لوحة فنية من الاكيريلك
لوحة فنية من الاكيريلك


بلوحات الفنان المقاتل

أحمد نوار.. إصبع على الزناد وأنامل تداعب الفرشاة لتخليد ذكرى الشهيد

آخر ساعة

الأحد، 13 مارس 2022 - 10:39 ص

هاجر علاء عبدالوهاب

ساهم فى ترسيخ «يوم الشهيد» فى وجدان شعب مصر منذ 53 عاما وأثناء حرب الاستنزاف، فقد كان ضمن المجندين، فنان بدرجة مقاتل بالجيش، مدرسته الثانية التى التحق بها بعد تخرجه فى كلية الفنون الجميلة.. هو فنان ومقاتل فى آن واحد، السلاح بيد والفرشاة بالأخرى.
 

كان الدكتور أحمد نوار أمام مهمة مزدوجة كقناص يصطاد بكل مهارة جنود وآليات العدو بسلاحه ثم يمجِّد بريشته بطولات البواسل من رفاقه، وعلى مدى مشوار امتد لنحو نصف قرن، زخر بإبداعاته ومعارضه التى جسدت البطولات، وخلّدت الأبطال، وكان للشهيد مكانته الفريدة فى إبداعاته الفنية.


لقد كان نوار أحد أبطال حرب الاستنزاف وعاشها بكل تفاصيلها وأحس بمرارتها وقسوتها، ولم يخرج منها فارغ اليد بل بداخله شحنة كبيرة، عبر عنها فى لوحاته التى تحولت إلى ساحة معركة تظهر فيها روح المقاتل المصرى وفى العبور والاستشهاد فداءً للوطن، ثم توِّجت بلحظات النصر، وجاءت لوحاته نتاجا لما عاشه من تجربة شخصية شكلت وجدانه الذى تلاحم مع كل تفاصيل الحرب لتفجر بداخله طاقة لا حدود لها من مشاعر تظهر على لوحاته التى جسد فيها فلسفته الخاصة، وانعكاس معايشته لحقائق على أرض المعركة، إذ لم يستطع الانفصال عن تلك المرحلة حتى بعد مغادرته القوات المسلحة ولذلك لقِّب بـ«نوار أسير الحرب».
واستخدم الفنان الكبير تكتيكًا خاصًا به يعتمد على خيال الظل والتمويه والخداع البصرى والتمرد على المألوف والتقليدى، حيث اتجه نحو التحديث والتجديد باستخدام كل لغات الجمال، فهو صاحب بصمة متميزة فى الحركة الفنية المصرية المعاصرة.


وكان للشهيد منزلة خاصة واهتمام كبير من أعماله، حيث قدم تجربة متفردة بمجموعة من أعماله أطلق عليها «معزوفة الشهيد» تظهر فيها عدة مفردات تمثل أدوات عسكرية، ومساحات لونية تركز أكثرها على اللون الأزرق مع ألوان علم مصر التى ظهرت كتيمةٍ أساسية فى مجموعة لوحاته، وكأنها الرمزية بأن الوطن يعيش بداخلنا لا يموت مع الحفاظ على أسلوبه التجريدى الهندسى.


وظهرت بندقية القناص فى أكثر من عمل له، ما يدل على تعلقه وحنينه بذكرياته كقناص على الجبهة، وقد أصدر الناقدان التشكيليان محمد كمال وعز الدين نجيب كتابا عن تجربة نوار الإبداعية بعنوان «عُرس الشهيد»، وتناول الكتاب مكانة الروح، ومنزلة الشهيد فى العقائد المختلفة، وقدم الفنان من خلاله تجربتين تصوريتين من جراب الماضى وجوف الواقع معا بأدواته الفنية ومهاراته الفائقة التى يمتلكها منذ ما يقرب من نصف قرن، حيث تعددت بين الجرافيك «الحفر على الزنك» والرسم بالأقلام والحبر الشينى والرسم بالألوان المائية، وألوان الأكلريك والألوان الزيتية واستخدام الورق والخشب الحبيبى، وعلى القماش والنوال، واستخدم فى بعض لوحاته «معزوفة الشهيد» النوتة الموسيقية الحقيقية للرسم عليها، وأظهر فيها حالة الانكسار والألم والنكسة، وتأثيراتها السلبية فى المصريين، ولكنه أيضا حافظ على بصيص الأمل وشعاع الضوء الرفيع الذى يخترق الظلام ليصور لحظة الخروج من النفق المظلم، وجاءت فرحة النصر وعودة الثقة فى النفس وكأن روح الشهيد تفرح وتفتخر بسماع أنشودة النصر.

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة