زينب عفيفي
زينب عفيفي


بيني وبينك

خدعة الفلامنجو

أخبار اليوم

الجمعة، 11 مارس 2022 - 06:56 م

بقلم: زينب عفيفي

خدعتنا الكاتبة نهلة كرم بكل رقة وعذوبة فى روايتها الجديدة « خدعة الفلامنجو»، أخذتنا فى سرد سلس دون تعقيد فى حكاية تبدو بسيطة، لكن نهلة استدعت شهوداً من الحيوانات تحمل صفات بشرية لتصيغ قصة الإخفاق فى الحب والحلم بالسعادة؛ فى مزج بديع بين سلوكيات البشر والحيوانات.  

الرواية تروى قصة فتاة عادية مثل الكثيرات من الفتيات فى عمر الحلم بالزواج والاستقرار مع رجل الأحلام، لكن الحياة لا تسير دائما على ما نريده ونرغب فيه، فإذا كان أحد الطرفين غير سوى نفسيا ويتصف بالشك والغيرة والأنانية، فإن العلاقة حتما تنتهى بالانفصال والفشل وهنا أخذتنا الكاتبة إلى عالم هذه الفتاة بكل ما تتصف به من عفوية وطيبة وحسن نية التى أوقعتها فى مصير الخيبة فى شخص لم ير فيها غير الشك لصراحتها وبساطتها معه. لم تخرج البطلة من أزمتها إلا بالكتابة إلى صديقتها سلمي، والتحاور مع صديقها العاقل عمرو، الذى رأى الحكاية بعين العقل من البداية، لكن لا أحد يحمى أحداً من قدره.

كان عمرو و سلمى هما الصديقان المخلصان اللذان تجاوزت بهما البطلة أزمتها العاطفية فى هذه العلاقة المؤذية مع شخص أنانى خرجت منها البطلة بساق واحدة مثل طائر «الفلامنجو»، الذى حار العلماء فى تفسير وقوفه على ساق واحدة، وطرحوا نظرياتهم غير المؤكدة عن أنه يحافظ على ساق واحدة دافئة، وفكرة أخرى هى أنه يجفف ساقاً واحدة فى كل مرة، ورأى ثالث أن ذلك يساعده على خداع فرائسه، لأن يشبه النبات فى هذا الوضع. لكن تظل الدهشة فى قدرة هذه الطيور الثقيلة أن تتوازن لساعات طويلة، حتى إنها تنام وهى متوازنة على ساق واحدة!
لقد استطاعت نهلة كرم أن تفسر هذه الحيرة فى روايتها حين خرجت البطلة من علاقة عاطفية مؤذية على ساق واحدة، ولكنها متوازنة نفسيا.

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة