أميمة كمال
أميمة كمال


لذا لزم التنويه

فى انتظار الاقتصاديين الخوارج

أخبار اليوم

الجمعة، 18 مارس 2022 - 04:26 م

بقلم: أميمة كمال

عندما حضرت مؤتمر منظمة التجارة العالمية فى 2001، الذى شرب فيه القادة نخب انضمام الصين للمنظمة، بعد أن خضعت لاختبارات قاسية من أعتى الدول الرأسمالية، للتأكد من احترامها لفتح أسواقها لمنتجات العالم، وبنوكه، وأمواله، وعدم المساس بالاستثمارات الأجنبية.لم يكن يخطر ببالى وقتها أن يأتى يوم تضرب أمريكا والدول الأوروبية عرض الحائط، بكل الخزعبلات التى صدعت بها العالم، حول قدسية العولمة، ومسلمات تحرير  التجارة، وحتمية عدم المساس بالاستثمارات أو الأصول. ولكن اليوم قد أتى، بعد أن شنت روسيا حربها ضد أوكرانيا . أسرعت أمريكا ودول أوروبية لإصدار قرار بعد الآخر بحظر الاستيراد أو التصدير من روسيا.

وتجميد فروع البنوك، ومصادرة الودائع. وأيضا تحفظ بعضهم بدون أحكام قضائية على يخوت أثرياء روسيا. وياليته يتم لمحاربة جرائم غسيل الأموال لدرء الفساد، والمتهم به بعض هؤلاء، ولكن من أجل كسر شوكة روسيا . والأدهى ما فعله عدد من أشهر مطاعم، ومحال الملابس العالمية من إغلاق لفروعها فى روسيا. وهذا بالتأكيد بإيعاز من حكوماتهم، التى تؤكد ليل نهار أن الدول عليها أن ترفع يدها عن التدخل فى الاقتصاد. ولم تنتظر روسيا كثيرا، فردت بالمثل.، وهى أيضا عضو فى المنظمة،. وذلك فى الوقت الذى غض فيه ثالوث الشر (صندوق النقد والبنك الدوليان ومنظمة التجارة العالمية)  الطرف عن تداعيات  التدابير التى اتخدتها الدول الداعية للعولمة، والتى حتما ستعرقل  التجارة، وتهدد نمو الاقتصاد العالمى..كل مايحدث أعادنى إلى كتاب فى غاية الأهمية. وهو «تجديد الفكر الاقتصادى» للدكتور إبراهيم العيسوى استاذ الاقتصاد بمعهد التخطيط القومى. والذى يتحدث فيه عن أهمية فترات الأزمات لإنعاش وإحياء الأفكار والنظريات الاقتصادية البديلة. لافتا إلى أن هذا حدث فى 2001 عندما بدأت حركات احتجاجية من الطلاب فى أمريكا، بغرض عدم عزلة الاقتصاديين عن الالمام بالنواحى القيمية والاخلاقية والعلوم الاجتماعية. وأطلق على هؤلاء وأمثالهم من الطامعين فى تجديد الاقتصاد لقب الخوارج.

ومرة أخرى بعد الأزمة العالمية فى 2008 حيث بدأت سهام النقد توجه لمسلمات أساسية فى علم الاقتصاد. وظهرجيل جديد من الاقتصاديين يطرح أفكاراً مغايرة للاقتصاد السائد تدمج بينه وبين التاريخ، والاجتماع والأخلاق . ومعظمهم يتطلع إلى عدم النظر إلى الاقتصاد كعلم من العلوم الطبيعية، التى يتم الاستغراق فيها لتفاصيل فنية معقدة. ولكن هل من بين الاقتصاديين العرب من يندرج تحت قائمة الخوارج؟. لعل الأزمة تخرجه من بيننا.

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة