الصين وتايوان والحرب الروسية الأوكرانية
الصين وتايوان والحرب الروسية الأوكرانية


تسريب خطة الصين مع تايوان.. تحذير أم استفزاز؟

ناجي أبو مغنم

الأحد، 20 مارس 2022 - 10:48 ص

منذ أن استيقظ العالم على العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، في الرابع والعشرين من فبراير الماضي، والكثيرون في القارة الصفراء يعيشون حالة من الهلع والخوف، خشية أن تمتد إليهم ألسنة اللهب الصادرة عن فوهات البنادق والمدافع وراجمات الصواريخ وغارات الطائرات الروسية.


فالحروب عادة لا تقيد بحدود جغرافية بعينها، بل تنضم إليها جيوش وقوى كانت خارج الحسابات، ولكن وجدت نفسها مضطرة للدخول إلى المعركة من أجل حماية مصالحها السياسة والاقتصادية والأمنية.


رعب عّم العالم، كون موسكو من الدول النووية صاحبة الترسانة الأكبر بين الدول المالكة لأسلحة الدمار الشامل، في الوقت الذي تمتلك فيه أوكرانيا مفاعلات ومنشآت نووية قابلة للانفجار وقتما كانت في مرمى نيران الحرب.


تدخل العالم الغربي من أجل التهدئة، فكان الفشل نتيجة جهوده التي قام بها، ولجأ إلى الحصار الاقتصادي الذي تطال تداعياته كل دول العالم، بما فيها الدول التي فرضت العقوبات على الدب الروسي.


ولم تثن هذه العقوبات روسيا عن تنفيذ مخططها أو وقف الحرب التي تشنها على أوكرانيا -جارتها وشقيقتها في الاتحاد السوفيتي سابقًا- ولا تملك الدول الكبرى أي خيارات أخرى تقوم بها، بعدما استبعدت استخدام الخيار العسكري أو الدخول في مواجهة مباشرة مع الروس.


الصين على خط الأزمة
وبينما يقف العالم عاجزًا حائرًا أمام تصرفات روسيا في أوكرانيا، فقد نشرت صحيفة نيوزويك تسريب وثيقة إستخباراتية من شأنها أن تعقد الأمور وتزيد التوتر والقلق، حيث تفيد تلك الوثيقة بأن الحرب الروسية على أوكرانيا أوقفت خطط الصين باجتياح تايوان بسبب خوفها من العقوبات الغربية.


الصين وتايوان
تسعى الصين إلى ضم تايوان، وتعتبرها جزءًا أصيلا منها، ولن تتخلى عنها كما حدث مع هونج كونج، وتتصاعد حدة التوترات بين الصين وتايوان، حيث تحظى الأخيرة بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية.


وبالعودة مجددًا للوثيقة الاستخباراتية لمعرفة ما تمثله وكيف رآها المحللون، الذين انقسموا إلى فريقين الأول يرى أنه تم تسريبها لتحذير الغرب من احتمالية شن الصين حرب جديدة، بينما يرى الفريق الآخر أن هذه الوثيقة مصدر تسريبها مخابرات غربية وروجتها وسائل إعلام غربية لاستفزاز الصين وتوريطها في حرب مع جارتها تايوان. 


وفي النهاية اجتمع الفريقان على خطورة ما تمثله الوثيقة المسربة في كلتا الحالتين، حيث إنها تنذر بحرب في وقت لا يحتمل فيه العالم أحداث أخرى، خاصة بعد حرب روسيا وأوكرانيا. 


أمر حتمي
تايوان جزء للصين، هذا ما قالته الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، مؤكدة على أن انضمام تايوان للصين أمر حتمي، حسبما أكد الرئيس الصيني من قبل، والذي شدد على أن كل الأجزاء المقتطعة من الصين ستعود للانضمام لها مجددًا.


وأكدت على أنه لن يكون هناك حرب بين تايوان والصين، لعدم وجود مقارنة بين الجيشين والقدرات العسكرية لهما، فالأمر محسوم لبكين باكتساح كبير.

المفاوضات أم العمل العسكري
وأوضحت أن عودة تايوان للصين لا يستدعي بالضرورة عمل عسكري ، فقد تنهي المفاوضات الأمر وتعود تايوان للأحضان الصينية وتلحق بهونج كونج.


وأشارت إلى أن ما يجعل الحرب مستبعدة بين الصين وتايوان ، هو عدم وجود نية لدى أمريكا أو أيا من حلفائها الغربيين بالدفاع عن تايوان أمام الصين، لإدراكهم ما تمثله بكين من قوة عسكرية كبرى لا يستهان والدخول في مواجهة مباشرة معها، لن يكون في صالح أحد.


تلميح تايواني على غرار أوكرانيا
ولفتت إلى تصريح أدلت به رئيسة تايوان، قبل أيام، يأتي تماشيًا مع الموقف الأوكراني ومعبرًا عن فقدان الثقة في أمريكا وحلفائها، حيث قالت رئيسة تايوان: «لم يعد ممكنًا التعويل على الخارج -في إشارة منها لأمريكا- من أجل حماية الأمن القومي لتايوان».


وشددت الشيخ على أن موقف الصين تجاه تايوان اتسم بالهدوء خلال الفترات الماضية، حتى قبل توجيه روسيا ضربة عسكرية لأوكرانيا، وعندما استفزت تايوان الصين بتوجيه أمريكي، ردت بكين بتحليق 100 طائرة غطت كامل الأجواء التايوانية.


التحرك الصيني 
واختتمت الدكتورة نورهان الشيخ، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن التحرك الصيني لضم تايوان قد يكون بعد سنوات من الآن، وفي حال تحقيق روسيا انتصار على أوكرانيا وتحقيق أهدافها، قد يعجل ذلك خطوات الصين نحو تايوان.


أما الخبير الاستراتيجي اللواء سمير فرج، فاستبعد ما جاء في الوثيقة الاستخباراتية المسربة، موضحًا أن وقوع هذا السيناريو يعني تعرض العالم لمشكلة كبرى .


وقال خلال تصريح لبوابة «أخبار اليوم»، أن توجيه الصين ضربة عسكرية لتايوان الابن المدلل لأمريكا- يعني اشتعال العالم، لأن المجتمع الدولي لن يتمكن من فعل شيء لإنهاء تلك الحرب، أو ربما تغامر الدولة الكبرى لإيقاف الحرب وحماية العالم من هذه الكارثة.

وأوضح  اللواء سمير فرج، أن أي صراع بين الصين وتايوان سيكون لصالح روسيا، ويخدم موقفها في حربها الدائرة حاليا ضد أوكرانيا.


الغرب يستفز الصين
وفي وجهة نظر مختلفة، يرى الدكتور طارق فهمي أستاذ العلوم السياسية، أن الوثيقة الاستخباراتية المسربة والتي تزعم وجود خطة صينية لغزو تايوان، لا أساس لها من الصحة، ويمكن اعتبارها استفزاز غربي للصين من أجل توريطها في حرب مع تايوان.

وأوضح خلال تصريح خاص لبوابة «أخبار اليوم»، أن وسائل الإعلام الغربية تكثف الحديث عن هذا الأمر لتحريض الصين واستفزازها لتشن عمل عسكري ومن ثم معرفة قدراتها على الأرض.

 

اقرأ أيضا : الأرض المحروقة.. هل تلجأ روسيا للسيناريو الأسوأ لإنهاء حرب الشوارع الأوكرانية ؟ 

 

 

الكلمات الدالة

 
 
 
 
 
 
 
 

مشاركة