أرشيفية
أرشيفية


الأرض المحروقة.. هل تلجأ روسيا للسيناريو الأسوأ لإنهاء حرب الشوارع الأوكرانية ؟

ناجي أبو مغنم

الخميس، 17 مارس 2022 - 11:29 ص

بعد 21 يومًا من العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، لم ينجح الدب الروسي في اقتحام العاصمة كييف، رغم القدرات الكبيرة التي يتمتع بها جيش بوتين، وتجعله في المرتبة الثانية عالميًا خلف الولايات المتحدة الأمريكية بحسب تصنيف غلوبال فاير بور.


وكانت التوقعات تشير إلى أن الأمر لن يستغرق أكثر من بضعة أيام، حتى تكون العاصمة الأوكرانية تحت السيطرة الروسية، ولكن الواقع كان مغايرًا، رغم أن أوكرانيا تقف منفردة في الميدان، بعدما عزف الغربيون عن دخول المعركة واكتفوا بدعم التسليح فقط.


وأرجع بوتين عدم نجاح قواته في السيطرة على كييف، إلى عدد من الأسباب، يأتي في طليعتها - من وجهة نظره-، حرصه على حياة المدنيين الأوكرانيين والذين يعتبرهم أصدقاءً للروس، ولا يريد تحقيق أي نصر على حسابهم.

 

في السطور التالية نحاول الإجابة على سؤال يطرح نفسه حول البدائل التي يضعها بوتين أمامه لتحقيق تفوق عسكري على الأرض واقتحام العاصمة الأوكرانية كييف، وفقا لوجهة نظر الخبراء الاستراتيجيين.

أزمة «حرب الشوارع»
في البداية، قال المفكر الاستراتيجي الكبير، اللواء سمير فرج، إن موسكو لم تحقق أهدافها بالسيطرة على العاصمة الأوكرانية لعدم خبرة الجيش الروسي في حرب الشوارع، والتي تختلف كليًا عن الحرب النظامية، مشيرًا إلى أن إسقاط كييف أهم أهداف بوتين من أجل السيطرة على أوكرانيا وفرض سياسته وشروطه التي خاض من أجلها الحرب.

وأكد في تصريح خاص لـ«بوابة أخبار اليوم»، أنه كان بإمكان الجيش الروسي أن يقتحم كييف ولكن هذا ستكون فاتورته كبيرة من المدنيين الأوكرانيين وسيتبعه تخريب وتدمير، فيما يعرف بسياسة الأرض المحروقة.

وأشار إلى أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أعلن منذ بداية الحرب، أنه لا يريد تحقيق مكسب على حساب الشعب الأوكراني والذي يعتبره جزءًا من الشعب الروسي وصديق له.

اقرأ أيضا:
القنابل النووية المحدودة.. سلاح تكتيكي قد يدخل الخدمة بالحرب الأوكرانية الروسية 

 

دعم المرتزقة
وحول سيناريو الحرب المتوقع في روسيا، قال المفكر الاستراتيجي الكبير، سمير فرج، إن الجيش الروسي بعدما أخفق في دخول كييف على مدار 21 يوما من عملياته العسكرية، عمل على الاستعانة بالمرتزقة في شمال سوريا والذين دعمهم في تحقيق النصر على تنظيم داعش، ويردون الجميل لموسكو، كما أن بوتين وعدهم بتوطينهم في الجمهوريتين اللتين استقلتا عن أوكرانيا ومنحهم الجنسية.

وأوضح أن الجيش الروسي استعان بالمقاتلين الشيشان الذين لهم دراية كبيرة في حرب الشوارع ومن الممكن أن يحدثوا الفارق في هذه الحرب، ويكونوا سببًا في اقتحام الدب الروسي للعاصمة الأوكرانية ونجاح المهمة.

وأشار إلى أن السيناريو الثالث والذي يعد الخيار الأسوأ؛ لأنه يعتمد على استخدام روسيا أسلوب الأرض المحروقة ويعني تدمير الأخضر واليابس واستخدام الأسلحة الفتاكة التي تعينه على تدمير المدن على رأس قاطنيها، ودخولها وإسقاط الدولة، بغض النظر عن وقوع الكثير من الضحايا المدنيين.

 

اقرأ أيضا:

زيلينسكي والاتحاد الأوروبي.. خيبات أمل متواصلة في مواجهة الدب الروسي 

 

وواصل أن روسيا تريد إنهاء العمليات العسكرية في أوكرانيا وتحقيق أهدافها قبل بدء ظهور آثار العقوبات الاقتصادية خلال 3 أشهر؛ حيث إنها لا زالت حتى الوقت الحالي تصدر الغاز الروسي لأوروبا.

وقلل اللواء سمير فرج، من خطورة المتطوعين الأوروبيين الذين استجابوا لدعوة أوكرانيا للانضمام لجيشها في مواجهة الروس، مشيرًا إلى أن المتطوع يهرب مع أول طلقة رصاص تخرج من فوهة البندقية.

ونفى اللواء سمير فرج، أن يكون هناك معارضة في الداخل الروسي لما يقوم به بوتين من عمليات عسكرية في أوكرانيا، حيث إنه يحكم بالحديد والنار، ويحكم قبضة على زمام الأمور.

وكان للواء عادل العمدة، الخبير الاستراتيجي، وجهة نظر مغايرة، معتبرًا أن استخدام موسكو لسياسة الأرض المحروقة من شأنه أن يخلق بؤرة عدم استقرار على حدودها المباشر وهو ما سيكون مهددًا لأمنها القومي.

 

اقرأ أيضا:
حرب عالمية مصغرة في أوكرانيا.. مرتزقة محتملون من جنسيات مختلفة يشعلون المعارك

حصار المدن

وأوضح أن الولايات المتحدة وحلف الناتو عندما استخدموا هذا الأسلوب في العراق لم يخشوا من أي عواقب لأن العراق لا تملك حدود مع أي من الدول الغربية بشكل مباشر.

وأضاف في تصريح خاص لـ «بوابة أخبار اليوم»، أن بوتين يستهدف المنشآت والبنية العسكرية الأوكرانية لشل قدرة جيش كييف، كي لا يكون شوكة في ظهر الأمن القومي الروسي فيما بعد.

وأكد اللواء عادل العمدة، أن القوات الروسية حققت انتصارًا منقطع النظير في أوكرانيا ووصلت لكل الأهداف التي وضعتها، وهو ما يعزز موقفها في أي مفاوضات تجمع البلدين ويكون لموسكو الموقف الأقوى.

وأتم حديثه، مشيرًا إلى أن روسيا تعتمد على سياسة حصار المدن الأوكرانية، والدفع بالمرتزقة من الشيشان وشمال سوريا إلى الشوارع وداخل المدن، بما يسمى بحرب الوكالة، ولا تريد الانخراط في حرب الشوارع، كي لا تكون هناك خسائر في صفوف الروس.
 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة