السبت، 12 مارس 2022 - 05:03 م

ندى محسن
اختلفت طريقة طرح صورة المرأة والرجل في الأعمال الغنائية المُقدمة حالياً عن الماضي، بل اتخذت مُنحنى آخر في السنوات الأخيرة يليق ويتناسب مع حجم الانفتاح على نافذة عالم “السوشيال ميديا”، ومواكبة لذوق ومصطلحات وطريقة تعامل الجيل الحالي من الشباب والفتيات مع قضايا الارتباط والزواج، ومعركة كل منهما مع الآخر، حتى أصبح نجوم الغناء يتنافسون فيما بينهم على التطرق لطرح موضوعات جديدة وقضايا جريئة لم تُقدم من قبل والتي فرضتها ذائقة الجمهور العربي في الوقت الحالي.

سميرة سعيد من أبرز المطربات اللاتي دعمن وناصرن المرأة من خلال موضوعات جريئة اشتهرت بتقديمها خلال السنوات الأخيرة، ومن بين اختياراتها أغنية “محصلش حاجة” من ألبوم “عايزة أعيش” الذي طرحته عام 2015، والتي حققت نجاحاً كبيراً حيث وصلت نسبة مشاهداتها على موقع “اليوتيوب” 34 مليون مشاهدة، ويرجع ذلك النجاح إلى المفاجآت التي حملتها الأغنية على مستوى الكلمات والمصطلحات الجديدة بتوقيع الشاعر شادي نور، والتي برزت سميرة من خلالها مدى قوة المرأة وثقتها بنفسها وقدراتها بعد ترك حبيبها، وتكملة حياتها بشكل طبيعي دون الشعور بإحساس الفقد، والحزن.

كما جسدت سميرة علاقة المرأة والرجل التي يشوبها الشك، الحيرة، الكذب، والمشاكل الكثيرة مثل علاقة القط والفأر في أغنية طرحتها تحمل نفس العنوان والتي ألمحت فيها للمرأة بالحفاظ على كرامتها بعد الخيانة قائلة: “بعد كرامتي إيه لأ ده أنا أدوس عليه”، وقدمت أيضاً صورة الرجل الذي تتحول صفاته إلى النقيض بعد فترة من الإرتباط أو الزواج في أغنية “سوبر مان” والتي يتضح من عنوانها أنها تُمجد الرجل باعتباره الإنسان الأمثل في حياتها إلا أنها عبرت عن صفاته السيئة بالاستعانة بكلمات دارجة نستخدمها في حديثنا اليومي مثل “بارد جداً، دمه تقيل، ندل، طماع، بخيل، كسلان، مأنتخ، كرشه قصاده شبرين، منكوش، مبهدل، شخص كئيب وحزين، نكدي، سلبي، عصبي، وشكاك”.

كارول سماحة إحدى المطربات اللاتي طرحن واحدة من أهم قضايا المجتمع وهي الطلاق من خلال قصيدة جريئة قدمتها قبل عامين بعنوان “المُطلقة”، والتي ساندت من خلالها جميع النساء اللاتي يحملن لقب “المُطلقة”، وعبرت عن استيائها من النظرة الدونية التي تلاحقهن في مجتمعاتنا العربية، وحققت القصيدة صدى واسع عند طرحها، وفتحت باب الجدل بين الجمهور، بل لاحقت كارول شائعة أنها أقدمت على خطوة الطلاق من زوجها الحالي وليد مصطفى وذلك بعد الإعلان عن طرح القصيدة حيث كتبت كارول عبر حسابها على “تويتر”: “نعم أنا المُطلقة”، وهي إحدى الجمل الشعرية ضمن القصيدة ليتداولها الجمهور على أساس أنها حقيقة!

القصيدة كتبها الشاعر اللبناني علي المولى باللغة العربية الفُصحى، وتطرق إلى استخدام عبارات وجُمل شعرية تحمل جرأة شديدة منها “يراني الرجال سريراً أو كوب رغبة يريدون منه ملعقة”، “لا زلت صالحة للحب فالروح عذراء يا حمقى”، وقالت كارول أنها لم تخش تقديم هذه العبارات الجريئة إذ إنها تُعبر عن الواقع الذي تعيشه المرأة المُطلقة في عالمنا العربي، وإلتصق بكارول لقب “الفيمنست” بعد غنائها هذه القصيدة؛ أي المناصرة والداعمة لحقوق وقضايا المرأة إلا أنها رفضت أن يلاحقها هذا اللقب، مُشددة على أنها مناصرة لحقوق الإنسان بشكل عام، وضد الظلم والعنف بجميع أشكاله سواء تجاه الرجل أو المرأة.

“هخونك” موضوع جرئ قدمته كارول أيضاً ضمن ألبوم “إحساس” الذي طرحته قبل 8 سنوات، وعبرت من خلال الأغنية التي كتبت كلماتها بنفسها عن قوة المرأة رغم العذاب والقهر النفسي الذي تشعر به بعد تعرضها  للخيانة من قبل شريك حياتها، ورغبتها في وضع الرجل في الموقف ذاته باستخدام مصطلح “هخونك” الذي بدأت به الأغنية، لكن جسدت أيضاً المشاعر المتناقضة التي تشعر بها المرأة بهذا الموقف في الكوبليه الأخير “مش هخونك لأن متعودش قلبي في يوم يخونك، كل الحكاية حابة أشوف دمع في عيونك”.

في المقابل؛ خرجت بعض النماذج الفردية التي تُعبر عن صورة المرأة في أغاني الرجال، أبرزها أغنية “سالمونيلا” لتميم يونس، والتي أحدثت جدلاً كبيراً لإحتوائها على كلمات جريئة وشتائم في إطار من الكوميديا والفكاهة، إلا أن هذه الكلمات عرضته للانتقادات الواسعة من قبل شريحة كبيرة من النساء والفتيات اللاتي اعتبرن أن الكلمات بها إهانة مباشرة للمرأة، ورغم توضيحه لمضمون الأغنية من خلال فيديو نشره عبر حسابه الشخصي على موقع “فيس بوك”، ودفاعه عن نفسه بأنه “بيهزر” إلا أن الجدل الذي أُثير حول الأغنية لم يتوقف عند رواد مواقع “السوشيال ميديا”، بل قام المجلس القومي للمرأة بتقديم شكوى إلى إدارة موقع “جوجل” لوقف بث الأغنية، والتي قال المجلس عنها أنها تحمل رسالة تُهين المرأة وتنتقص من حقوقها، وتدعو للتنمر والاعتداء عليها بعبارات وألفاظ خارجة عن الآداب العامة، وتؤسس لجريمة السب والقذف عبر مواقع “السوشيال ميديا” وفقاً لقانون العقوبات رقم 175 لسنة 2018 في مكافحة جرائم تقنية المعلومات.

وتلقى المطرب المغربي سعد لمجرد انتقادات عديدة عبر مواقع “السوشيال ميديا” بعد طرح أغنيته الأولى باللهجة المصرية “الجمال عدى الكلام” بسبب تدني صورة المرأة في الأغنية بجملة “تضحكيلي وتاخدي كام؟”، والذي اعتبره البعض غزل مصحوب بتلميحات غير لائقة ومُنافية للآداب.

فيما داعب المطرب رامي صبري النساء بنبرة فكاهية من خلال أغنية “الراجل” التي حققت نسب مشاهدة عالية وصلت إلى 17 مليونا بعد 4 سنوات من طرحها، والتي طرح من خلالها أيضاً موضوع جديد عن كيفية التعامل السليم بين الرجل والمرأة، إلا أن بعض الفتيات أعتبرتها مناصرة للرجل مُعلقين: “أغنية جميلة ورقصنا وكله تمام بس برضه مش هسمع كلامك”، وعلقت أخرى مُداعبة: “رضوى الشربيني لو سمعت الأغنية دي هيجيلها سكتة قلبية”، فيما تمنى رامي من جانبه عدم أخذ كلمات الأغنية على محمل الجد قائلاً: “أنا بهزر، وبقول للزوجة تاخد بالها من زوجها”، كما أكد أنها أكثر الأغنيات التي تطلبها منه العرائس لغنائها في أفراحهن.