إبراهيم عبد المجيد
إبراهيم عبد المجيد


مصر الجديدة:

بطلوع الروح والمعارك العقيمة

إبراهيم عبدالمجيد

الخميس، 17 مارس 2022 - 07:37 م

هناك الآن نوعان من الإعلام: الفضاء الافتراضى والقنوات التليفزيونية. الفضاء الافتراضى حافل بالمواقع، لكنه أيضا حافل بالآراء الشخصية. الآراء الشخصية تتحول فجأة إلى رأى عام حين تتناولها المواقع باعتبارها ظاهرة، دون فهم معنى الظاهرة، أو دون التمحيص فيها، هل هى حقيقية أم لا. وتبدأ المواقع فى وضع عناوين مضللة، ما إن تقرأ المتن حتى تكتشف أنه على عكس العنوان.

يزيد الأمر سوءا حين تدخل بعض البرامج التليفزيونية، وتبدأ فى سؤال المعنى بالأمر الوهم، فيبدى طبعا دهشته مما يقال. عشرات الموضوعات التى هى أصلا غير موجودة أو لا تهم إلا أصحابها تصبح قضية عامة فى الفضاء الافتراضى.

من ذلك ما جرى أخيرا من بعض مرتادى المواقع الالكترونية مثل الفيس بوك وتويتر، من هجوم على مسلسل «بطلوع الروح» وبصفة خاصة على الفنانة إلهام شاهين، لأنها ظهرت فى صورة للمسلسل ترتدى زيا محتشما عليه جملة «لا إله إلا الله محمد رسول الله» اعتبر هؤلاء أن مجرد هذا الزيّ، الذى هو بالمناسبة مرتبط بموضوع المسلسل، اعتبروه هو الإسلام ، ومن ثم هذا هجوم على الإسلام وتقليل من شأن الدين بل وازدرائه. حدث هذا فى الوقت الذى يمكن لأى عاقل أن يتريث ليشاهد المسلسل، وما دور إلهام شاهين فيه، وما موضوعه.

بدأت عناوين على المواقع عن منع المسلسل، بينما المتن للموضوع لا تجد فيه ذلك. وبدأت بعض القنوات تتساءل عن صحة هذا المنع وهى تعرف أنه لم يحدث. وهكذا بدا للجميع أن الدولة التى تهيمن على المسلسلات قد قررت إهانة الإسلام. يا سلام!!.

لم تعد كلمة ياجماعة شوفوا المسلسل الأول كافية، فالعداء قديم بين بعض محتكرى الفكر الإسلامى وإلهام شاهين، لأنها ممثلة جريئة لا أكثر ولا أقل، وهم لا يعرفون الفارق بين التمثيل والحياة. وبدأت بعض المواقع تضع مع الكلام صورة لرجال دين مثل شيخ الأزهر لتجذب القارئ، فيتصور أن الأزهر أدلى برأيه فى الموضوع ولا يجد ذلك.

وهكذا تجد نفسك وسط معركة لا معنى لها إلا تضييع الوقت، فضلا عن أن البعض يريحهم ذلك، فهم كما يتصورون يدافعون عن الإسلام، حتى لوكانت المعركة مع عدو وهمى. لم أشغل نفسى بالحديث فى الأمر، فالهجوم على الإسلام لم يكن ولن يكون، من عمل الدولة. ولم يحدث أن أنتجت شركة فيلما ولا مسلسلا ضد الإسلام.

الذى شغلنى وجعلنى أكتب هذا المقال كيف تتحول الأمور العادية إلى موضوعات مهمة بينما لدينا ماهو أهم.

زى ترتديه شخصية مرتبط بمسلسل لابد عن داعش أو الإرهاب، أصبح دليلا على العكس. وأصبح معركة من يدخلها منددا يأخذ ثوابا، كأن الله لا يعرف الحقيقة!!

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة