إنتصار دردير
إنتصار دردير


صباح الفن

فنان خارج السلطة

إنتصار دردير

الجمعة، 11 مارس 2022 - 06:29 م

يغادر بعض المسئولين مقاعدهم، فينزوون بعيدا ويختفون من الصورة، فلا نسمع لهم حسا، ولانقرأ عنهم خبرا، فقد إستمدوا شهرتهم ومكانتهم من المنصب فإذا زال إنتهوا، قليلون من يزدهرون خارج السلطة، لأنهم أضافوا للمنصب الذي تولوه، وأضفوا عليه من بريقهم، لذا تجدهم ينطلقون إلى آفاق أرحب بعدما تخلصوا من عبء المسئولية.

هذا الصنف الثاني أراه متجسدا فى وزير الثقافة الأسبق الفنان فاروق حسني،  فالرجل لايزال بعد أكثر من عقد من مغادرته منصبه، يمسك مصباحه يضىء به دروب العتمة، باحثا عن المواهب الحقيقية التي تزدخر بها مصر ليكشف عنها، ويدفع بها إلى مقدمة الصورة  من منطلق إيمانه الشديد بأن الفن مرآة للمجتمع وأن مصر ولادة، وتبدو سعادته بهذه المهمة كما لو كان قد أنجز لوحة استغرقته طويلا، فوقف سعيدا متأملها وقد اكتملت.

قبل ثلاث سنوات أطلق فاروق حسنى مؤسسته للثقافة والفنون وأقام من خلالها مسابقة سنوية لشباب المبدعين في مختلف مجالات الفنون من رسم ونحت وتصوير وعمارة ونقد فني، إستقطبت منذ إطلاقها عشرات الشباب الموهوب الذين لاتتجاوز أعمارهم 35 عاما، وشهدت دورتها الثالثة هذا العام مشاركة 1460 عملا فنيا، لكل فرع منها لجنة تحكيم تضم أساتذة الفنون بالجامعات المصرية وكبارالفنانين، مقدما جوائز تبلغ نحو نصف مليون جنيه، وبعيدا عن هذا التقدير المادي، فإنه - وهو الأهم في رأيى يقيم معرضا للأعمال المؤهلة يزدهر بمواهب واعدة، ولاتتوقف قريحة الفنان عن إضافة ملمح جديد كل عام، فمنحت المؤسسة فى دورتها الثالثة  جائزة الاستحقاق الكبرى  للفنان جورج بهجورى كنوع من التقدير لكبار الفنانين (قيمتها مائة ألف جنيه).

لم يكن مايقوم به حسنى منفصلا عن رسالته التي آمن بها منذ بداية عمله، فقد آمن دائما بإن مصر دولة ثقافة لابد أن تزدهر بمثقفيها ومبدعيها، ورأى أن يمنح الشباب كل الدعم  والمساندة لينطلقوا بثقة،  مثلما حصل هو على فرصته وهو شاب فقد كان أصغر وزير تولى الوزارة منذ إنشائها، لم يركن فاروق حسنى إلى أنه ادى رسالته على مدى سنوات طويلة داخل الوزارة  بل يواصل رسالته بدأب وإصرار كأحد البنائين العظام.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة