الفنانة زمردة
الفنانة زمردة


يوسف وهبي و«الحسناء الشقراء».. أجمل من كاميليا

علاء عبدالعظيم

الجمعة، 18 مارس 2022 - 06:59 م

ملامحها تعبر ببساطة عن كل شيئ، ويخيل إليك بأنك تستمع إلى طفلة صغيرة، إنها الفنانة زمردة، والتي شبهها يوسف وهبي بقطعة الثلج الشقراء.

 

ظهرت في 17 فيلما لكنها لم تستطع أن تجلس على عرش كاميليا، وظل المكان شاغرا حتى ظهرت هند رستم، وبرلنتي عبدالحميد، لتكون زمردة الفنانة الوحيدة التي بدأت حياتها على الشاشة ثم انتهت في الكباريهات!

 

وفي آخر لقاء بها لآخر ساعة عام 1957، قالت إن قصتها بدأت في ميدان السباق بالإسكندرية فقد كان زوجها من هواة السباق، وهي من هواة الفرجة على أحدث موضات الأزياء.

 

وفي ذات يوم تركت زوجها غارقا في جريدة السباق لاختيار الجياد التي سيلعب عليها وأخذت تلف بنظرها على رواد السباق من النساء والرجال لعلها تتعرف على صديقة لها تسليها في وحدتها حتى وقعت عيناها على الفنان يوسف وهبي الذي كان يرتدي نظارته السوداء وهو ممسكا أيضا بجريدة سباق الخيل، فأسرعت إليه.

 

وقفت أمام يوسف وهبي لتقول لها: نظر إليها من فوق لتحت ومن تحت لفوق، ودار بينهما هذا الحوار:

لماذا لا تشتغلين في السينما؟
ربما لا أصلح نجمة سينمائية

من الذي قال هذا.. أنتي أجمل من كاميليا.

إنتي قطعة ثلج شقراء.

هل أنت جاد في الرأي؟
طبعا.

لكنني متزوجة.. ربنا يعترض زوجي.

أنا أستطيع أن أقنعه.

لكن زوجي من النوع الجامد.

هل يثق فيكي؟
مائة في المائة.

إذن لن يحتمل معي أكثر من كلمتين.

 

وفي نهاية السباق، وبالفعل لم يتحمل الزوج أكثر من كلمتين كما قال لها يوسف وهبي، ووافق أن تمثل زوجته في السينما.

 

وفي اليوم التالي ذهبت لتوقيع العقد مع يوسف وهبي على مبلغ 300 جنيه، وعندما أمسكت بالقلم وهمت بالتوقيع، اقترح عليها يوسف وهبي أن توقع بهذا الاسم «زمردة».

 

 بابتسامة عريضة قالت: تخيل إنني إلى الآن لم أتقاض مليما واحدا من يوسف وهبي حتى هذا اللقاء، ولا أعلم ما السبب، وخجلت أن أطالبه بالفلوس.

 

وظهرت بعد ذلك في عدة أفلام، ونشرت الصحف والمجلات صورها على الغلاف، وظلت الشقراء يعترف بها جمهور الترسو، وتنتقل من فيلم إلى فيلم، ومن بطولة إلى بطولة بقوة الدفع ورأس المال، والشعر الذهبي.

 

وفي الطريق الصحراوي تقابلت مع فريد الأطرش الذي كان واقفا بجوار سيارته بعدما انفجر أحد إطاراتها، وترك سيارته وركب معها، وأثناء الطريق عرض عليها العمل معه في فيلم بجوار سامية جمال، في فيلم "تعالى سلم".

 

ومن الغريب أن جميع المخرجين قد أساءوا إليها وظلموها عندما اتفقوا جميعا بداية من يوسف وهبي إلى إبراهيم عمارة بحسب ماذكرت، على أن يسندوا لها أدوار الجاذبية، والإغراء وبعدها طردها جمهور الترسو، لعدم أدائه أدوار الإغراء.

 

لم تستطع الحياة في القاهرة، وسافرت مع زوجها إلى لبنان حيث استطاع أن يحصل على عمل كمدير لإحدى دور السينما في طرابلس، ووجدت قطعة الثلج الشقراء نفسها بلا عمل، فقامت بتفصيل بدلة رقص، وأخذت تتعلم الرقص شيئا فشيئ، وبدأت مسارح، وكباريهات لبنان تشهد مولد الراقصة الشقراء زمردة.

 

المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم
 

الكلمات الدالة

 

 
 
 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة