معركة نسب
معركة نسب


معركة نسب

جودت عيد

الخميس، 17 مارس 2022 - 08:00 م

كان المشهد أمام محكمة الأسرة بالإسكندرية أشبه بثكنة عسكرية، فقد أثارت قضية إنكار النسب والتى أقامها الزوج وهو نجل رجل أعمال ضد زوجته «ابنة الطبقة المتوسطة» اهتمام الجميع فى شوارع المحافظة.

الكل احتشد من أسرتى الطرفين أمام القاعة، انتظارا لإعلان القاضى نتائج تقرير الطب الشرعى بعد أخذ عينات الـ «dna» من الأب والابنة والتى سيتحدد من خلالها نسب الطفلة لأبيها من عدمه؟


ومع اقتراب الساعة من الحادية عشرة ظهرا، سمع من فى الخارج أصوات «الزغاريد» تنطلق من قاعة المحكمة، لكنهم لم يحددوا هل هى من أهل الزوج أم الزوجة؟

وبعد دقائق من رفع الجلسة علم الجميع الحقيقة.. وبدأت أصوات الاشتباكات تنطلق، لكن سرعان ما تدخل الأمن وفض الاشتباك بين الطرفين ليعود الهدوء سريعا إلى المحكمة.


هذه الواقعة لم تتوقف أحداثها عند حكم المحكمة الذى صدر لصالح الزوجة وإثبات نسب الطفلة لأبيها، لكن حيثيات ما بعد الحكم وكواليس أول لقاء بين الزوجين تستحق أن نلقى عليها نظرة، خاصة بعد أن تواصلت معنا الزوجة وأرسلت لنا كافة الأوراق والمستندات التى اعتبرتها انتصارا لشرف عائلتها، مؤكدة أنها بدأت فى فرض شروطها للانتقام ممن أهدروا كرامتها وطعنوا فى شرفها سواء كان الزوج أو أسرته.

ورغم ذلك هناك أمر ما تخشاه قبل اتخاذ هذه الخطوات.. تحكى الزوجة «أ.ع» قصتها.. تقول تزوجت من نجل رجل أعمال شهير فى الإسكندرية بعد وفاة زوجى بعام، وانعقد الزواج بحضور أهلى فقط وبعض الجيران بناء على طلب زوجى الذى طلب مهلة لإقناع أسرته بزواجنا.


تضيف: «استأجر شقة لنا فى مدينة دمنهور..عشنا فيها لمدة 6 أشهر، بعدها اختفى الزوج، وتركنى ولم يسأل عنى». 


وقتها كنت فى الشهور الأولى من الحمل، وانتظرت عودته لإخباره بحملى، لكنه سافر إلى أسرته بالإسكندرية واختفى عن الأنظار..

تشير الزوجة: «وصلت إلى أسرته بعد أشهر من البحث المتواصل، وأخبرتهم أننى سأضع مولودة صغيرة خلال أيام، وسأنسبها لابنهم، وقدمت لهم وثيقة الزواج إلا أن أسرته قامت بطردي، وبعد أيام أرسلوا إلى شخصا وعرض على مبلغا ماليا كبيرا مقابل التنازل عن إثبات نسب الطفلة لابنهم، لكننى رفضت وقررت بعد وضع مولودتى رفع دعاوى نفقة فى محكمة الأسرة»..

تتابع الزوجة: «بعد عام من الصمت الرهيب.. فوجئت بإعلان من المحكمة يخبرنى أن زوجى أقام دعوى إنكار نسب لطفلته الوحيدة..

وأنه يجب اتخاذ الإجراءات من قبل القاضى بسحب عينة من الطفلة وعمل تحليل «dna» لها وللأب، وبالفعل توجهت بصحبة ابنتى الرضيعة إلى الطب الشرعى وقاموا بسحب العينات..

والحمد الله بعد ثلاثة أشهر ظهرت النتيجة بنسب الطفلة لأبيها.. وصدر الحكم لصالحي.


وتحكى الزوجة كيف انتقمت من زوجها وأسرته بعد أن كانوا سببا فى تشويه سمعتها والطعن فى شرفها..

قالت بعد الحكم مباشرة أقمت 7 دعاوى ما بين نفقة بأنواعها المختلفة وتبديد..

وغيرها من الدعاوى..

ورفضت أى محاولات للصلح مع زوجى.. وتمسكت بطلاقى عند مأذون وليس شفهيا كما حدث وهو ما تحقق بعد أشهر من حكم إثبات النسب..

وأشارت إلى أنها بصدد إقامة دعوى قضائية، وطلب تعويض مادى كبير من طليقها وأسرته بعد براءتها فى قضية «الشرف».


أما الزوج «ش.م» والذى تواصلنا معه للتأكد من صحة رواية الزوجة..

رفض التعليق على كلام طليقته، لكنه أكد أنه مارس حقه القانونى.


قال: «اكتشفت أن زوجتى بعد تركى لها بسبب خلافات أسرية حضرت إلى بعد عام وبصحبتها طفلة وأخبرتنى أنها ابنتي».


وأضاف: «فى هذه الحالة لم يكن أمامى سوى التأكد من نسب ابنتي، لذلك لجأت إلى القضاء لأنه هو الضمانة الوحيدة لي».

طمأنة  بعد خوف

راسلتنا الزوجة لتعبر عن قلقها وخشيتها من انتقام أسرة طليقها منهم، خاصة أنهم أسرة صاحبة نفوذ، وهددوها بالزج فى السجن تحت أى ذريعة، إذا لجأت للقضاء للحصول على حقها..

ونحن سارعنا وتواصلنا مع الزوج للتأكد من روايتها..

وحتى يكون على علم بأن الإعلام يتابع قصتها..

أما الزوجة فقد أخبرناها بأن قضاء مصر عادل..

وأننا سنتابع دعواها أولا بأول، وسننشر استغاثتها فى أى وقت ونخاطب المسئولين قبل أن يقع أى مكروه لها أو لغيرها.

اقرأ أيضاً|تأجيل دعوى إلغاء ترخيص شركة للاتصالات بسبب سوء الخدمة لـ ١٣أبريل 

 

 


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة