الأسلحة البيولوجية
الأسلحة البيولوجية


تصاعد الاتهامات بين روسيا وأمريكا بسبب منشآت «الأسلحة البيولوجية»

وائل نبيل

الأحد، 13 مارس 2022 - 09:12 م

أعلنت روسيا مؤخرًا أنها اكتشفت منشآت أسلحة بيولوجية تمولها الولايات المتحدة في أوكرانيا هذا الأسبوع، وهو ادعاء نفته الولايات المتحدة بسرعة، ووصفته بأنه محاولة أخرى من الكرملين لتسليح «نظريات المؤامرة» لتبرير غزوها لأوكرانيا - ومقدمة محتملة لروسيا، لشن هجوم بيولوجي أو كيميائي.

وكانت وزارة الدفاع الروسية، قد أكدت أنها كشفت تفاصيل مشروع  UP-4، الذي تم تنفيذه بمشاركة مختبرات مدن أوكرانية، في كييف، وخاركوف، وأوديسا خلال فترة حتى عام 2020، موضحة أن هدف المشروع، كان دراسة إمكانية انتشار العدوى فائقة الخطورة من خلال الطيور المهاجرة، بما في ذلك إنفلونزا H5N1 شديدة العدوى، والتي تصل نسبة فتكها إلى 50٪، وكذلك مرض نيوكاسل، وخلال ذلك تم تحديد نوعين على الأقل من الطيور المهاجرة، والتي تمر طرقهما بشكل رئيسي عبر روسيا، كما تم تلخيص معلومات عن طرق هجرتها عبر دول أوروبا الشرقية.

كما اتهم الفريق إيجور كيريلوف قائد قوات الحماية من الإشعاعات ومن السلاح الكيميائي والبيولوجي في الجيش الروسي، إن البنتاجون الأمريكي، بأنه أبدى الاهتمام بالحشرات التي تحمل العدوى خلال التجارب في مختبرات أوكرانيا، وتم نقل أكثر من 140 حاوية بها براغيث وقراد إلى الخارج من المختبر البيولوجي في خاركوف، قبيل اقتراب القوات الروسية من المنطقة.

اقرأ ايضا.. مجلس الأمن يبحث اليوم بطلب من روسيا ملف «الأسلحة البيولوجية»

هذا وقد بدأت الأنباء في الانتشار، بأنه تم اكتشاف الأسلحة البيولوجية في أوكرانيا  خاصة على منصات عبر الإنترنت مثل خدمة الشبكات الاجتماعية البديلة Gab ، وموقع ويب Big League Politics ، وخدمة الشبكات الاجتماعية الروسية VK وذلك في الفترة ما بين 24 فبراير وحتى 2 مارس، لتظهر بعد كل هذه الأحداث رواية مفادها أن الغزو الروسي لأوكرانيا، يهدف في المقام الأول إلى تدمير مختبرات الأسلحة البيولوجية الأمريكية السرية.

وفي سياق متصل أشار تقرير نشرته " forbes" الأمريكية، إلى أن  وزارة الخارجية الروسية كانت قد أعلنت يوم الثلاثاء الماضي - دون تقديم أي دليل تم التحقق منه بشكل مستقل - أنها اكتشفت آثارًا لبرنامج أسلحة بيولوجية تديره الحكومة الأوكرانية، وتموله الولايات المتحدة متنكرا في صورة برنامج بحث علمي مدني، وهو ادعاء تم رفضه على الفور من قبل أوكرانيا، والولايات المتحدة باعتباره معلومات خاطئة.

وكان قد بدأ السرد في الانتشار منذ أسابيع على تويتر Twitter وعلى منصة Infowars  التابعة لصاحب الادعاء أليكس جونز، والتي أشارت دون دليل بحسب وصف الولايات المتحدة، على أن روسيا استهدفت مختبرات الأسلحة البيولوجية التي تديرها الولايات المتحدة في العديد من المدن في أوكرانيا، بعد وقت قصير من بدء الغزو الروسي.

من جهته وصف السكرتير الصحفي للبيت الأبيض، جين ساكي، يوم الأربعاء ، مزاعم الكرملين عن وجود مختبر للأسلحة البيولوجية بأنها "غير معقولة" و "حيلة واضحة" لتبرير العدوان الروسي في أوكرانيا، في حين أن السكرتير الصحفي للبنتاجون ، جون كيربي، رفض هذه المزاعم ووصفها بأنها "مجموعة من الهراءات والادعاءات المغلوطة".

وقالت "بساكي" في تغريدة على تويتر، إن الولايات المتحدة لا تطور أسلحة كيميائية أو بيولوجية في أوكرانيا أو في أي مكان آخر، لأن القيام بذلك ينتهك الاتفاقية الدولية للأسلحة الكيميائية، السارية منذ عام 1993، واتفاقية الأسلحة البيولوجية، السارية منذ عام 1972 - على الرغم من أن الولايات المتحدة قررت من جانب واحد إنهاء برامج أسلحتها البيولوجية في عام 1969.

وفي عام 1991، حول برنامج الحد من التهديد التعاوني «نون لوجار» الأمريكي مختبرات الأسلحة البيولوجية السوفيتية السابقة في أوكرانيا وأماكن أخرى إلى منشآت تمولها الولايات المتحدة لإخراج أسلحة الدمار الشامل التي كان من الممكن أن يتم الاستيلاء عليها بعد تفكك الاتحاد السوفيتي - على الرغم من أن الاتحاد الروسي، منذ عام 2017 على الأقل، روج للنظريات القائلة بأن هذه المعامل هي مصانع أمريكية سرية للأسلحة البيولوجية.

ومع تبادل حدة الاتهامات بين البلدين، وتصاعد الأزمة فلا أحد يتوقع السيناريوهات المقبلة من كلا الطرفين خلال الحرب الروسية على أوكرانيا، وهو ما يجعل المشهد أكثر رعبًا، خاصة مع التلميح الأمريكي باحتمال شن هجمات بيولوجية أو كيميائية من الجانب الروسي، وهو الأمر الذي سيؤدي بكل تأكيد إلى اشتعال حرب عالمية ثالثة.

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة