جلال عارف
جلال عارف


في الصميم

صراع الكبار.. والخطر الحقيقى

جلال عارف

الإثنين، 14 مارس 2022 - 05:34 م

 

مع كل يوم تستمر فيه الحرب فى أوكرانيا، يتصاعد الخطر من تحول الحرب المحدودة إلى حرب شاملة بين القوى الكبرى التى تؤكد حتى الآن أنها لا تريد هذه الحرب التى تعرف أنها ستكون نووية، ومع ذلك يبقى الخطأ فى الحسابات وارداً فى أى لحظة خاصة حين تجرى حسابات الأطراف المتصارعة تحت ضغط القنابل، أو فى ظل الحصار الاقتصادى وتأثيراته القاتلة.

تطوران خطيران خلال اليومين الماضيين..
التطور الأول ردت روسيا على تدفق الأسلحة وما يسميهم الغرب بـ «الخبراء» إلى أوكرانيا بقصف قاعدة «لفيف» العسكرية القريبة من الحدود البولندية والتى تستخدم كمركز لتلقى الأسلحة والتدريب والتنسيق العسكرى للمعونات القادمة من دول الجوار الأوروبى. ويأتى ذلك بعد ساعات من تأكيد روسيا على أنها ستستهدف كل السلاح وكل الأجانب القادمين لقتال قواتها أياً كان مصدرها. بينما كانت الولايات المتحدة تجدد التأكيد بأن رصاصة واحدة من الجانب الروسى على أى عضو فى حلف «الناتو» تعنى الحرب الشاملة!

التطور الثانى الهام.. هو فى التحرك الأمريكى نحو الصين عشية لقاء هام وعالى المستوى بين الطرفين فى «روما» يفترض ـ فى هذه الظروف ـ أن يكون لقاء تهدئة، لكن المثير أن تسبقه تسريبات صحفية أمريكية تقول إن روسيا طلبت مساعدة اقتصادية وعسكرية صينية لمواجهة العقوبات الغربية عليها، وردت «بكين» بوصف كل ذلك بأنها أخبار مضللة تستهدف الصين.
 لكن الواضح أنها لم تكن مجرد «أخبار مضللة» بل توجه سياسى أوضحته تصريحات هامة لمستشار الأمن القومى الأمريكى «جايك سوليفان» قال فيها «إن البيت الأبيض يراقب عن كثب لمعرفة إن كانت الصين تقدم دعماً مادياً أو اقتصادياً لروسيا... لقد أبلغنا بكين بأننا لن نقف متفرجين، ولن نسمح لأى دولة بتعويض روسيا الخسائر التى تكبدتها من العقوبات الاقتصادية».

هذا يعنى ـ من ناحية ـ أن أمريكا ترى أنها أمام فرصة لضرب الاقتصاد  الروسى، وأنها ماضية فى ذلك حتى النهاية. كما يعنى ـ من ناحية أخرى ـ أنها مستعدة لمد المواجهة إلى الصين إذا ساعدت روسيا.. ويأتى ذلك فى وقت تؤكد فيه الصين أن صداقتها مع روسيا مازالت صلبة، وتتخذ موقفاً متوازناً لحد كبير كان يؤهلها للعب دور فى وقف الحرب، لكن يبدو أنه دور غير مطلوب أو مرحب به من جانب واشنطون!!
 ماذا يعنى كل ذلك..؟ الحرب ستطول، و»اللعبة» الحقيقية بين الكبار تدخل مرحلة جديدة وخطيرة.. والخطأ فى الحسابات هنا لا يعنى إلا الكارثة!!

الكلمات الدالة

مشاركه الخبر :

 
 
 
 
 
 
 
 
 

 
 
 

 
 
 

مشاركة