فضيلة الشيخ المراغى مع جلالة الملك فاروق الأول
فضيلة الشيخ المراغى مع جلالة الملك فاروق الأول


كنوز| 141 شمعة للشيخ الذي رفض الإنحناء لملك بريطانيا

عاطف النمر

الأربعاء، 16 مارس 2022 - 06:23 م

مضى على ميلاد فضيلة الشيخ محمد مصطفى المراغى الذى تولى مشيخة الأزهر الشريف 141 عاما، ولد فضيلة الشيخ فى 9 مارس 1881 بمركز المراغة بمديرية سوهاج بصعيد مصر، وقد شغل منصب شيخ الأزهر عام 1923.

واستقال عام 1929 ثم تولى المشيخة مرة أخرى عام 1935 وظل فى منصبه حتى وفاته فى ليلة 14 رمضان 1364 الموافق 22 أغسطس 1945، وللشيخ المراغى مواقف تاريخية مشرفة تؤكد أنه كان عالمًا جليلًا لا يخاف فى الله لومة لائم. 

ومن تلك المواقف رفضه لفكرة اشتراك مصر فى الحرب العالمية الثانية سواء بالتحالف أو التعاون مع الإنجليز، أو التعاون مع الألمان للتخلص من الاحتلال البريطانى، وأعلن الإمام المراغى موقفه صراحة بقوله: «إن مصر لا ناقة لها ولا جمل فى هذه الحرب، وإن المعسكرين المتحاربين لا يمتان لمصر بأى صلة».

وقد أحدث موقفه المعلن هذا ضجة كبيرة هزت الحكومة المصرية، وأقلقت الحكومة الإنجليزية التى طلبت من الحكومة المصرية إصدار بيان حول موقف الإمام المراغى باعتباره شيخ الأزهر من هذه الحرب ومن الحكومة الإنجليزية.

وقام حسين سرى باشا رئيس الوزراء فى ذلك الوقت بالاتصال بالشيخ المراغى، وخاطبه بلهجة حادة طالبا منه أن يحيطه علما بأى شيء يريد أن يصرح به فيما بعد حتى لا يتسبب فى إحراج الحكومة المصرية، فرد عليه الإمام المراغى بعزة من لا يخاف إلا الله قائلا: «أمثلك يهدد شيخ الأزهر؟! . وشيخ الأزهر أقوى بمركزه ونفوذه بين المسلمين من رئيس الحكومة، ولو شئت لارتقيت منبر مسجد الحسين، وأثرت عليك الرأى العام، ولو فعلت ذلك لوجدت نفسك على الفور بين عامة الشعب»، وبعد فترة هدأت العاصفة لأن الإنجليز أرادوا أن يتفادوا الصراع مع الشيخ المراغى حتى لا يثير الرأى العام فى مصر ضد القوات البريطانية المحتلة لمصر، وتزعم الإمام المراغى حملة لجمع التبرعات فى مصر لصالح المجاهدين فى السودان الذين يقاومون الاحتلال البريطانى، وبلغت حصيلة التبرعات ستة آلاف جنيه تقدر اليوم بحوالى ستة ملايين جنيه.

طلق الملك فاروق زوجته الأولى الملكة فريدة فى عام 1945.

وطلب من الشيخ المراغى إصدار فتوى تحرم على الملكة فريدة الزواج مرة ثانية، ورفض الإمام المراغى طلب الملك ذلك على إصدار الفتوى، ووصل الأمر بالملك فاروق إلى زيارة الشيخ  المراغى أثناء علاجه بمستشفى المواساة بالإسكندرية وقال الشيخ للملك عبارته الشهيرة: «أما الطلاق فلا أرضاه. وأما التَّحريم فلا أملكه، وإنَّ المراغى لا يستطيع أن يُحرِّم ما أحل الله»، وعندما اعتزمت الحكومة البريطانية أثناء احتلالها للهند، أن تحتفل بتنصيب الملك جورج الخامس إمبراطوراً على الهند، فأصدرت الأوامر إلى الأعيان وكبار الموظفين فى السودان بأن يسافروا إلى ميناء «سواكن» لاستقبال باخرة الملك جورج وهى فى طريقها إلى الهند، حيث ستتوقف لبعض الوقت.

وكان فى مقدمة المدعُوين الشيخ المراغى الذى كان يتولى وقتها منصب قاضى السودان، وكان البروتوكول يقضى بألا يصعد إلى الباخرة أحدٌ غير الحاكم الإنجليزى، وأما من عداه فيمكثون بمحاذاة الباخرة، ويكفى أن يشرفهم الملك بإطلالة عليهم، وعندما علم الشيخ المراغى بهذه الترتيبات البروتوكولية أخبر الحاكم الانجليزى بأنه لن يحضر لاستقبال الملك إلا إذا صعد مثله إلى الباخرة لملاقاته.

وتمت الاستجابة لشرط الشيخ المراغى الذى صعد إلى السفينة واكتفى بمصافحة الملك ولم ينحنِ له مثلما فعل الآخرون، واستنكر الحاضرون من المسئولين البريطانيّين مسلك الشيخ الذى اعتبروه أنه غير مهذب، فرد عليهم فى اعتزاز بنفسه قائلا: «ليس فى ديننا الركوع لغير الله». 


من موسوعة «المعرفة» 

إقرأ أيضاً| نائب رئيس جامعة الأزهر للوجه القبلي عضواً باللجنة العليا للمصالحات بمشيخة الأزهر 

 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة