لطيفة النادي.. أول سيدة تقود طائرة في العالم العربي
لطيفة النادي.. أول سيدة تقود طائرة في العالم العربي


لطيفة النادي.. أول سيدة تقود طائرة في العالم العربي

هناء حمدي

الجمعة، 11 مارس 2022 - 05:30 م

حاربت التقاليد لتكون حرب بطعم الانهزام للجميع ولكنها لم تستسلم يوما ونجحت في تغيير الواقع، وأثبتت للعالم أن المرأة المصرية قادرة على التواجد في الصفوف الأولى لأي تحدي، كما أنها قادرة على النجاح فمنذ تقدمها للمظاهرات في ثورة 1919 ودورها في قيام المجتمع وهي لم تتوقف يوما حتى اقتحمت جميع المجالات لتكون جديرة وعن حق بإبهار العالم.

 

إبهار ليس جديدا ولكن حققته المرأة المصرية منذ عشرات السنين وهي تتحدى كل العقبات لتكون أولى معاركها على يد سيدة اقتحمت مجال الطيران لتكون أول مصرية وعربية تقود طائرة والثانية عالميا في وقت كان تعليم المرأة ليس ضروريا في نظر البعض لتتحدى الجميع وتفتح الأبواب لغيرها من السيدات القادرات، ومن هنا نجحت لطيفة النادي في أن تصبح أول كابتن طيار مصرية وعربية.

 

شهد عام 1907 على ولادة لطيفة النادي، تلك الفتاة المصرية التي تمكنت من التحدي لتكون رمز الكفاح من أجل تحقيق الأحلام؛ حيث ولدت لأسرة تنتمي إلى الطبقة المتوسطة لأب يعمل موظفا في المطبعة الأميرية والذي شجعها على الالتحاق بالتعليم النظامي شأن عدد صغير من الفتيات اللاتي التحقن بالتعليم في ذلك الوقت.

 

وأثناء فترة تعليمها المتوسط سمعت «لطيفة» عن حلم الطيران الذي ظل يراودها على مدار سنوات تتمنى أن تكون جزءا مميزا من هذا الحلم لتحلق بخيالها في سماء الأمنيات ولكنها لم تستمر في الخيال كثيرا بل حولت الحلم إلى واقع عندما قررت الالتحاق بمدرسة مصر للطيران في ألماظة والتي تم تأسيسها عام 1932.

 

تخطت لطيفة كافة المعوقات والتي بدأت بضرورة الحصول على موافقة الأهل ورغم أن والدها كان داعما لها إلا أن أحلام الفتيات في ذلك الوقت كان لها حدود وحلم الطيران لم يكن ضمن هذه الحدود.

 

فكان الحل دائما ما يكمن عند المرأة المصرية المساندة والداعمة لأحلام أبنائها؛ حيث ذهبت والدتها معها وأعلنت موافقتها على التحاق ابنتها لمدرسة الطيران ليأتي العائق الآخر هو تأمين نفقات المدرسة ولكنها تمكنت أيضا من تخطيه؛ إذ عملت سكرتيرة في المدرسة لسداد النفقات.

 

وبعد 6 شهور من الدراسة تلقت فيها 67 ساعة تدريبية على يد معلمين طيران أجانب ومصريين، حصلت «لطيفة» عام 1933 على إجازة الطيران لتكون أول امرأة في مصر والعالم العربي تحصل على رخصة الطيران والثانية عالميا بعد الأمريكية أميليا إير هارت تقود طائرة بمفردها.

 

لم تتوقف لطيفة عند هذا الحد بل أرادت استكمال تسجيلها نجاحا عالميا بمشاركتها في مسابقة للسرعة على هامش مؤتمر دولي للطيران نظمته مصر بمشاركة طيارين من 60 دولة لتكون الأولى في سباق السرعة المحدد بين القاهرة والإسكندرية وتفاجأ الجميع بها، بعد أن تمكنت من سباق طيارين رجال مخضرمين لتصل إلى نقطة النهاية قبل الجميع بدقيقة كاملة وهي لا تزال في سن الـ26 عاما.

 

وعلى الرغم من أن اللجنة المحكمة للمسابقة رفضت الإقرار لها بالفوز بحجة أنها أغفلت الدوران مرتين على ساحل البحر المتوسط واكتفت بالدوران مرة واحدة فقط لتمنح الجائزة لمتسابق فرنسي إلا أن العالم احتفى بإنجاز لطيفة المصرية حتى الناشطة هدى شعراوي أرسلت لها برقية تهنئة وصفتها فيها بكونها تاج الفخر.

 

فتحت لطيفة بذلك باب الأحلام لكثير من فتيات جيلها والأجيال القادمة لتحقيق كل ما يتمنوه لتتوفى لطيفة النادي أول مصرية وعربية كابتن طيار في عام 2002 بسويسرا عن عمر يناهز الـ 95 عاما.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة