«راقصة» تسبب أزمة لرئيس وزراء بريطانيا
«راقصة» تسبب أزمة لرئيس وزراء بريطانيا


في الخمسينيات.. «راقصة» تسبب أزمة لرئيس وزراء بريطانيا

علاء عبدالعظيم

الثلاثاء، 15 مارس 2022 - 08:21 م

كان أنطوني أيدن رئيس وزراء بريطانيا راقدا في فراشه بعدما أصيب بنوبة برد وحمى، ترك على إثرها مكتبه وعاد إلى منزله يبحث عن الدفء والأغطية، بينما تكدست الأوراق فوق مكتبه عدا خطابا واحدا كتب عليه صاحبه «مستعجل جدا.. هام جدا.. خاص جدا.. يسلم للسير أيدن شخصيًا».

 

حمل الخطاب رسول خاص من رئاسة الوزارة البريطانية وأسرع يقفز السلالم قفزا إلى بيت أيدن، والذي ما إن فتح المظروف، ارتعشت يداه، وارتفعت درجة حرارته، وأحمر وجهه، لقد كان في المظروف شيئ لم يعهده من قبل في تاريخ حياته السياسية الطويلة الحافلة.

 

كانت صورة لفتاة عارية غطت جسدها بطبقة من طلاء الفضة الخفيف جدا، أخذ أيدن يرفع حاجبا ويخفض آخر،  مرددا: ما هذا.. ما هذا؟!.. وأبعد الصورة عن عينيه ثم تلقفتها الممرضة، وأسرعت تلفت نظره بأن هناك رسالة مع الصورة.

 

أخذ رئيس الوزراء الرسالة وبأيدٍ مرتعشة اكتشف أنها من النائب العمالي أرثر لويس الذي كتب له يقول: لقد غلى الدم في عروقي، وأنا استمع إلى تفاصيل الفضيحة، بحسب ما نشرته مجلة آخر ساعة عام 1957.

 

واستكمل قائلا: هكذا ظهرت هذه الراقصة في حفلة أقامها موظفو مصلحة البريد في إحدى قاعات وزارة المالية في قلب هوايتهول، وإني أطالب من رئيس الوزراء أن يجري تحقيقا عاجلا، وأنا لا أعترض على الرقص أو الحفلات لكنني أعترض على أن ترقص فتاة عارية في وزارة المالية، وأعتقد أن هناك مكانا لكل شيئ حتى الرقص العاري، ولا أظن أن وزارة المالية هي المكان المناسب لهذه الحفلة ولهذا النوع الفاضح من الرقص.

 

 انتهى أيدن من قراءة الرسالة ورفع إصبعه يهرش في رأسه ويطلب من الممرضة أن تقيس درجة حرارته بسرعة، ثم طلب صحف الصباح وفتح ديلي سكتش فإذا به يفاجأ بمانشيت: «يا بخت السير أنطوني أيدن سيكون أحد السعداء القلائل الذين سيسمح لهم بمشاهدة صورة الراقصة العارية التي وقفت تؤدي رقصة شرقية أمام 100 موظف من وزارة المالية البريطانية، لقد كنا نريد ألا نحرم القراء من مشاهدة هذه الصورة لكن قوانين الصحافة صريحة وحازمة لا ترحم».

 

وفي أقل من 24 ساعة كانت لندن كلها تتحدث عن الحفلة الصاخبة وعن بطلتها الراقصة وملكة الجمال شيرلي كراوفورد، والتي أسرع الصحفيون لمقابلتها وتحدثت إليهم ببساطة تقول: نعم رقصت لمدة 3 دقائق فقط وقبضت 5 جنيهات، وأخذت تحكي تفاصيل ما دار في الحفلة قائلة: لقد كان الرجال يجلسون حول الموارد بملابس السهرة، وبدأت الموسيقى تعزف ألحانها، وجاء دوري وماكدت أظهر أمامهم حتى ساد المكان سكون عجيب بعدما استبدت بهم الدهشة، وانتابهم الذهول، وكانت تعبيرات وجوههم غريبة وجدت فيها متعة وبدأت ارقص وفجأة  أفاقوا وقاموا جميعا بالتصفيق، والصفير، والتهليل.

 

وبسؤالها عما إذا كان هناك سيدات بالحفل قالت: «نعم لكنهن شعرن باستياء شديد، وأضافت أن والدها قال لها بأن الرقص العاري.. هذا فن يا بنتي.. لا تصدقي ما يقوله الناس، وإنه ليس فضيحة أخلاقية، والناس بعد كل ذلك يتسابقون الآن لاحصول على نسخ من صورة شيرلي وهي ترقص إحدى رقصاتها المشهورة العارية!.. وأمر رئيس الوزراء بإجراء تحقيق دقيق ويصدر عنها بيان في محلس العموم البريطاني بعد عطلة عيد الميلاد».

 

 

الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة