جلال السيد
جلال السيد


تقوى الله

ورحل المحبوب عنا

جلال السيد

الخميس، 17 مارس 2022 - 09:08 م

فوجئت بمكالمة تليفونية صباح أحد الأعوام من صديقى العزيز جدا عبد المنعم عمارة وكان وقتها رئيس الرياضة والشباب وطلب منى الحضور فورا إلى مكتبه، وقتها كنت أسكن بالمهندسين بجوار الهيئة..

وتوجهت إلى مكتب الدكتور عمارة ودخلت على الفور المكتب ووجدت عبدالمنعم عمارة يقدمنى إلى شخصية تجلس معه قائلا "اللواء عبدالسلام المحجوب" محافظ الإسماعيلية..

ومنذ اللحظة الأولى وجدت نفسى منجذبا إلى تلك الشخصية ودار الحديث حول خطة المحافظ لإحداث ثورة فى جريدة الإسماعيلية وأن د.عمارة رشحنى له لأتولى هذا المنصب بجوار عملى كمدير تحرير الأخبار..

وانتهى اللقاء إلى اتصال المحافظ لى قريبا..

ومر أسبوع ولم أسمع منه وفوجئت بسيارة تقف أمام منزلى وبها مدير من جريدة الإسماعيلية برسالة ينتظرنى فيها المحافظ لتولى مهمتى التى كلفت بها منذ أسبوع وقلت فى نفسى إن الأسبوع الذى مضى كان يتحرى عنى المحافظ والله أعلم..

وتوجهت إلى الإسماعيلية وقابلت عبدالسلام المحجوب فى مكتبه وكان سؤاله الأول لى هل عندك خطة للتطوير.

وكنت جاهزا لهذه المهمة وقدمت له تصورى فى التطوير وأن تصدر الصحيفة كأنها جريدة مثل الأخبار والأهرام مش جريدة تابليود ووافق المحافظ وابتسامته لا تفارقه طوال جلستى معه وفعلا قمت بعمل اجتماع مع شباب الجريدة ووضعنا خطة التطوير وصدرت الجريدة فى ثوبها الجديد الذى أحدث ثورة رضاء من أهالى الإسماعيلية واكتشفت أنهم يحبون جريدتهم كحبهم لناديهم تماما..

وحققت مع المحبوب نجاحا فى الجريدة توزيعا وأرقاما كبيرة فى الإعلانات وفى أعداد التوزيع.. وأتذكر فى هذه الفترة أن وجدت عددا من المحررين يحضرون إلى الجريدة على دراجة..

وصارحت المحافظ بأن هذا المنظر لايناسب الوضع وأنه لابد من زيادة مرتباتهم حتى نحصل على إنتاج منهم أحسن..

وهنا وجدت قرارا بكل ما طلبت مختوما بكلمة "تصدق" وعلمت أنها تعنى موافقته بشدة على كل ما طلبت..

وأمضيت حوالى ثلاث سنوات مع هذا الرجل رحمه الله تعتبر من أحلى وأمتع سنوات عمرى..

لا أتذكر يوما طلبت منه طلبا إلا ورأيت توقيعه "تصدق" بشرط أن يكون الطلب شرعيا وشريفا..

وفى الأسبوع الذى غادر المحبوب الإسماعيلية محافظا إلى الإسكندرية..

غادرت أنا الإسماعيلية بعد أن تركت فيها أحلى ذكرياتى مع الرجل المحبوب.


الكلمات الدالة

 

 

 
 
 
 
 
 
 

مشاركة