الأحد، 20 مارس 2022 - 11:38 ص

شجرة غريبة ومثيرة تعيش أكثر من 200 عام في الجيزة، أطلقوا عليها اسم الشيخة خضرة، والتي كلما حاولوا أن يقطعونها تسيل منها دماء حمراء.. تشفي المرضى وتعالج العقم إذا لفت حولها النساء 14 مرة.

مجلة آخر ساعة وفي عام 1958 حاولت فتح ملف تلك الشجرة التي يؤمن بـ«بركتها» أكثر من 180 قرية مجاورة، ومعرفة كيفية اخترقت هذه الشجرة أسقف 4 منازل فحطمتها.

ما بدا غريبًا أن أي فرد يفقد قناعته ببركة تلك الشجرة تحل عليه لعناتها إلى الأبد، حيث قال محمد أبو عقبة الذي كان يقوم بتبخير الشجرة كل يوم خميس، أن هذا اليوم بالنسبة له أكثر من عيد.

ويروي وتغمره سعادة أنه كان لا يؤمن بهذه الخرافات، وأن حكاية هذه الشجرة كلام فارغ، وفي ليلة كان في أحد الأفراح، وأخذ يتحدث عن الشجرة بالشر والاستهزاء، وما إن حاول أن يسير على قدميه شعر بأن شيئا يشل حركته ويقيده.

ليس هذا فحسب؛ بل إنه تاه عن طريق بيته، ورقد 30 يوما ولم يقدر على الحركة إلا عندما ذهبت زوجته وأخذت بعضا من أوراق الشجرة وغلته في الماء واستحم به، ومن بعد ذلك شفي تماما وعاد إلى عمله، ومنذ ذلك اليوم وهو يقوم بتبخيرها.. وهنا ينهي حديثه قائلا: دي الشيخة خضرة عزيزة علينا.. دي كلها بركة.

ورواية أخرى ترويها امرأة عجوز تدعى الحاجة صديقة، وكأنها تنتزع الذكريات من أعماق السنين، وتبلغ من العمر  80 عاما فتقول إنها تقطن بالحي منذ 60 عاما، حيث قالت: لقد طلبت من أحد الرجال ويدعى حسن النمس أن يقطع الشجرة، ولكي تقطع معها السنة المروجين لكراماتها، وتثبت أن كل ذلك خرافات.

وما إن أمسك النمس بمنشاره يقطع في الشجرة حتى سال الدم من المكان المبتور، وسقط من فوقها، وشلت يده وظل طريح الفراش 6 أشهر ثم فارق الحياة بعدها.

وأخذت الحاجة صديقة تلقي نظرة ساهمة إلى الشيخة خضرة وهي تقول: كدة ثبتت كراماتها بعد أن حلت لعنتها على حسن النمس، وعلى كل واحد يفكر أن يعمل حاجة تاني.

وفي عام 1944 حاول أحد الأشخاص ويدعى عبدالعزيز عجاج أن يقطع الشجرة فكسرت ذراعه، وأصبح لا يحركها، وفصل من عمله، ومات أيضا.

ومنذ ذلك والأساطير تتناقل على كل لسان، يحكيها الأبناء عن الآباء، والأحفاد عن الأجداد، عن أن الشجرة شيخة مبروكة، وأن كل من يحاول أن يؤذيها لا تصفح عنه.

وقالت امرأة أخرى تدعى سيدة حسن محمد، إنها رأت في المنام جميع أوراق الشجرة على شكل قناديل متوهجة وأن ورق هذه الشجرة المبروكة فيه أكثر من فائدة، فهي تعتبر «أخزاخانة» لا تكلف أصحاب المرض شيئا بالمرة، فإذا ربطت ورقة حول رأسك زال الصداع.

وإذا غليت ورقها في الماء وشربته زالت جميع أمراض المعدة، وإذا لفت أي سيدة حولها 14 لفة زال عنها العقم وأنجبت الأولاد.

وكانت المفاجأة التي أثبتتها التجارب العلمية حول الشجرة التي دارت حولها مئات الأساطير، وللتحقق من المعجزات التي يحكيها هؤلاء الناس، وبإحضار نجار اسمه حسين الشواكيشي، وطلب منه أن يقطع أكثر من فرع من الشيخة خضرة، وبدأ المنشار يهوي على  الفروع، وسقطت بضع قطرات حمراء، وتم أخذها إلى أحد المعامل الكيميائية لتحليلها.

وجاءت التحاليل بالمفاجأة وهي أن قدم عمر الشجرة جعل غلافها الخارجي أشبه بقطعة من الحديد الصدئة، وأن التلكس الموجود على غلافها الخارجي نتيجة عوامل التصدية جعل لونه بنيا غامقا، وأن السائل الأبيض «غذاء الشجرة»، أثناء مروره في الألياف الداخلية للشجرة يمتص عن طريق المسام بعض عصارة التلكس الخارجي البني الغامق، وأن امتزاج السائلين بعضهما ينتج عنه داخل هذه الألياف عصارة تميل إلى الحمرة. وقد ثبت أنه كلما ارتفع هذا السائل عن فروع الشجرة العليا مال هذا اللون الأحمر إلى اللون الأبيض من جديد.

 
المصدر: مركز معلومات أخبار اليوم