أسامة عجاج
أسامة عجاج


فواصل

جرس إنذار

أسامة عجاج

الثلاثاء، 15 مارس 2022 - 07:24 م

فرضت تركيا نفسها على المشهد السياسى العربى فى الأيام الأخيرة، من خلال موقفين، الأول يتعلق بهجوم الخارجية التركية على بيان وزراء خارجية الدول العربية الأخير، من خلال دورتهم التى انتهت منذ أيام، بعد الاجتماع الرابع اللجنة الوزارية المعنية بمتابعة التدخلات التركية فى الشئون الداخلية للدول العربية، والتى تضم مصر والإمارات والبحرين والسعودية واحمد أبو الغيط الأمين العام للجامعة، والذى انتقد تدخلات انقرة فى الشأن السورى والعراقى والليبى، وإن كان ذات البيان، أشار فى البند الأخير، الى انه (اخذ علما بالتطورات التى شهدتها علاقات تركيا مع عدد من الدول العربية، وتطلعها الى مزيد من التطورات، والتى وصفها (بالبناءة).

أما الموقف الثانى، فهو فى رأيى الأخطر، والذى يتعلق باستفراد تركيا بالساحة الليبية، أو على الأقل تصدرها للمشهد بالتنسيق مع واشنطن، لمحاولة الجمع بين عبدالحميد الدبيبة، المتمسك بموقعه، طارحا برنامج إعداد للانتخابات فى الصيف الماضى، وبين فتحى باشاغا بعد منح مجلس النواب الثقة لتشكيلته الوزارية، للوصول الى حل، وضمان تنازل أى من المرشحين، ومنع تفاقم الأمر من الوصول الى مواجهات عسكرية، السياسة التركية، تجاه ليبيا فى الأشهر القليلة الماضية، والتى تتسم عموما بالبراجماتية، واعلاء لغة المصالح، على حساب المبادئ، حيث نجحت فى طى صفحة العداء والقطيعة مع المنطقة الشرقية، ورموزها عقيلة صالح وخليفة حفتر، بعد دعمها السابق للمنطقة الغربية، والذى وصل الى تدخل عسكرى، منع سقوط العاصمة طرابلس وحماية حكومة الوفاق برئاسة فايز السراج، فقد شهدت السياسة التركية (استدارة استراتيجية)، بانفتاحها الظاهر على قيادات المنطقة الشرقية، حيث استقبل رئيس مجلس النواب المستشار عقيلة صالح السفير التركى منذ أسابيع، كما زار وفد من مجلس النواب الليبى اسطنبول، والتقى كل القيادات التركية بما فيها اردوغان، وفى الأزمة الأخيرة، حافظت على وضع المراقب المحايد.

استفراد تركيا بالساحة الليبية، يأتى على حساب مصالح كل دول الجوار، ويستهدف حجز مركز متقدم، عندما يحين زمن إعادة التعمير، وكذلك الحفاظ على اتفاقية ترسيم الحدود البحرية فى إطار الصراع على غاز المتوسط، واعتبار ليبيا بوابة لها الى أفريقيا.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة