبل التفاوض "مرفوضة بالنسبة لأوكرانيا".

إلا أن الطرفين جلسا للتفاوض لأول مرة، يوم الاثنين 28 فبراير، في مدينة جوميل عند الحدود البيلاروسية، كما تم عقد جولة ثانية من المباحثات يوم الخميس 3 مارس، فيما عقد الجانبان جولة محادثات ثالثة في بيلاروسيا، يوم الاثنين 7 مارس. وانتهت جولات المفاوضات الثلاث دون أن يحدث تغيرًا ملحوظًا على الأرض.

وقال رئيس الوفد الروسي إن توقعات بلاده من الجولة الثالثة من المفاوضات "لم تتحقق"، لكنه أشار إلى أن الاجتماعات مع الأوكران ستستمر، فيما تحدث الوفد الأوكراني عن حدوث تقدم طفيف في المفاوضات مع الروس بشأن "الممرات الآمنة".

وقبل ذلك، وقع الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، في 28 فبراير، مرسومًا على طلب انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي، في خطوةٍ لم تجد معارضة روسية، مثلما تحظى مسألة انضمام كييف لحلف شمال الأطلسي "الناتو".

وقال المتحدث باسم الكرملين الروسي ديمتري بيسكوف إن الاتحاد الأوروبي ليس كتلة عسكرية سياسية، مشيرًا إلى أن موضوع انضمام كييف للاتحاد لا يندرج في إطار المسائل الأمنية الإستراتيجية، بل يندرج في إطار مختلف.

وعلى الصعيد الدولي، صوّتت الجمعية العامة للأمم المتحدة، يوم الأربعاء 2 مارس، على إدانة الحرب الروسية على أوكرانيا، بموافقة 141 دولة على مشروع القرار، مقابل رفض 5 دول فقط مسألة إدانة روسيا، فيما امتنعت 35 دولة حول العالم عن التصويت.

وفي الأثناء، تفرض السلطات الأوكرانية الأحكام العرفية في عموم البلاد منذ بدء الغزو الروسي للأراضي الأوكرانية.

وكانت روسيا، قبل أن تبدأ في شن عملية عسكرية ضد أوكرانيا، ترفض بشكلٍ دائمٍ، اتهامات الغرب بالتحضير لـ"غزو" أوكرانيا، وقالت إنها ليست طرفًا في الصراع الأوكراني الداخلي.

إلا أن ذلك لم يكن مقنعًا لدى دوائر الغرب، التي كانت تبني اتهاماتها لموسكو بالتحضير لغزو أوكرانيا، على قيام روسيا بنشر حوالي 100 ألف عسكري روسي منذ أسابيع على حدودها مع أوكرانيا هذا البلد المقرب من الغرب، متحدثين عن أن "هذا الغزو يمكن أن يحصل في أي وقت".

لكن روسيا عللت ذلك وقتها بأنها تريد فقط ضمان أمنها، في وقت قامت فيه واشنطن بإرسال تعزيزات عسكرية إلى أوروبا الشرقية وأوكرانيا أيضًا.

ومن جهتها، اتهمت موسكو حينها الغرب بتوظيف تلك الاتهامات كذريعة لزيادة التواجد العسكري لحلف "الناتو" بالقرب من حدودها، في وقتٍ كانت روسيا ولا تزال تصر على رفض مسألة توسيع حلف الناتو، أو انضمام أوكرانيا للحلف، في حين تتوق كييف للانضواء تحت لواء حلف شمال الأطلسي.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة